كتاب

الذكاء الاصطناعي.. والوظائف

اللبنة الفكرية الأولى للذكاء الاصطناعي؛ كان قد وصفها الفلاسفة الأوائل، شارحين أن الذكاء بصفته المجردة هو نظام فكري يمكن استنساخه وتطويره، قاصدين أنه ليس بالضرورة صفة بشرية خالصة.. أما المفهوم الحديث للذكاء الاصطناعي؛ فقد ترجم للواقع كفكرة -أول مرة- على يد عالم الحاسوب الأمريكي «جون مكارثي»، عراب الذكاء الاصطناعي في جامعة دارت موث بولاية نيوهامشير الأمريكية، ويعود له الفضل في اختيار لفظ الذكاء الاصطناعي وإطلاقه على هذا العلم، وكان ذلك في عام 1956م. حصل هذا العالم المعرفي الفذ على جائزة تورنيغ لعلوم الحاسوب، والتي يُشار إليها باسم (جائزة نوبل للحوسبة) في العام 1971م، لإسهاماته البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي.

في البداية كانت قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي محدودة، حيث كانت بالكاد تقوم بحل المسائل البسيطة نظراً لكونها ذات قدرة منطقية محدودة، غير أن في عصرنا الحديث؛ أصبح الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على حل العديد من المسائل المعقدة، والقيام بالمهام الدقيقة بسرعة عالية ودقة متناهية، عدا عن ارتباطها بالروبوتات؛ لتمكينها من التطبيقات العملية بمنتهى الدقة.


كان الحديث قبل عقدين من الزمان عن الذكاء الاصطناعي؛ عن متى (وليس إذا) ستتحول جميع نواحي حياتنا من أنظمة وتجارات وهيئات واقتصادات من كونها مبنية على الذكاء أو القوة البشرية؛ إلى كونها مبنية على الذكاء الاصطناعي.فحديث العلماء يقول: إنه بوجود الذكاء الاصطناعي لا حاجة لمستشفيات تدار من قبل كادر بشري قد يخطئ في التشخيص، وقد يخطئ في العملية، وقد يغفل عن شيء أو ينسى شيء آخر في جوف المريض، ولا حاجة لسائقي شاحنات البضائع للراحة حتى عند توصيلها إلى نقطة الاستلام، ولا حاجة للطيارين ولا البقالين ولا الطباخين ولا سائقي الأجرة ولا حتى الفلاحين والمزارعين؛ الكثير من هذه الوظائف سينافس عليها نظام الذكاء الاصطناعي، وقد يكون هو الأجدر بها واقعياً.

يقول «جون مكارثي» في كتابه بعنوان «Formalizing common sense» أو «معادلة المنطق»: سيحل الذكاء الاصطناعي محل الجوانب الروتينية والمملة من الأعمال، لكنه لن يحل محل العنصر البشري تماماً، بل سيجعلهم أكثر كفاءة في أعمالهم، وسيوفر لهم الوقت والجهد؛ لأن التنافسية بين القدرة البشرية والقدرة الاصطناعية لن تكون متكافئة -يعني أنها ترجح للأخيرة- فالقدرة البشرية عليها أن تتماشى مع القدرة الاصطناعية كداعمة لها، لحملها شيء لا يمكن للذكاء الاصطناعي بلوغه «حالياً»، وهو الحكمة البشرية التي بمقدورها حل المشكلات والمعضلات بصفةٍ خارجة عن المنطق في بعض الأحيان. من أجل ذلك -والكلام لا يزال لـ»مكارثي»- فإن المستقبل القريب يستدعي التأهيل العملي والعلمي للعنصر البشري، والذي يأخذ في الحسبان أن الذكاء الاصطناعي سيكون حجر أساس للعديد من القطاعات، والمحرك الرئيسي للأعمال.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض