كتاب

دموع معلمة مدرسة (أهلية)..!

* بعد مشوار طويل من «المقابلات، واتركي السيرة الذاتية وبنتصل عليك» جاءت البشارة للمعلمة (أحتفظ باسمها) بقبولها معلمة في إحدى المدارس (الأهلية)، وهي بشارة بنت عليها الكثير من أحلام معلمة (حلمها) أن تقف أمام طالباتها، وتسمعهن وهن ينادينها بالأبلة، بعد سنوات من الانتظار، وما فاتكم هذا العام، تدركونه العام القادم إن شاء الله، وقعت العقد مصحوبة بالدعوات بأن تجد في الميدان كل دواعي التحفيز بالمزيد من العطاء، والإبداع، حتى مع غصة الراتب القليل (3000) ريال على تمهير، الذي مثل صدمة أولى بعد رواج ألا يقل راتب معلمي المدرسة الأهلية عن 5000، ما علينا بما أن المتاح الصدمة يهون أمام أن هنالك مدارس أهلية راتبها 2000 ريال، وهي رواتب لا أعلم كيف تم إقرارها في ظل ما سوف أعرضه من معاناة هذه المعلمة، التي يشاركها فيها الكثير من المعلمين والمعلمات، وبالمثال يتضح المقال.

* وعلى كل حال، لم تكن صدمة مقدار الراتب إلا تمهيداً لصدمات قادمة من (تكليفات) تنوء بالعصبة من المعلمات، ومع ذلك لا تجد إدارة تلك المدرسة أي حرج من أن تُلقي كل ذلك العبء على كاهل معلمة واحدة، وهو ما حصل لهذه المعلمة، التي وقعت العقد على أن تدرس مواد (الأسرية والفنية والبدنية) للمرحلة المتوسطة (فقط)، وبعد بداية ليست أكثر من هدوء يسبق العاصفة، بدأت التكليفات (تهطل) مصحوبة بزخات من كلمات (بسيطة، ولا تكبرين الموضوع، وأخيراً إذا مو عاجبك)، حيث تم إضافة تكليفها بذات المواد (رابع وخامس وسادس) في المرحلة الابتدائية، مع نشاط في الصف الأول الابتدائي، ثم التكليف بريادة النشاط، والطابور، والإذاعة، و(القاصمة) مع كل ما سبق تدريس طالبات الاحتياجات الخاصة.


* عمل خمس أو ست معلمات على كاهل معلمة واحدة، هذا غير الأعمال الإدارية، والاجتماع الأسبوعي مرتين بعد خروج الطالبات، وكم كبير من التكليفات الإجرائية في التحضير، وإستراتيجيات التدريس، مما أخضع المعلمة لنوبة (بكاء) كتعبير عجز من أن تقوم بكل ذلك، هذا ولم يُنظر بعد لكونها ربة أسرة، وما يتطلبه ذلك من مهام وأعباء.

* لقد استنزفت هذه المعلمة في شهر واحد، وحطمت نفسيتها إلى تلك الدرجة التي لم يعد لها معها إلا أن تتسمر على إعتاب بيتها، وموعد ذهابها المعتاد كل صباح -رغم ألمه- توقف، كما توقفت كل أحلامها منذ بشارة (تم قبولك في مدرستنا).


* إن هذا الواقع لم يكن لهذه المعلمة (استثناء)، فما تمارسه بعض المدارس الأهلية في حق المعلمين والمعلمات ينتظر التدخل العاجل، وبما يحفظ مكانة وحقوق المعلمين والمعلمات، وإنني أستبشر خيرًا أن يولي معالي وزير التعليم يوسف البنيان ملف معلمي ومعلمات المدارس الأهلية ما يمثل لهم نقلة في واقعهم إلى حيث ما ينشده كل معلم ومعلمة، كما أجدها فرصة بالمباركة لمعاليه بالثقة الملكية بتعيينه وزيرًا للتعليم، سائلا الله له التوفيق، ولمعشر معلمي ومعلمات المدارس الأهلية على يديه القادم (النقلة) الجميل.. وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح