كتاب
تقاليد مكية في القرن الثالث عشر الهجري
تاريخ النشر: 19 يوليو 2022 20:24 KSA
دون المؤرخ المصري لبيب البتنوني أثناء رحلته لأداء فريضة الحج في بداية القرن الثالث عشر الهجري بعض مشاهداته عن عادات وتقاليد سكان مكة، فقال: من عادة أهل مكة التألق في المأكل والمشرب واللباس، وذكر أن لباسهم تكثر فيه الألوان الزاهية الباهية، وأن في مساكنهم كثيراً من أدوات الزخرف والرياش الثمينة والبسط العجمية النادرة.
ومن عاداتهم تقديم الشاي في أي وقت تحية للقادم عليهم، وإقامة المآدب في حفلة يسمونها قَيلَة، ومما شاهده أنه ليس لأطعمتهم نظام مخصوص؛ فمنها الهندي والشامي والمصري والتركي.. ويقعد المدعون في هذه الولائم على سماط على الأرض، وبعد فراغهم من الطعام يجلسون للسمر وسماع بعض الأغاني.. وتكون هذه الحفلات في ضواحي مكة كالزاهر والشهداء وهنالك يقضون يومهم في سرور وألعاب رياضية كمسابقة الجري أو لعب الكرة أو النرد أو الشطرنج.
ومن عوائدهم الغذائية: يأكلون مرتين في اليوم؛ الأولى في نحو الساعة التاسعة صباحاً، والثانية بعد صلاة العصر، ولاحظ أنهم يميلون إلى الأبهة خصوصاً في شهر رمضان.. كانوا يفطرون يومياً في الحرم، فيمدون فيه الموائد، إثر ذلك يحصل بقية من فتات الطعام بالمسجد الحرام فتتكاثر الحشرات والقطط.
وذكر أن بعض نسائهم كن يدخن النرجيلة، والزار يفشو فيهن، وبعضهن يخرجن إلى الأسواق بملاءة سوداء، وبرقع فيه ثقبان صغيران فيما يقابل العينين، وفي أرجلهن أخفاف ضخمة لونها أصفر.. أما أفراحهم ومآتمهم غاية في البساطة، ومن عوائدهم في زواجهم أنهم يدعون الأهل والمحبين نساء ورجالاً، فيأتي الرجال ويجلسون في الأماكن المعدة لهم خارج البيت، ووقت العشاء يمد لهم سماط مستطيل يجلسون عليه جميعاً مرة واحدة فيأكلون ثم ينصرفون.. أما النساء فيدخلن البيت فيجدن على باب قاعة الجلوس قصعة كبيرة مملوءة بمعجون الحناء، فتحني المرأة، ثم تدخل إلى المكان وتجلس مع باقي النسوة، ولا يزلن يتجاذبن أطراف الحديث إلى منتصف الليل، وهناك يزففن العروس إلى بعلها، ثم يعدن إلى بيوتهن بعد أن يضعن في عنقها عقوداً كثيرة من زهر الفل أو ثمر التفاح، وهو في قدر البندق.
ومن عوائدهم أنهم يحتفلون بختم أولادهم للقرآن الكريم، ويسيرون بهم بموكب عظيم في طرق مكة.. ومن عاداتهم الاصطياف في الطائف، والهدى فوق جبال كرا وفيه جنات كثيرة تجري من تحتها الأنهار فيها ما يشتهون من أثمار وأزهار.. وذكر أن أشهر مصيف في الطائف يسمي شبرا ثم حدائق المثناة وهي مشهورة بخوخها وعنبها، وماؤها أعذب مياه تلك الجهة.
وأخيراً ذكر أن بعض من سكان مكة يتخلفون عن الحج ويقيمون فيها للمحافظة على دُورهم من اللصوص الذين يكثرون في هذه الآونة، فيقطعون ليلهم سهراً بين إطلاق بنادقهم من كل الجهات إعلاناً بأنهم يقظون لكل من قصدهم بسوءٍ.
ومن عاداتهم تقديم الشاي في أي وقت تحية للقادم عليهم، وإقامة المآدب في حفلة يسمونها قَيلَة، ومما شاهده أنه ليس لأطعمتهم نظام مخصوص؛ فمنها الهندي والشامي والمصري والتركي.. ويقعد المدعون في هذه الولائم على سماط على الأرض، وبعد فراغهم من الطعام يجلسون للسمر وسماع بعض الأغاني.. وتكون هذه الحفلات في ضواحي مكة كالزاهر والشهداء وهنالك يقضون يومهم في سرور وألعاب رياضية كمسابقة الجري أو لعب الكرة أو النرد أو الشطرنج.
ومن عوائدهم الغذائية: يأكلون مرتين في اليوم؛ الأولى في نحو الساعة التاسعة صباحاً، والثانية بعد صلاة العصر، ولاحظ أنهم يميلون إلى الأبهة خصوصاً في شهر رمضان.. كانوا يفطرون يومياً في الحرم، فيمدون فيه الموائد، إثر ذلك يحصل بقية من فتات الطعام بالمسجد الحرام فتتكاثر الحشرات والقطط.
وذكر أن بعض نسائهم كن يدخن النرجيلة، والزار يفشو فيهن، وبعضهن يخرجن إلى الأسواق بملاءة سوداء، وبرقع فيه ثقبان صغيران فيما يقابل العينين، وفي أرجلهن أخفاف ضخمة لونها أصفر.. أما أفراحهم ومآتمهم غاية في البساطة، ومن عوائدهم في زواجهم أنهم يدعون الأهل والمحبين نساء ورجالاً، فيأتي الرجال ويجلسون في الأماكن المعدة لهم خارج البيت، ووقت العشاء يمد لهم سماط مستطيل يجلسون عليه جميعاً مرة واحدة فيأكلون ثم ينصرفون.. أما النساء فيدخلن البيت فيجدن على باب قاعة الجلوس قصعة كبيرة مملوءة بمعجون الحناء، فتحني المرأة، ثم تدخل إلى المكان وتجلس مع باقي النسوة، ولا يزلن يتجاذبن أطراف الحديث إلى منتصف الليل، وهناك يزففن العروس إلى بعلها، ثم يعدن إلى بيوتهن بعد أن يضعن في عنقها عقوداً كثيرة من زهر الفل أو ثمر التفاح، وهو في قدر البندق.
ومن عوائدهم أنهم يحتفلون بختم أولادهم للقرآن الكريم، ويسيرون بهم بموكب عظيم في طرق مكة.. ومن عاداتهم الاصطياف في الطائف، والهدى فوق جبال كرا وفيه جنات كثيرة تجري من تحتها الأنهار فيها ما يشتهون من أثمار وأزهار.. وذكر أن أشهر مصيف في الطائف يسمي شبرا ثم حدائق المثناة وهي مشهورة بخوخها وعنبها، وماؤها أعذب مياه تلك الجهة.
وأخيراً ذكر أن بعض من سكان مكة يتخلفون عن الحج ويقيمون فيها للمحافظة على دُورهم من اللصوص الذين يكثرون في هذه الآونة، فيقطعون ليلهم سهراً بين إطلاق بنادقهم من كل الجهات إعلاناً بأنهم يقظون لكل من قصدهم بسوءٍ.