كتاب

الخط الأصفر (يستغيث)..!

* تظل أزمة (المرور) من الأزمات التي لا يمكن معالجتها بالمسكنات أو تجاوزها وهي تلعب على المكشوف بكل شيء تمامًا، وفي ذات الوقت لا يمكن بحال تحقيق النجاح فيها إلا من خلال ثلاثة أضلاع تعمل بتكامل فيما بينها، حيث لا يغني حضور ضلع عن غياب ضلع آخر.

* تلك الأضلاع الثلاثة هي: البنية التحتية القادرة على استيعاب كل هذا الكم من العابرين وعلى مدار الساعة، والثاني الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم حركة السير، ويأتي في مقدمتها إدارة المرور، والثالث الوعي المجتمعي بضرورة


وأهمية التعاون لإنجاح كل الإجراءات التي تهدف إلى تيسير الحركة المرورية، حيث أن غياب الوعي يعني اصطدام كل الجهود مهما كانت من النجاح بما سوف يؤدي إلى إخفاقها.

* ولتلافي ذلك جاءت العقوبات بما يحقق حضور ذلك الوعي، ولو على طريقة (الاتجاه إجباري)، وإلا فإن شوارعنا سوف تتحول إلى حلبة صراع، في ظل ما يمارسه البعض من (صلف) يصرون عليه حتى مع وجود أجهزة الرصد والغرامات، فكيف يكون الحال فيما لو تُرك حبل مخالفاتهم على غارب عنجهيتهم، واستهتارهم بأرواح الآخرين.


* في مشاهد يومية يلحظها الجميع من: عكس لاتجاه السير، والسرعة الجنونية، والتجاوز من الجهة اليمنى، وعدم الالتزام بتشغيل إشارة الاتجاه، وقطع الإشارة التي جاء (ساهر) ليحجم فوضى أعدائها، وصولاً إلى من يسير في الخط السريع بسرعة (التمرين)، إلى غير ذلك من المخالفات المرورية، التي لاشك أنها لا تغيب في معظمها عن أجهزة الرصد، ومع ذلك لا تزال تشاهد، وبما يمثل الهم اليومي، والظاهرة التي تحضر باكية على ذلك الوعي (المفقود).

* وفي ذات سياق المخالفات، التي تصيب حركة المرور بصداع دائم، يتنامى في أوقات الذروة إلى (الشلل) التام، ما يمارسه كل من يُصر على (انتهاك) حرمة الخط (الأصفر)، في تهور لا مجال لإيقافه إلا من خلال أجهزة الرصد، التي تقف شامخة؛ لتقول أنا لكم بالمرصاد، ثم بالعقوبات والغرامات، التي تكون من القوة بحيث تعيد كل أولئك إلى صف المنضبطين رغم ما يمتلكونه من نزعة الإصرار الدائم على كسر هيبة ذلك الخط المسكين.

* إن التعويل على (الوعي) في انضباط، وسلاسة الحركة المرورية في شوارعنا، أشبه ما يكون بطلب المستحيل، وهو ما يعني غياب الضلع الثالث في مثلث نجاح أي حركة مرورية، وهو غياب بقدر ما يُستغرب عندنا فإنه يصيبنا بالدهشة، ونحن نشاهده يصنع الفارق في تلك المجتمعات الأكثر ازدحاماً في الحركة المرورية، والأعجب انسياباً، والأسرع وصولاً إلى حيث وجهة كل منهم، وما من سبب إلا لوجود أرضية (وعي) كما يعرف ماله، فإنه أبداً لا يمكن أن يقفز على ما هو عليه.. وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح