كتاب

عظماء في طفولتهم

يقول المثل العربي: «إن الطفل أبو الرَّجل».. ويعني هذا أنه في داخل كل طفل منا توجد ملامح الرجل الذي سيكون عليه في المستقبل.. ويعني هذا أيضاً أن أحداث الطفولة هي التي تحدد جزءاً من شخصياتنا واتجاهاتنا. ويكشف عالم النفس الشهير فرويد معنى هذه العبارة: «أن البيئة التي يترعرع فيها الطفل، وطبيعة العلاقات العاطفية التي تربطه بوالديه، إضافة إلى أخطاء في التربية يكون قد تعرض لها في سنواته الأولى.. كلها عوامل تتضافر لتحدد شخصية الطفل وأسلوب حياته، بل والعقد النفسية التي يمكن أن يعاني منها طيلة حياته دون أن يعرف مصدرها.. «، السابق جزء في مقدمة كتاب من الحجم الصغير بعدد 210 صفحة، يحمل عنوان: «عظماء في طفولتهم»، لمؤلفه الأستاذ محمد المنسي قنديل. يعرض فيه المؤلف قصص مجموعة من طفولة بعض العظماء: علماء، وقادة، وأدباء، وسياسيون.. كانت طفولتهم هي البداية الأولى على طريق النبوغ والتفوق.. من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر الحسن ابن الهيثم الذي حقَّق الكثير منذ نعومة أظفاره حتى أصبح واحداً من أشهر العلماء العرب، واشتهر عن الضوء وخصائصه وألف عشرات الكتب في الرياضيات والفلك والطبيعة، وأعترف الأوربيون أنه قد سبقهم في الكثير من نظرياته.. ومنهم أبو الريحان البيروني الشاب الذي أذهل السلطان محمود الغزنوي، حاكم خوارزم وما حولها من أقاليم والذي صعب على علماء الجغرافيا في الإقليم عن إيجاد طول مملكته وعرضها.. وطلب الحاكم من البيروني الطفل ذي الأربعة عشر ربيعاً تحديد المسافة طولاً وعرضاً، والذي حددها له وقدمها للسلطان الذي أخذ يتأملها، وكانت مقدرة بالفراسخ، مئة وخمسون فرسخاً.. برع البيروني في علوم الهندسة والفلك، وكتب في المقاييس والموازين والفلسفة والتاريخ.

وأختم بالعالمة ماري كيوري التي قالت وهي طفلة: عندما أكبر سوف أصبح كيميائية شهيرة، وأكتشف العنصر الناقص في جدول «مندليف».. كبرت «ماري» وأصبحت كيميائية كبيرة، وتزوجت كيمائي آخر هو «كوري»، واكتشفا معاً العنصر الناقص في الجدول، وأطلقت عليه «بولونيوم»؛ تخليداً لاسم بلدها بولندا، وحصلا معاً على جائزة نوبل للمرة الأولى.. بعد موت زوجها استطاعت أن تفصل عنصر «الراديوم» والذي أصبح يستخدم في الطب والصناعة، ونالت عليه جائزة نوبل للمرة الثانية، وأصبحت من أشهر العلماء في العالم، وقدمت للإنسانية العديد من الخدمات من خلال ما قامت به من اكتشافات.


الكتاب مشوق ومقروء به عدد من الشخصيات اللامعة التي قدمت للبشرية الكثير من الخدمات في شتى المجالات والتي بسببها تقدمت خطوات إلى الأمام.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض