كتاب
إرث الجدود
تاريخ النشر: 15 سبتمبر 2022 22:27 KSA
يعرَّف العصر الجاهلي بالفترة الممتدَّة من قبل بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بقرن ونصف القرن.. وكان ذلك للجهل بوحدانية الخالق، والاستمرار في عبادة الأصنام والمتاجرة بها، والتكسب بالإعطاءات (القدسية) والقرابين والهدايا تقدم من الجهلة للعاملين على ترويج عبادتها.. وكانت قبيلة قريش في مكة المكرمة من خلال تجمع القبائل في (حلف إيلاف) متصدرة هذه التجارة (الدينية) الوثنية، وما يتبعها من متطلبات الحياة المادية من غذاء وكساء.. وبطبيعة الحال الإثراء الأدبي شعرًا ونثرًا، وكانت تقيم له الأسواق والمهرجانات.. ومنها سوق عكاظ وسوق مجنَّة وسوق ذي مجاز أكبر الأسواق في عصر ما قبل الإسلام.. ويعود تاريخ سوق عكاظ إلى بداية العام 501 ميلاديٍّا.. كانت العرب تؤمُّه من أول ذي القعدة لمدة عشرين يومًا منه.. ومن ثم إلى سوق مجنَّة فتقضي فيه الأيام العشرالأواخر من الشهر.. ومن هناك إلى سوق ذي مجاز، فتقضي فيه الأيام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجة، ثم تسير إلى حجها.
في مطلع عام 500 ميلاديًّا، حينما فكرت قريش، وهي واحدة من أشهر قبائل العرب وأكبرها في ذلك الوقت، وإليها ينتمي النبي محمد عليه الصلاة والسلام، في إقامة سوق يتيح للعرب التجمع فيه للتجارة وتبادل السلع، وقع اختيارها على موقع بين مدينتي مكة المكرمة والطائف المشهورتين.. أُطلق عليه اسم «العثديَّة»، ويتصادف مع بدء وصول الحجيج إلى مكة المكرمة، ويستمر لمدة أربعة أشهر.. وسرعان ما ذاع صيته في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية.
في الأسواق الثلاثة وسواها، وفي عكاظ خاصة، كانت العرب قبل الإسلام تعدها بمثابة تجمعات تجارية واجتماعية وثقافية.. وكانت تعقد في أماكن مختلفة من شبه الجزيرة العربية وفي أوقات مختلفة، ويأتيها العرب من كل الأرجاء؛ يتاجرون ويسمعون المواعظ والخطب، ويتفاخرون بها.. كما كانوا يتناشدون الشعر، ويحتكم مبدعوهم إلى كبارهم، كالنابغة الذبياني الذي كانت تضرب له قبة حمراء فيحكم بين الشعراء.. كانت كلمته الفاصلة.. والقصائد التي تحوز إعجاب هؤلاء المحكَّمين، تطير في أرجاء الجزيرة، ويتناقلها العرب في كل مكان.
في عصر الإسلام، كان سوق عكاظ صرحًا كبيرًا للتجارة.. وفيه يُعرض جميع أنواع البضائع، حى الاتجار بالبشر.. فكان يباع بها الرقيق والعبيد الذين يتمُّ أسرهم بعد الحروب أو الغزو.
توالت العصور، وتوقَّف سوق عكاظ لأكثر من ألف وثلاثمئة عام.. لكن أعادت المملكة العربية السعودية إحياءه من جديد في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عام 1428هـ، حتَّى أصبح من أشهر المعالم السياحية في البلاد.
يستقطب سوق عكاظ أعدادًا كبيرة من الزوار من مختلف أنحاء المملكة والعالم الذي أصبح ملتقى حضاريًا يجمع الأدباء والتجار والشعراء من مختلف الأنحاء، حيث يتم تنظيم عديد من ندوات ثقافية، وأمسيات شعرية وأدبية، إضافة إلى العديد من المسابقات والفعاليات الأدبية على مستوى العالم العربي.
وفي عام 2007، تم إطلاق مهرجان (سوق عكاظ) الأول، واستقطب العديد من الزوار من جميع أنحاء العالم كونه صرحًا مهمًّا، وحدثًا ثقافيًا مميزًا يعقد سنويًا، رابطًا الماضي بالحاضر، وشاحذًا الهمم لمستقبل مشرق.
في مطلع عام 500 ميلاديًّا، حينما فكرت قريش، وهي واحدة من أشهر قبائل العرب وأكبرها في ذلك الوقت، وإليها ينتمي النبي محمد عليه الصلاة والسلام، في إقامة سوق يتيح للعرب التجمع فيه للتجارة وتبادل السلع، وقع اختيارها على موقع بين مدينتي مكة المكرمة والطائف المشهورتين.. أُطلق عليه اسم «العثديَّة»، ويتصادف مع بدء وصول الحجيج إلى مكة المكرمة، ويستمر لمدة أربعة أشهر.. وسرعان ما ذاع صيته في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية.
في الأسواق الثلاثة وسواها، وفي عكاظ خاصة، كانت العرب قبل الإسلام تعدها بمثابة تجمعات تجارية واجتماعية وثقافية.. وكانت تعقد في أماكن مختلفة من شبه الجزيرة العربية وفي أوقات مختلفة، ويأتيها العرب من كل الأرجاء؛ يتاجرون ويسمعون المواعظ والخطب، ويتفاخرون بها.. كما كانوا يتناشدون الشعر، ويحتكم مبدعوهم إلى كبارهم، كالنابغة الذبياني الذي كانت تضرب له قبة حمراء فيحكم بين الشعراء.. كانت كلمته الفاصلة.. والقصائد التي تحوز إعجاب هؤلاء المحكَّمين، تطير في أرجاء الجزيرة، ويتناقلها العرب في كل مكان.
في عصر الإسلام، كان سوق عكاظ صرحًا كبيرًا للتجارة.. وفيه يُعرض جميع أنواع البضائع، حى الاتجار بالبشر.. فكان يباع بها الرقيق والعبيد الذين يتمُّ أسرهم بعد الحروب أو الغزو.
توالت العصور، وتوقَّف سوق عكاظ لأكثر من ألف وثلاثمئة عام.. لكن أعادت المملكة العربية السعودية إحياءه من جديد في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عام 1428هـ، حتَّى أصبح من أشهر المعالم السياحية في البلاد.
يستقطب سوق عكاظ أعدادًا كبيرة من الزوار من مختلف أنحاء المملكة والعالم الذي أصبح ملتقى حضاريًا يجمع الأدباء والتجار والشعراء من مختلف الأنحاء، حيث يتم تنظيم عديد من ندوات ثقافية، وأمسيات شعرية وأدبية، إضافة إلى العديد من المسابقات والفعاليات الأدبية على مستوى العالم العربي.
وفي عام 2007، تم إطلاق مهرجان (سوق عكاظ) الأول، واستقطب العديد من الزوار من جميع أنحاء العالم كونه صرحًا مهمًّا، وحدثًا ثقافيًا مميزًا يعقد سنويًا، رابطًا الماضي بالحاضر، وشاحذًا الهمم لمستقبل مشرق.