كتاب
الوجه الآخر للحضارة البشرية
تاريخ النشر: 16 أكتوبر 2022 22:05 KSA
* استئناسُ الحياةِ، كما هو في المدنيّة الحديثة، أنتجَ حضارةً بشريةً وتقدّمًا علمياً، لكن مع مزيدٍ من الخضوع والقمع والعبودية المقنّعة للأفراد والجماعات.. إنّ الظُّلم من لَوازِم الحضارة.
* في كل مرة، ينجحُ الإنسانُ في إظهارِ وجهه الحقيقيّ القبيح، والتأكيد على أنّ الحضارة الإنسانية مهما ارتقت، هي في حقيقتها صراعٌ كصراعِ وحوش الغاب، ومجرّد وسيلة للاستحواذِ والقتل.. وفي النهاية، صيرورة الفناءِ وحتميّة الهلاكِ والاستبدال، لا محالة.
* مهما تجمّلت الحضارة بتقدّمها وتطوّرها المادّي والعمراني والتّقني والفنّي، فهي قائمةٌ على التضحية بأكوامِ المظلومين، والعبيدِ، والمحرومين، والمقهورين، والمسحوقين، إنّ البدائية أقلّ توحّشاً من الحضارة.
* يبدو أنه من المستحيل وقف التقدّم التقني والتطوّر الحضاري المستمرّ إلى درجاتٍ ومستويات قد تُعدّ مرعبةً عند مجرّد التفكير فيها.. يبدو أن الأرض تأخذُ زينتها وتتزيّن تقنياً ومعرفياً بشكل مضطرد غيرِ مسبوق، يُخشى معه انهيار الحضارة كما نعرفها.
* التعقيدُ التّقني وتشابك المنظومةِ الاقتصادية، لا يُعطيان الحضارةَ الحالية -مع اتّساع رقعتها ورفاهيتها وتقدّمها العِلمي- حصانةً ضدّ الانهيارِ والفناء، فكلّ الحضاراتِ مهما ارتفع شأنُها وقويت أوتادُها، تحملُ عناصرَ الفناءِ في أصلها وصيرورتها، يقول (جان جاك روسو): «إنّ الحضاراتِ العظيمة، تضمحلّ تحتَ وطأة تقدّمها العلمي والفنّي».
* كما هو النُّشوءُ والارتقاء، فإنّ الفناءَ من سُنن الله تعالى، والتقدّم الحضاري وازدياد الترف، من أسبابِ الهلاك، يقول (ابن خلدون) في المقدّمة: «فافهم ذلك واعتبِر به، أنّ غاية العُمران هي الحضارةُ والترف، وأنّه إذا بلغ غايته انقلبَ إلى الفسادِ وأخذ في الهرم كالأعمارِ الطبيعيةِ للحيوانات».
* وبحسْب السير (جون باغوت غلوب) فإنّ مرحلةَ انتشارِ العلم والاهتمامِ بالفِكر والعلماءِ والشّهادات والتعليم، هي مرحلةٌ متأخرّة من طورِ الحضارات، ويُصاحب ذلك الاهتمامُ بالفنّ والغِناء، وكثرةِ الجِدال وقلّة العمل، تتبعها مرحلةُ بروزِ الشّخصيات التافهةِ والانغماسِ في التّرف، ومن ثمّ انحطاطِ المُجتمع.
* من سُنن الله الاجتماعية، أنّ الحضارات الإنسانية تُولد وتنشأُ وتزدهرُ، ثم تضعف وتمرضُ وتندثر، لتظهرَ وتتطوّر حضاراتٍ جديدةٍ تسيرُ كغيرها في طريقِ الهلاك والفناء، إلى أن يرثَ الله الأرضَ ومَن عليها.. ثمّ (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).. صدق الله العظيم.
@AymanKrayem
* في كل مرة، ينجحُ الإنسانُ في إظهارِ وجهه الحقيقيّ القبيح، والتأكيد على أنّ الحضارة الإنسانية مهما ارتقت، هي في حقيقتها صراعٌ كصراعِ وحوش الغاب، ومجرّد وسيلة للاستحواذِ والقتل.. وفي النهاية، صيرورة الفناءِ وحتميّة الهلاكِ والاستبدال، لا محالة.
* مهما تجمّلت الحضارة بتقدّمها وتطوّرها المادّي والعمراني والتّقني والفنّي، فهي قائمةٌ على التضحية بأكوامِ المظلومين، والعبيدِ، والمحرومين، والمقهورين، والمسحوقين، إنّ البدائية أقلّ توحّشاً من الحضارة.
* يبدو أنه من المستحيل وقف التقدّم التقني والتطوّر الحضاري المستمرّ إلى درجاتٍ ومستويات قد تُعدّ مرعبةً عند مجرّد التفكير فيها.. يبدو أن الأرض تأخذُ زينتها وتتزيّن تقنياً ومعرفياً بشكل مضطرد غيرِ مسبوق، يُخشى معه انهيار الحضارة كما نعرفها.
* التعقيدُ التّقني وتشابك المنظومةِ الاقتصادية، لا يُعطيان الحضارةَ الحالية -مع اتّساع رقعتها ورفاهيتها وتقدّمها العِلمي- حصانةً ضدّ الانهيارِ والفناء، فكلّ الحضاراتِ مهما ارتفع شأنُها وقويت أوتادُها، تحملُ عناصرَ الفناءِ في أصلها وصيرورتها، يقول (جان جاك روسو): «إنّ الحضاراتِ العظيمة، تضمحلّ تحتَ وطأة تقدّمها العلمي والفنّي».
* كما هو النُّشوءُ والارتقاء، فإنّ الفناءَ من سُنن الله تعالى، والتقدّم الحضاري وازدياد الترف، من أسبابِ الهلاك، يقول (ابن خلدون) في المقدّمة: «فافهم ذلك واعتبِر به، أنّ غاية العُمران هي الحضارةُ والترف، وأنّه إذا بلغ غايته انقلبَ إلى الفسادِ وأخذ في الهرم كالأعمارِ الطبيعيةِ للحيوانات».
* وبحسْب السير (جون باغوت غلوب) فإنّ مرحلةَ انتشارِ العلم والاهتمامِ بالفِكر والعلماءِ والشّهادات والتعليم، هي مرحلةٌ متأخرّة من طورِ الحضارات، ويُصاحب ذلك الاهتمامُ بالفنّ والغِناء، وكثرةِ الجِدال وقلّة العمل، تتبعها مرحلةُ بروزِ الشّخصيات التافهةِ والانغماسِ في التّرف، ومن ثمّ انحطاطِ المُجتمع.
* من سُنن الله الاجتماعية، أنّ الحضارات الإنسانية تُولد وتنشأُ وتزدهرُ، ثم تضعف وتمرضُ وتندثر، لتظهرَ وتتطوّر حضاراتٍ جديدةٍ تسيرُ كغيرها في طريقِ الهلاك والفناء، إلى أن يرثَ الله الأرضَ ومَن عليها.. ثمّ (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).. صدق الله العظيم.
@AymanKrayem