ثقافة
في مكاشفة مع أ. د محمد بن مريسي الحارثي : ديمومة الثقافة أن تكون حية ومتغيرة وذات شمولية
تاريخ النشر: 03 نوفمبر 2022 22:49 KSA
قال استاذ الادب الدكتور محمد بن مريسي الحارثي عميد كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى السابق إن الثقافة الحية هي الثقافة المتغيرة؛ لأن الثقافة متغيرة وليست أمراً ثابتاً إلا مانص عليه الشرع، ومانص عليه الشرع فهو أمر ثابت لا يمكن مخالفته ولايمكن النظر الى تغييره ولا يمكن التمرد عليه أو فهمه فهماً خاطئاً ..
وأوضح فى حوار مع»المدينة» أن البلاغة العربية مظلومة فى التراث وفى الجديد لأن البلاغة العربية يعني بلاغة تعليمية غير ناضجة لما فيها من ثغرات كثيرة ولما فيها من مغايرات قد تصل الى حد المغالطات العلمية من علماء كنا نظنهم أقدر على تقديم الشيء المفيد خاصة للبلاغة العربية ولكنا وجدناهم لاماء ولا هواء ولا نار ولا براد كلها هباءً منثورا.
وقال الحارثي: إن الذين يقومون على المشهد الثقافى نسبة كبيرة منهم أكاديميون وأساتذة جامعات ومؤسسات ومراكز علمية، كثير منهم بعيد عن المفهوم الصحيح للثقافة (لماذا)؟ لأن العمومية فى هذا المنشط تلاشت وظهرت الخصوصية الأكاديمية فالذين يتسيدون المشهد الثقافى فى المملكة العربية السعودية الآن 90% منهم أكاديميون وليسو مثقفين بالأصل .. فإلي ماجاء في الحوار:
المدرسة التقليدية
*أنت من منابت مدرسة الثقافة التقليدية القديمة إلى اي حد أسهمت هذه المدرسة في خلق وعي تلك الأجيال المتعاقبة ؟
= الثقافة يبدو لي ليس فيها قديم ولا حديث الثقافة فعل استمراري مثل الحياة لأنها منفتحة على الكون ولايمكن أن تحكم على شيء بأنه تقليدي أو تجديدى إلا بأثره وفعله فى المجتمع وفى غير المجتمع البعيد عنك وليس فى محيطك الخاص، والمؤثر فى الحياة هو المثقف والثقافة هي فعل عام يعنى فعل بالقول وبالعمل قل ما تشاء فأنت مثقف افعل ماتريد فأنت مثقف والعاقبة للمتقين، يعنى توخى أن يكون ما تقدمه للمجتمع سواءً المجتمع المحلي او المجتمع البعيد عن محيطك الذاتي الصغير، توقع أن تفيد الناس ولا تضرهم وألا أحد يسعى أن يضر الناس إلا الذين هم مرضى ربما يسعون للإضرار بالناس وهؤلاء لاحكم عليهم ..هؤلاء ينظر إليهم على أنهم نشاز في الحياة وينبغي الحذر من الوقوع فى مهالك الثقافة التى تخرج على ضوابط الأمة وشخصية الأمة ومكانة الأمة ..
البقاء للثقافة
ثم يضيف الدكتور الحارثي : الثقافة اسم جامع لكل فعل وقول أبدية المنشأ أبدية المنتهى هذه الثقافة خُلقت مع خلق الله للكون وستبقى حتى ينتهي الكون الى الدار الآخرة فليس لدينا ثقافة جديدة إلا بتلك التحولات الفعلية والقولية التى تطرأ على حياة الناس ويمرون بها وتمر بهم إما فى مناسبات أو ذكريات إما فى بناءات أعطني ثقافة تبني وليس ثقافة تُنَظر، أعطنى ثقافة تجديد وليست ثقافة معلومات، المعلومات متيسرة فى كل مكان وتجدها فى مجتمعاتك وفى غير مجتمعاتك ولكن أعطني الثقافة التى تبني الحياة والتى تبني المجتمع التى تبني قضايا وليست الحياة التى تَمُرُ مرّ الكرام فتُنسى بمجرد ما ينتهي آخر حرف من كتابة الثقافة.
الثقافة الشمولية والهوية
*مارأيك في مفهوم الثقافة الشمولية ؟ أي الثقافة كهوية ؟
=الثقافة ضرورة من الضرورات أن تكون شمولية وأن تكون حية وحياتها هي فى شموليتها خاصة الثقافة التى تنتمي الى تصور (إلهي) وليس تصوراً غير (إلهي) فهذه الثقافة الإلهية لابد أن تكون شمولية وإلا ماكان الالتزام بها أصلاً فالالتزام بالثقافة الشمولية هو الالتزام بتصورات محدودة معلومة معينة لايمكن أن تخطئها لا الأفكار ولا التصورات ولا حركة المجتمع. لابد أن تأخذ الثقافة الشمولية حظها من وجودها، لماذا وجدت الثقافة الشمولية؟ هل وجودها يستدعي ان تستمرأ، وجودها يستدعى الإلغاء، الإلغاء لايمكن فى أي حال من الأحوال فى أي صورة من صور الثقافة سواءً كانت جديدة أو قديمة دينية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو أي نمط من أنماط الثقافة التى ينتمي إليها المجتمع.
الثقافة الحية ويشير الدكتور بن مريسي الى ان الثقافة الحية هي الثقافة المتغيرة، لأن الثقافة متغيرة وليست أمراً ثابتاً إلا مانص عليه الشرع، ومانص عليه الشرع فهو أمر ثابت لايمكن مخالفته ولايمكن النظر الى تغييره ولايمكن التمرد عليه أو فهمه فهماً خاطئاً وإنما يتوخي الإنسان أن يتحرك وفق نمط معين من التصور الذى لايخرجه عن المجتمع لأنك إنسان تنتمي الى المجتمع سواءً كان مسلماً أو غير مسلم فأنت لابد أن تلتزم بثوابت وبمتغيرات هذا المجتمع والمجتمع الآن متغير وليس ثابتاً.
معاناة الأندية الأدبية
* الأندية الأدبية تعاني .. هل هو عدم استيعاب لمتغير المفهوم الثقافي الشمولي (الثقافة كهوية) أم إن طبيعة هذه الأندية نمطية تقليدية وكيف يمكن أن تتواءم وطبيعة المرحلة؟
= الثقافة قلنا إنها عمل قولى وفعلى وأنها أزلية المنشأ أبدية المنتهي هذا لابد من أن تكون الثقافة هكذا فالثقافة فى الأندية ثقافة مجتمع تؤثر وتتأثر وتفيد وتتوخي ان تصيب لكن العمل لابد أن يشوبه شيء من النقص وشيء من الاستدراكات التى تعدل من المفاهيم ولا تغيرها، ، فالأندية الأدبية قامت وفق فلسفة معينة للنهوض بمستوى الكلمة فى المملكة العربية السعودية، وهي استشعرت هذا المفهوم وعملت من أجله وقدمت الشيء الكثير وحاولت بناء إستراتيجية ثقافية سعودية أقيم لها بعض المناسبات الثقافية لمحددات هذه الإستراتيجية ولكن للأسف لم يكن القائمون على إستراتيجية الثقافة فى المملكة العربية السعودية من خلال الأندية أومن خلال مراكز الثقافة فى مكانتها الطبيعي من الاهتمام فلذلك قصرت فى جوانب ولم تفلح فى جوانب أخرى ولذلك التقصير يكون أعّم وأكبر وأوسع من النجاح اذا هي (أخفقت) أنا لاأقول أنها فشلت أوتوقفت (لا) ولكن أخفقت والإخفاق ربما يثير تساؤلات كثيرة هذه التساؤلات تجر الى معرفة إجابات لتصحيح المسار الى ماينفع الثقافة
وسائل التواصل
* مامدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على وعي وفكر الجيل اليوم ؟
=أي شيء يتناول الجيل بمشكلاته له أثر ووسائل التواصل الاجتماعي لاشك أنها أضافت أشياء وليس شيئاً، أضافت الالتقاء بين الأدباء والتقريب بين المراكز الثقافية والتقريب بين الأفكار التى تبدو كأنها غير متوافقة وهي بالفعل متوافقة والتقريب بين الاختلافات بطرق علمية دقيقة وسريعة هذا التواصل الاجتماعى والتقني قرب المسافات بين المثقفين ليس داخل المملكة فقط وإنما على مستوى مجتمع العالم قرب الحضارات والثقافات بعضها البعض وعلى المثقفين ان يستغلوا هذا المنبر الحديث والذى له تأثيره وهو منبر سريع الوصول وسريع التأثر به وسريع الرفض له، لأنه مشكوك في أكثر ما يبث على العالم من آراء وأفكار وقضايا لأنه لكل جديد لذة ولكل جديد معارضة فالجديد ينبغي ان يتواءم مع القديم ومع الجديد ومع الوسائل التى تؤهله للتأثير على المجتمع وليس للتأثير فى المجتمع بما يضر المجتمع.
المنصات التقنية
* هل يمكن أن تكون المنصات التقنية بديلا افضل من الفعاليات التقليدية القديمة المحدودة الأثر؟
الجمع بين الاثنتين محبب لأن الجمع بينهما يستفيد المثقف من القديم والجديد وهذا هو ديمومة حركة الثقافة كيف تتطور وكيف اضيف كيف تستقر كيف تكون ثابتاً كيف تكون متغيراً هذه حياة الثقافة، لأن الثقافة هي التى تجد فيها حياة في التأثير على المجتمع وليس في التأثير بمردودات المجتمع فالثقافة حياة مستمرة متلاصقة فى تأثيراتها الجديد منها يراعي القديم والقديم منها يراعي الجديد، كيف القديم يراعي الجديد وهو قد مضى نعم يراعي بما يضيف من جهده لهذا القديم فهذا هو تجديد الثقافة.
المشهد الثقافي
*كيف تقرأ المشهد الثقافي اليوم ؟
= حقيقة الذين يقومون على المشهد الثقافى نسبة كبيرة منهم أكاديميون وأساتذة جامعات ومؤسسات ومراكز علمية كثير منهم بعيد عن المفهوم الصحيح للثقافة (لماذا) لأن العمومية فى هذا المنشط تلاشت وظهرت الخصوصية الأكاديمية، فالذين يتسيدون المشهد الثقافى فى المملكة العربية السعودية الآن 90% منهم أكاديميون وليسو مثقفين بالأصل وإنما هم تعلموا ودرسوا وكتبو بحوثاً للترقيات وطورو تلامذتهم وانتجو حقيقة علوماً كثيرة فى الجامعات والمؤسسات العلمية لكن منطلق الثقافة يبدو لي يحتاج الى نوع آخر مما يمكن ان نطلق عليه مثقفا؛ لأن المثقف هو ثَقُفَ وهو المتمكن من الشيء كل من تمكن من الشيء فهو مثقف سواءً كان أكاديمياً أو غير أكاديمي أنظر الى المناسبات التى تمر الآن أغلبها يدعى إليها من ليس مثقفاً وإنما هو أكاديمي فنذهب للجامعات ونطلب منها أسماء تحضر المناسبات حتى نستمع الى آرائهم وأكثرهم يأتى للاجتماعات وللمناسبات ولايقول كلمة واحدة، لأن فاقد الشيء لايعطيه، ولذلك أنا لي ملاحظة على قضية الأكاديمية الطاغية على المثقف، نحن ندرس الثقافة وندرس العلم وندرس القضايا العلمية والفكرية ولكن لاندّعي أننا مثقفون ولا ندّعي أننا عالمون ولاندّعي أن لدينا معرفة غير التى عند الناس إنما كيف يكون إحساسنا بالمعرفة وكيف يكون حِسنُا بمذاق المعرفة وكيف يكون تأكيد المعرفة فى أعمالنا التى نقدمها فى هذه المناسبات وهل الأكاديمية عيب ؟ أقول: الأكاديمية ليست عيباً وإنما أن تطغى الأكاديمية على المثقف فيها نظر.
الكتاب الورقي والإلكتروني
*ما نظرتكم لمستقبل تأليف الكتاب الورقى فى ظل وجود الكتاب الإلكتروني ؟
أنت وضعت يدك على الجرح العميق جداً أنا كتبت أكثر من عشرين كتاباً ونُشرت لكن كلها فى القضايا العلمية الصرفة فى النقد والبلاغة فى قضايا ربما تهم الأكاديميين الذين أشرت اليهم الآن أكثر مما تهم المثقفين لأن المثقف له رأي وله رؤية وإذا حقق شيئاً من الرأي والرؤية فلا يهمه سواءً كانت المؤلفات موافقة لشأنه أو كانت غير موافقة لشأنه، لايهمه ذلك فالحقيقة أن التأليف متعب جداً ولايصبر عليه إلا الباحث العميق والباحث الذي خبر مسالك الثقافة والعلم والباحث الذى عرف مسالك التخصصات العلمية فى مجاله سواءً كان متخصصاً فقهياً أو أدبياً أو فى علم من علوم الحياة، هذه الأمور لابد أن يكون لها مردود على المؤلف نفسه والذين يؤلفون الآن وينشرون يبدو لي أنهم لايستفيدون من نشرهم مادياً. نحن نخسر وربما كنا نصرف على كتبنا أكثر مما نصرف على أبنائنا فلذلك هم شاركوا أبناءنا فيماهم فيه من مكدّة العيش ومن طلب الرزق فأنا اصنف كتاباً يكلفنى اكثر من عشرين ألف ريال، ولا أجد له مردوداً مادياً فى حياتى، فحياة الناس هي مهمة بلا شك والإنسان يحتاج إليها لانقول لايحتاج اليها.
وأوضح فى حوار مع»المدينة» أن البلاغة العربية مظلومة فى التراث وفى الجديد لأن البلاغة العربية يعني بلاغة تعليمية غير ناضجة لما فيها من ثغرات كثيرة ولما فيها من مغايرات قد تصل الى حد المغالطات العلمية من علماء كنا نظنهم أقدر على تقديم الشيء المفيد خاصة للبلاغة العربية ولكنا وجدناهم لاماء ولا هواء ولا نار ولا براد كلها هباءً منثورا.
وقال الحارثي: إن الذين يقومون على المشهد الثقافى نسبة كبيرة منهم أكاديميون وأساتذة جامعات ومؤسسات ومراكز علمية، كثير منهم بعيد عن المفهوم الصحيح للثقافة (لماذا)؟ لأن العمومية فى هذا المنشط تلاشت وظهرت الخصوصية الأكاديمية فالذين يتسيدون المشهد الثقافى فى المملكة العربية السعودية الآن 90% منهم أكاديميون وليسو مثقفين بالأصل .. فإلي ماجاء في الحوار:
المدرسة التقليدية
*أنت من منابت مدرسة الثقافة التقليدية القديمة إلى اي حد أسهمت هذه المدرسة في خلق وعي تلك الأجيال المتعاقبة ؟
= الثقافة يبدو لي ليس فيها قديم ولا حديث الثقافة فعل استمراري مثل الحياة لأنها منفتحة على الكون ولايمكن أن تحكم على شيء بأنه تقليدي أو تجديدى إلا بأثره وفعله فى المجتمع وفى غير المجتمع البعيد عنك وليس فى محيطك الخاص، والمؤثر فى الحياة هو المثقف والثقافة هي فعل عام يعنى فعل بالقول وبالعمل قل ما تشاء فأنت مثقف افعل ماتريد فأنت مثقف والعاقبة للمتقين، يعنى توخى أن يكون ما تقدمه للمجتمع سواءً المجتمع المحلي او المجتمع البعيد عن محيطك الذاتي الصغير، توقع أن تفيد الناس ولا تضرهم وألا أحد يسعى أن يضر الناس إلا الذين هم مرضى ربما يسعون للإضرار بالناس وهؤلاء لاحكم عليهم ..هؤلاء ينظر إليهم على أنهم نشاز في الحياة وينبغي الحذر من الوقوع فى مهالك الثقافة التى تخرج على ضوابط الأمة وشخصية الأمة ومكانة الأمة ..
البقاء للثقافة
ثم يضيف الدكتور الحارثي : الثقافة اسم جامع لكل فعل وقول أبدية المنشأ أبدية المنتهى هذه الثقافة خُلقت مع خلق الله للكون وستبقى حتى ينتهي الكون الى الدار الآخرة فليس لدينا ثقافة جديدة إلا بتلك التحولات الفعلية والقولية التى تطرأ على حياة الناس ويمرون بها وتمر بهم إما فى مناسبات أو ذكريات إما فى بناءات أعطني ثقافة تبني وليس ثقافة تُنَظر، أعطنى ثقافة تجديد وليست ثقافة معلومات، المعلومات متيسرة فى كل مكان وتجدها فى مجتمعاتك وفى غير مجتمعاتك ولكن أعطني الثقافة التى تبني الحياة والتى تبني المجتمع التى تبني قضايا وليست الحياة التى تَمُرُ مرّ الكرام فتُنسى بمجرد ما ينتهي آخر حرف من كتابة الثقافة.
الثقافة الشمولية والهوية
*مارأيك في مفهوم الثقافة الشمولية ؟ أي الثقافة كهوية ؟
=الثقافة ضرورة من الضرورات أن تكون شمولية وأن تكون حية وحياتها هي فى شموليتها خاصة الثقافة التى تنتمي الى تصور (إلهي) وليس تصوراً غير (إلهي) فهذه الثقافة الإلهية لابد أن تكون شمولية وإلا ماكان الالتزام بها أصلاً فالالتزام بالثقافة الشمولية هو الالتزام بتصورات محدودة معلومة معينة لايمكن أن تخطئها لا الأفكار ولا التصورات ولا حركة المجتمع. لابد أن تأخذ الثقافة الشمولية حظها من وجودها، لماذا وجدت الثقافة الشمولية؟ هل وجودها يستدعي ان تستمرأ، وجودها يستدعى الإلغاء، الإلغاء لايمكن فى أي حال من الأحوال فى أي صورة من صور الثقافة سواءً كانت جديدة أو قديمة دينية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو أي نمط من أنماط الثقافة التى ينتمي إليها المجتمع.
الثقافة الحية ويشير الدكتور بن مريسي الى ان الثقافة الحية هي الثقافة المتغيرة، لأن الثقافة متغيرة وليست أمراً ثابتاً إلا مانص عليه الشرع، ومانص عليه الشرع فهو أمر ثابت لايمكن مخالفته ولايمكن النظر الى تغييره ولايمكن التمرد عليه أو فهمه فهماً خاطئاً وإنما يتوخي الإنسان أن يتحرك وفق نمط معين من التصور الذى لايخرجه عن المجتمع لأنك إنسان تنتمي الى المجتمع سواءً كان مسلماً أو غير مسلم فأنت لابد أن تلتزم بثوابت وبمتغيرات هذا المجتمع والمجتمع الآن متغير وليس ثابتاً.
معاناة الأندية الأدبية
* الأندية الأدبية تعاني .. هل هو عدم استيعاب لمتغير المفهوم الثقافي الشمولي (الثقافة كهوية) أم إن طبيعة هذه الأندية نمطية تقليدية وكيف يمكن أن تتواءم وطبيعة المرحلة؟
= الثقافة قلنا إنها عمل قولى وفعلى وأنها أزلية المنشأ أبدية المنتهي هذا لابد من أن تكون الثقافة هكذا فالثقافة فى الأندية ثقافة مجتمع تؤثر وتتأثر وتفيد وتتوخي ان تصيب لكن العمل لابد أن يشوبه شيء من النقص وشيء من الاستدراكات التى تعدل من المفاهيم ولا تغيرها، ، فالأندية الأدبية قامت وفق فلسفة معينة للنهوض بمستوى الكلمة فى المملكة العربية السعودية، وهي استشعرت هذا المفهوم وعملت من أجله وقدمت الشيء الكثير وحاولت بناء إستراتيجية ثقافية سعودية أقيم لها بعض المناسبات الثقافية لمحددات هذه الإستراتيجية ولكن للأسف لم يكن القائمون على إستراتيجية الثقافة فى المملكة العربية السعودية من خلال الأندية أومن خلال مراكز الثقافة فى مكانتها الطبيعي من الاهتمام فلذلك قصرت فى جوانب ولم تفلح فى جوانب أخرى ولذلك التقصير يكون أعّم وأكبر وأوسع من النجاح اذا هي (أخفقت) أنا لاأقول أنها فشلت أوتوقفت (لا) ولكن أخفقت والإخفاق ربما يثير تساؤلات كثيرة هذه التساؤلات تجر الى معرفة إجابات لتصحيح المسار الى ماينفع الثقافة
وسائل التواصل
* مامدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على وعي وفكر الجيل اليوم ؟
=أي شيء يتناول الجيل بمشكلاته له أثر ووسائل التواصل الاجتماعي لاشك أنها أضافت أشياء وليس شيئاً، أضافت الالتقاء بين الأدباء والتقريب بين المراكز الثقافية والتقريب بين الأفكار التى تبدو كأنها غير متوافقة وهي بالفعل متوافقة والتقريب بين الاختلافات بطرق علمية دقيقة وسريعة هذا التواصل الاجتماعى والتقني قرب المسافات بين المثقفين ليس داخل المملكة فقط وإنما على مستوى مجتمع العالم قرب الحضارات والثقافات بعضها البعض وعلى المثقفين ان يستغلوا هذا المنبر الحديث والذى له تأثيره وهو منبر سريع الوصول وسريع التأثر به وسريع الرفض له، لأنه مشكوك في أكثر ما يبث على العالم من آراء وأفكار وقضايا لأنه لكل جديد لذة ولكل جديد معارضة فالجديد ينبغي ان يتواءم مع القديم ومع الجديد ومع الوسائل التى تؤهله للتأثير على المجتمع وليس للتأثير فى المجتمع بما يضر المجتمع.
المنصات التقنية
* هل يمكن أن تكون المنصات التقنية بديلا افضل من الفعاليات التقليدية القديمة المحدودة الأثر؟
الجمع بين الاثنتين محبب لأن الجمع بينهما يستفيد المثقف من القديم والجديد وهذا هو ديمومة حركة الثقافة كيف تتطور وكيف اضيف كيف تستقر كيف تكون ثابتاً كيف تكون متغيراً هذه حياة الثقافة، لأن الثقافة هي التى تجد فيها حياة في التأثير على المجتمع وليس في التأثير بمردودات المجتمع فالثقافة حياة مستمرة متلاصقة فى تأثيراتها الجديد منها يراعي القديم والقديم منها يراعي الجديد، كيف القديم يراعي الجديد وهو قد مضى نعم يراعي بما يضيف من جهده لهذا القديم فهذا هو تجديد الثقافة.
المشهد الثقافي
*كيف تقرأ المشهد الثقافي اليوم ؟
= حقيقة الذين يقومون على المشهد الثقافى نسبة كبيرة منهم أكاديميون وأساتذة جامعات ومؤسسات ومراكز علمية كثير منهم بعيد عن المفهوم الصحيح للثقافة (لماذا) لأن العمومية فى هذا المنشط تلاشت وظهرت الخصوصية الأكاديمية، فالذين يتسيدون المشهد الثقافى فى المملكة العربية السعودية الآن 90% منهم أكاديميون وليسو مثقفين بالأصل وإنما هم تعلموا ودرسوا وكتبو بحوثاً للترقيات وطورو تلامذتهم وانتجو حقيقة علوماً كثيرة فى الجامعات والمؤسسات العلمية لكن منطلق الثقافة يبدو لي يحتاج الى نوع آخر مما يمكن ان نطلق عليه مثقفا؛ لأن المثقف هو ثَقُفَ وهو المتمكن من الشيء كل من تمكن من الشيء فهو مثقف سواءً كان أكاديمياً أو غير أكاديمي أنظر الى المناسبات التى تمر الآن أغلبها يدعى إليها من ليس مثقفاً وإنما هو أكاديمي فنذهب للجامعات ونطلب منها أسماء تحضر المناسبات حتى نستمع الى آرائهم وأكثرهم يأتى للاجتماعات وللمناسبات ولايقول كلمة واحدة، لأن فاقد الشيء لايعطيه، ولذلك أنا لي ملاحظة على قضية الأكاديمية الطاغية على المثقف، نحن ندرس الثقافة وندرس العلم وندرس القضايا العلمية والفكرية ولكن لاندّعي أننا مثقفون ولا ندّعي أننا عالمون ولاندّعي أن لدينا معرفة غير التى عند الناس إنما كيف يكون إحساسنا بالمعرفة وكيف يكون حِسنُا بمذاق المعرفة وكيف يكون تأكيد المعرفة فى أعمالنا التى نقدمها فى هذه المناسبات وهل الأكاديمية عيب ؟ أقول: الأكاديمية ليست عيباً وإنما أن تطغى الأكاديمية على المثقف فيها نظر.
الكتاب الورقي والإلكتروني
*ما نظرتكم لمستقبل تأليف الكتاب الورقى فى ظل وجود الكتاب الإلكتروني ؟
أنت وضعت يدك على الجرح العميق جداً أنا كتبت أكثر من عشرين كتاباً ونُشرت لكن كلها فى القضايا العلمية الصرفة فى النقد والبلاغة فى قضايا ربما تهم الأكاديميين الذين أشرت اليهم الآن أكثر مما تهم المثقفين لأن المثقف له رأي وله رؤية وإذا حقق شيئاً من الرأي والرؤية فلا يهمه سواءً كانت المؤلفات موافقة لشأنه أو كانت غير موافقة لشأنه، لايهمه ذلك فالحقيقة أن التأليف متعب جداً ولايصبر عليه إلا الباحث العميق والباحث الذي خبر مسالك الثقافة والعلم والباحث الذى عرف مسالك التخصصات العلمية فى مجاله سواءً كان متخصصاً فقهياً أو أدبياً أو فى علم من علوم الحياة، هذه الأمور لابد أن يكون لها مردود على المؤلف نفسه والذين يؤلفون الآن وينشرون يبدو لي أنهم لايستفيدون من نشرهم مادياً. نحن نخسر وربما كنا نصرف على كتبنا أكثر مما نصرف على أبنائنا فلذلك هم شاركوا أبناءنا فيماهم فيه من مكدّة العيش ومن طلب الرزق فأنا اصنف كتاباً يكلفنى اكثر من عشرين ألف ريال، ولا أجد له مردوداً مادياً فى حياتى، فحياة الناس هي مهمة بلا شك والإنسان يحتاج إليها لانقول لايحتاج اليها.