كتاب
الإبداع في الحضارة الإسلامية
تاريخ النشر: 06 سبتمبر 2022 21:15 KSA
إقرأ.. إنه الأمر الأول الذي أُمِرَتْ به البشرية كافة في آخر الرسالات السماوية للمساهمة في إسعاد الناس والتخفيف عنهم؛ من أجل ذلك كانت الموهبة سمة من سمات هذه الأمة الإسلامية العظيمة.
فتميز مكانة الأمم يكون بقدر العطاء والناتج الفكري الذي تقدمه للإنسانية، فقد جرى تسمية الفترة الزمنية من العام 450 إلى 1492م بالفترة الزمنية المظلمة حيث خيمت الظلمة الفكرية والاقتصادية على القارة الأوروبية منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية وحتى بداية العصر الحديث.. ولكن في مكان آخر من الكرة الأرضية وفي الفترة نفسها نجد حضارة أخرى قد شهدت ازدهاراً غير مسبوق.. إنها «الحضارة الإسلامية»، الحضارة التي امتدت عبر ثلاث قارات، وأسهمت على مدار 1000 عام تقريباً في تقدم العلوم والتكنولوجيا والطب والفلك.. الحضارة التي قالت عنها المستشرقة الألمانية (زيغريد)، : «إن العالم الإسلامي يُدِين له الغرب كما تدين له الإنسانية كافة بالشيء الكثير».
والآن أسمحوا لي أن أعود بكم ثمانمئة سنة للوراء! إلى القرن السادس الهجري.
في كتابه: (الجامع بين العلم والعمل) ذكر أبو العزِّ إسماعيل بن الرزَّاز الجزري أنَّ الخليفة طلب منه أن يصنع له آلة تغنيه عن الخدم كلما رغب في الوضوء للصلاة، فصنع له الجزري آلة على هيئة غلام منتصب القامة، وفي يدِه إبريق ماء، وفي اليد الأخرى منشفة، وعلى عمامته يقف طائر، فإذا حان وقت الصَّلاة يُصفر الطائر، ثم يتقدم الخادم نحو سيده، ويصبُّ الماء من الإبريق بمقدار معين، فإذا انتهى من وضوئه يقدم له المنشفة، ثم يعود إلى مكانه، والعصفور يُغرّد. [انظر: التراث العلميّ الإسلامي لأحمد فؤاد باشا 31].
لم يكنْ هذا الإبداع العلمي حالة فريدة في حضارتنا المسلمة، بل كان سمة غالبة تقابل سمة التفوق الروحي الإيماني، فعلماء حضارتنا الزاهرة حققوا الكثير من الإنجازات، فهم أول من فصل الذهب عن الفضة، وأول من عمل الجليد الصناعي، وأول من اكتشف سرعة الضوء، وأول من صنع الكاميرا، وأول من وضع جداول اللوغاريتمات الحديثة، وأول من اخترعَ الصفر، وأول من استخدم الإبرة المغناطيسية في الملاحة، وأول من صنع الورق الفاخر الجيد، وأول من صنع الزجاج.. إلى عشرات بل مئات بل آلاف من هذه الأوليات العلمية الاختراعية الاكتشافية.
هذه الحضارة الفذة هي التي أخرجت الكثير من الموهوبين كالبيروني، والرازي، وابن النفيس، وابن البيطار، والزهراوي، وابن زهر، والإدريسي، وابن قُرة، وغيرهم ممن تركوا في سجلاتِ الريادة العلمية بصمات لا تنسى.
وقد كانت مزيَّةُ هذه الحضارة المسلمة أنها أعلت البنيان، وأغلت الإنسان، مزجت بين الجسد والروح، زاوجت بين ضربة الكف وخفقة القلب، فنجت حضارة الإسلام من جفاف الروح وموت القيم وبوار الأخلاق.
فتميز مكانة الأمم يكون بقدر العطاء والناتج الفكري الذي تقدمه للإنسانية، فقد جرى تسمية الفترة الزمنية من العام 450 إلى 1492م بالفترة الزمنية المظلمة حيث خيمت الظلمة الفكرية والاقتصادية على القارة الأوروبية منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية وحتى بداية العصر الحديث.. ولكن في مكان آخر من الكرة الأرضية وفي الفترة نفسها نجد حضارة أخرى قد شهدت ازدهاراً غير مسبوق.. إنها «الحضارة الإسلامية»، الحضارة التي امتدت عبر ثلاث قارات، وأسهمت على مدار 1000 عام تقريباً في تقدم العلوم والتكنولوجيا والطب والفلك.. الحضارة التي قالت عنها المستشرقة الألمانية (زيغريد)، : «إن العالم الإسلامي يُدِين له الغرب كما تدين له الإنسانية كافة بالشيء الكثير».
والآن أسمحوا لي أن أعود بكم ثمانمئة سنة للوراء! إلى القرن السادس الهجري.
في كتابه: (الجامع بين العلم والعمل) ذكر أبو العزِّ إسماعيل بن الرزَّاز الجزري أنَّ الخليفة طلب منه أن يصنع له آلة تغنيه عن الخدم كلما رغب في الوضوء للصلاة، فصنع له الجزري آلة على هيئة غلام منتصب القامة، وفي يدِه إبريق ماء، وفي اليد الأخرى منشفة، وعلى عمامته يقف طائر، فإذا حان وقت الصَّلاة يُصفر الطائر، ثم يتقدم الخادم نحو سيده، ويصبُّ الماء من الإبريق بمقدار معين، فإذا انتهى من وضوئه يقدم له المنشفة، ثم يعود إلى مكانه، والعصفور يُغرّد. [انظر: التراث العلميّ الإسلامي لأحمد فؤاد باشا 31].
لم يكنْ هذا الإبداع العلمي حالة فريدة في حضارتنا المسلمة، بل كان سمة غالبة تقابل سمة التفوق الروحي الإيماني، فعلماء حضارتنا الزاهرة حققوا الكثير من الإنجازات، فهم أول من فصل الذهب عن الفضة، وأول من عمل الجليد الصناعي، وأول من اكتشف سرعة الضوء، وأول من صنع الكاميرا، وأول من وضع جداول اللوغاريتمات الحديثة، وأول من اخترعَ الصفر، وأول من استخدم الإبرة المغناطيسية في الملاحة، وأول من صنع الورق الفاخر الجيد، وأول من صنع الزجاج.. إلى عشرات بل مئات بل آلاف من هذه الأوليات العلمية الاختراعية الاكتشافية.
هذه الحضارة الفذة هي التي أخرجت الكثير من الموهوبين كالبيروني، والرازي، وابن النفيس، وابن البيطار، والزهراوي، وابن زهر، والإدريسي، وابن قُرة، وغيرهم ممن تركوا في سجلاتِ الريادة العلمية بصمات لا تنسى.
وقد كانت مزيَّةُ هذه الحضارة المسلمة أنها أعلت البنيان، وأغلت الإنسان، مزجت بين الجسد والروح، زاوجت بين ضربة الكف وخفقة القلب، فنجت حضارة الإسلام من جفاف الروح وموت القيم وبوار الأخلاق.