كتاب
سد الذرائع رحمة بأولئك الرجال
تاريخ النشر: 14 سبتمبر 2022 22:20 KSA
* قبل اثنتي عشرة سنة تقريباً كانت إحدى الجامعات تُقيم برنامجاً ثقافياً ثرياً، يحرص على ندواته وحواراته ومحاضراته جمهور عريض من مختلف أطياف المجتمع، وقد اهتم القائمون عليه بدعوة النساء، وكُن في قاعة مستقلة وبعيدة، فقط مداخلاتهن الصوتية هي الحاضرة في قاعة (الرجال)، ومع ذلك كان هناك من يُريد منع دعوتهن؛ (سدّاً للذرائع، وباعتبار صوت المرأة عورة)؛ وذات مساء كان أحد أقطاب الممانعة محاضراً في ذلك البرنامج الثقافي، ليأتي إصراره على دعوة النساء لمحاضرته؛ مؤكداً: (لعل الله ينفعهن بما يسمعن)!
*****
* الأمر بدا مفاجئاً عند البعض، لكنني لم أستغرب أبداً، فالتاريخ يُعيد نفسه، والمشهد يتكرر ذاته؛ فمع بدايات تأسيس التعليم النظامي في السعودية، رفعت شرائح من مجتمعنا شعارات الريبة والخوف، لاسيما من (تعليم الفتيات)، فهناك من رفضه باعتباره سيمهد الطريق لخروج الفتيات عن جادة الحق والصواب، وربما قادهن إلى المنكر، وجعلهن صيداً سهلاً لـ(الرجال)، مضت السنوات بهدوء؛ ليتسابق الممانعون بحثاً عن الواسطة ليضمنوا لبناتهم مقاعد في الكليات الصحية!
*****
* وحديثاً تكرر الأمر نفسه مع (قيادة المرأة للسيارة)، فقبل سنوات وكل ما جاء الحديث عنه، والدعوة له كان هناك من يُكشر عن أنيابه رافضاً، بل ومؤكداً بأن ذلك سيفتح الأبواب لـ(النساء) للخروج عن القيم والطاعة، وسيكون وسيلة تُسهل على (الرجال) افتراسهن؛ ولكن هاهي (المرأة السعودية) تمتطي سيارتها بسكينة وفي ظل احترام تحظى به ودون أية مضايقات من (السادة الرجال).
*****
* المشتركات بين تلك المشاهد وغيرها من قضايانا الجدلية استغلال أحزاب أو لواءات أو شرائح المسارعة بالممانعة لقاعدة (سد الذرائع) في رفض كل جديد يرتابون فيه، حتى وإن كان في أصله مباحاً، ثم هم بعد ذلك السباقون في البحث عنه، أيضاً هناك (تصوير الرجل السعودي) وكأنه ذلك الذئب المفترس الذي لا همّ له في الحياة إلا البحث عن (الأنثى) ليلتهمها، بينما هو ذلك المظلوم الذي يتشرف برعايتها وخدمتها من (مهده إلى لحده)؛ وبالتالي حان وقت إنصافه، وحمايته في ظل التسلط الذي تتمتع به في عصرنا الحاضر (شقيقته حواء).
*****
* الأمر بدا مفاجئاً عند البعض، لكنني لم أستغرب أبداً، فالتاريخ يُعيد نفسه، والمشهد يتكرر ذاته؛ فمع بدايات تأسيس التعليم النظامي في السعودية، رفعت شرائح من مجتمعنا شعارات الريبة والخوف، لاسيما من (تعليم الفتيات)، فهناك من رفضه باعتباره سيمهد الطريق لخروج الفتيات عن جادة الحق والصواب، وربما قادهن إلى المنكر، وجعلهن صيداً سهلاً لـ(الرجال)، مضت السنوات بهدوء؛ ليتسابق الممانعون بحثاً عن الواسطة ليضمنوا لبناتهم مقاعد في الكليات الصحية!
*****
* وحديثاً تكرر الأمر نفسه مع (قيادة المرأة للسيارة)، فقبل سنوات وكل ما جاء الحديث عنه، والدعوة له كان هناك من يُكشر عن أنيابه رافضاً، بل ومؤكداً بأن ذلك سيفتح الأبواب لـ(النساء) للخروج عن القيم والطاعة، وسيكون وسيلة تُسهل على (الرجال) افتراسهن؛ ولكن هاهي (المرأة السعودية) تمتطي سيارتها بسكينة وفي ظل احترام تحظى به ودون أية مضايقات من (السادة الرجال).
*****
* المشتركات بين تلك المشاهد وغيرها من قضايانا الجدلية استغلال أحزاب أو لواءات أو شرائح المسارعة بالممانعة لقاعدة (سد الذرائع) في رفض كل جديد يرتابون فيه، حتى وإن كان في أصله مباحاً، ثم هم بعد ذلك السباقون في البحث عنه، أيضاً هناك (تصوير الرجل السعودي) وكأنه ذلك الذئب المفترس الذي لا همّ له في الحياة إلا البحث عن (الأنثى) ليلتهمها، بينما هو ذلك المظلوم الذي يتشرف برعايتها وخدمتها من (مهده إلى لحده)؛ وبالتالي حان وقت إنصافه، وحمايته في ظل التسلط الذي تتمتع به في عصرنا الحاضر (شقيقته حواء).