كتاب
القرود.. واللعب على المكشوف
تاريخ النشر: 15 نوفمبر 2022 22:57 KSA
القرود أو القِرَدة أو (الرِّبْحان)، كلها أسماء لتلك الكائنات الحية الحادة الطباع، الذميمة الخِلْقة، التي تعيش في عصابات وجماعات على هيئة قبائل، لكل قبيلة زعيمها الذكَر الذي يكبُرها سنًّا وجسمًا، وهي لا تظهر وتمارس أدوارها في الأذى والتعدِّي على الممتلكات -وأحيانًا على الأرواح- إلا في وضح النهار وتحت أشعة الشمس؛ بمعنى أنها (تلعب على المكشوف). ما لا يُدركه البعض هو السر في ممارستها نشاطها المؤذي نهارًا واختفائها ليلًا، فليس مجرد المبيت واليقظة هما وحدهما الدافع لهذا النوع من الممارسات؛ وإنما تقف وراء ذلك عداوة مستحكَمة بينَها وبين الذئاب. النهار هو ميدان القرود؛ تسرح فيه وتمرح ولا تخشى أحدًا، وفي الوقت نفسه تُظهر شجاعة منقطعة النظير مع الذئاب، لذلك تجد الذئابَ تسير في النهار متخفية؛ خوفًا من أن تراها القرود فتهاجمها، ولا تأخذها فيها شفقة ولا رحمة، بل متى ظفرتْ بها؛ فإنها تُعمل فيها أنيابها القوية ومخالبها الحادة، وتمزّقها شر ممزّق. وتتبدل الحال في الليل؛ حيث يصبح الليل هو ميدان الذئاب، الذي تغدو فيه هي السيدة والمستأسدة، وتحت هذه الغلبة للذئاب تخنس القرود وتنصرف إلى أماكن مبيتها في وقت مبكر قبل غروب الشمس، وأماكن المبيت هذه تكون في أشد المناطق وعورة وصعوبة، ممثلة في رؤوس الجبال، وتحديدًا في قمم الصخور الصلدة العالية، التي لا يستطيع تسلقها إلا القرود، وكل ذلك خوفًا وهربًا واحتماءً من الذئاب التي متى ظفرت بالقرود في مكان سهل -ولو بعض الشيء- لجعلتها نسيًا منسيًّا.
بسبب هذه العداوة مع الذئاب، فإننا لا نرى القرود ليلاً -وربما كان للنظر دور في ذلك- ولذلك لا تبيت إلا في أعالي الجبال وقمم الصخور، ثم إنها ومن باب الحفاظ على أنفسها -خاصة من الإنسان- تُفضِّل السير والتنقل في الأماكن الوعرة كالجبال أو الأماكن ذات الأشجار الكثيفة، أو الأماكن المزدحمة بالمساكن وذلك خلال النهار، ولذلك يندر أن تجد القرود في الأماكن السهلة المنبسطة والمفتوحة كالسواحل والصحاري. ونظرًا لندرة الذئاب؛ نتيجةَ صيدها من قِبل أصحاب المواشي، فقد تضاعفت أعداد القرود وتضاعف خطرها على الناس، حتى أصبح خطرها قضية عويصة على الناس والهيئات المختصة بها، وهي القضية التي جعلت من تكاثر القرود وخطرها حديث العصر. القرود لم تترك أحدًا في شأنه؛ وقد جعلت من البيوت والمزارع وصناديق القمامة مسرحًا لها ومطعمًا ومشربًا، ومن زيادة أذاها أن رأيناها جعلت حيوان (الوَعْل) يضطر للهرب منها في أودية محافظة المخواة، كما وثقته كاميرًا أحد المواطنين. وفي سبيل الحد من ضرر القرود وصرفها عن المنازل؛ يأتي بعض مسؤولي (المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية) ليقولوا إن الحل هو في عدم رمي الطعام لها، والحقيقة أن عملية الرمي لا تتم إلا في بعض المتنزهات، وأحيانًا في الطرق الجبلية، أما التزام المواطنين برمي نفاياتهم في صناديق القمامة، فهذا ليس حلًّا؛ فالقرود تهاجم صناديق القمامة منذ الصباح الباكر، قبل أن يأتي عمَّال البلدية لأخذ ما فيها.
في الماضي كانت القرود لا تقترب من المنازل، لأنها تجد رزقها في الجبال والغابات والمزارع البعيدة، حيث وفرة الكلأ والماء، وإن اقتربت فهي تقترب خلسةً وعلى حذر، أما اليوم فليس أمامها من قوت إلا المنازل، لذلك فهي تدخلها بكل جرأة ودون تردد، وقد اعتدتُ على مرورها (يوميًّا) بجوار نافذة غرفتي (المُسيَّجة)، فأُلقي عليها التحية (وأطرح عليها عزيمة)، فلا تلتفتْ إليَّ.
لعل من الحلول للحد من تكاثر القرود وانتشارها أن يُستثمَر فيها؛ وذلك بتصديرها للخارج؛ إلى حيث يُستفاد منها (أَكْلًا وتربية..)، أو العمل على تكاثر النمور والذئاب، مع أن هذا الحل يولد مشكلة جديدة تهدد البشر والمواشي، أو بإنتاج مادة تحد من تناسلها وتكاثرها، أو تُستصدر فتوى بجواز قتلها أو تسميمها.
بسبب هذه العداوة مع الذئاب، فإننا لا نرى القرود ليلاً -وربما كان للنظر دور في ذلك- ولذلك لا تبيت إلا في أعالي الجبال وقمم الصخور، ثم إنها ومن باب الحفاظ على أنفسها -خاصة من الإنسان- تُفضِّل السير والتنقل في الأماكن الوعرة كالجبال أو الأماكن ذات الأشجار الكثيفة، أو الأماكن المزدحمة بالمساكن وذلك خلال النهار، ولذلك يندر أن تجد القرود في الأماكن السهلة المنبسطة والمفتوحة كالسواحل والصحاري. ونظرًا لندرة الذئاب؛ نتيجةَ صيدها من قِبل أصحاب المواشي، فقد تضاعفت أعداد القرود وتضاعف خطرها على الناس، حتى أصبح خطرها قضية عويصة على الناس والهيئات المختصة بها، وهي القضية التي جعلت من تكاثر القرود وخطرها حديث العصر. القرود لم تترك أحدًا في شأنه؛ وقد جعلت من البيوت والمزارع وصناديق القمامة مسرحًا لها ومطعمًا ومشربًا، ومن زيادة أذاها أن رأيناها جعلت حيوان (الوَعْل) يضطر للهرب منها في أودية محافظة المخواة، كما وثقته كاميرًا أحد المواطنين. وفي سبيل الحد من ضرر القرود وصرفها عن المنازل؛ يأتي بعض مسؤولي (المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية) ليقولوا إن الحل هو في عدم رمي الطعام لها، والحقيقة أن عملية الرمي لا تتم إلا في بعض المتنزهات، وأحيانًا في الطرق الجبلية، أما التزام المواطنين برمي نفاياتهم في صناديق القمامة، فهذا ليس حلًّا؛ فالقرود تهاجم صناديق القمامة منذ الصباح الباكر، قبل أن يأتي عمَّال البلدية لأخذ ما فيها.
في الماضي كانت القرود لا تقترب من المنازل، لأنها تجد رزقها في الجبال والغابات والمزارع البعيدة، حيث وفرة الكلأ والماء، وإن اقتربت فهي تقترب خلسةً وعلى حذر، أما اليوم فليس أمامها من قوت إلا المنازل، لذلك فهي تدخلها بكل جرأة ودون تردد، وقد اعتدتُ على مرورها (يوميًّا) بجوار نافذة غرفتي (المُسيَّجة)، فأُلقي عليها التحية (وأطرح عليها عزيمة)، فلا تلتفتْ إليَّ.
لعل من الحلول للحد من تكاثر القرود وانتشارها أن يُستثمَر فيها؛ وذلك بتصديرها للخارج؛ إلى حيث يُستفاد منها (أَكْلًا وتربية..)، أو العمل على تكاثر النمور والذئاب، مع أن هذا الحل يولد مشكلة جديدة تهدد البشر والمواشي، أو بإنتاج مادة تحد من تناسلها وتكاثرها، أو تُستصدر فتوى بجواز قتلها أو تسميمها.