كتاب

أساس متين لمستقبل أمين

لكل مرحلة من مراحل العمر متطلَّباتها.. ففي الطفولة، نتطلَّع بشوق إلى مرحلة الفتوَّة والتشبُّه بنجوم الشاشة.. وكنَّا بعدها نتطلَّع إلى عالم الطيران وارتداء ملابس الطيَّارين، والزهو بها أمام الأهل ومن حولنا من الجيران.. وفي عمر لاحق، ندخل القفص الذهبي مؤسِّسين أسرة آملين أن نكون من أهل السعادة، ونؤدي واجبات متطلبات العائلة حتى يكبر الأطفال، وتزداد تكاليف تربيتهم وتعليمهم، ثم البحث عن عمل إضافي يبقي بسمة الستر على وجوهنا..

يمر العمر سريعًا، لنجد أنفسنا بين مرتادي العيادات الطبية والصيدليات لترميم ما أصاب الجسد من وهن وما ألمَّ به من آلام إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.. وهكذا شأن الحياة وتقلبات أحوال مع الأمم والشعوب من يسر إلى عسر، ومن ضيق إلى فرج، ومن تماسك تراب الوطن إلى انفصال أجزائه، وفق أهواء المستعمر الغربي، الإنجليزي والفرنسي خاصة اللذين مارسا على أمتنا العربيَّة سياسة (فرِّق تسد)، بما يشبه لعبة الشطرنج بوثيقة (سايكس وبيكو)؛ وزيري خارجية البلدين، مقسمين بلاد المشرق العربي إلى (دساكر) شيعًا وطوائف.. ولتأكيد نهج السيطرة، وضعوا مناهج التعليم لتبعد الناشئة من أبنائنا عن عقيدتهم وتراثهم.. ولم يسلم من هذه الحملة الشرسة إلا شعب المملكة العربية السعودية الذي يحتفل هذه الأيام بمرور يومه الوطني الثاني والتسعين، وجميع من فوق ترابه مواطنين ومقيمين وزائرين ينعمون بالخير والرفاه وبالأمن والأمان مستتبًّا في أرجاء البلاد بفضل تطبيق ولاة أمورنا، ملوكًا؛ خدَّام الحرمين الشريفين شريعة الله، بدءًا بأوَّل من تسنَّم الحكم؛ الملك المؤسِّس عبدالعزيز آل سعود -طيَّب الله ثراه- الذي بتر شأفة من كانوا يعيثون في الأرض فسادًا باعتراضهم قوافل المسافرين والحجيج، وسلب أموالهم وقتل معترضيهم، وقطع دابرهم لتغدو طرقات المملكة ومسالكها سالمة، يعمُّها الأمن، وينعم بها السكان، وقبائل المجتمع متماسكة فيما بينها، تجمعها أخوة الوطن، ويحكمها العدل والمساواة في الحقوق والواجبات.. وقد منَّ عليهم المولى برحمته، فأنعمهم لتوادِّهم وتراحمهم وتآزرهم برزق وفير من باطن الأرض وأعماق البحار، متيحًا لهم ولأبنائهم وللأجيال القادمة فرص نهل العلم، ومن ثم التفوق بالعطاء، ومجاراة الأمم والشعوب المتقدمة في بحوثهم وإنجازاتهم العلمية والعملية لما فيه صالحهم وصالح البشر أجمعين في راهن زمنهم والمستقبل.


وما تشهده مدن المملكة من اجتماعات ومؤتمرات محلية وإقليمية ودولية ومساهمات مادية في العون والمساعدات وتمويل المشاريع في العديد من بلدان العالم المتعذرة ماديًّا إلا الدليل والبرهان على ما وصلنا إليه، ونحن في العام الـ92 من العمر، ويستمر العطاء ويزداد، وحولنا من دول الجوار من ساد فباد دون ترك أثرٍ طيِّب يُذكر لهم، أو يذكِّر بهم.. أو بإنجازاتهم الاجتماعية والإنسانية.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح