كتاب

بداية الارتحال لطلب العلم في المملكة

قال ابن خلدون في مقدمته «إن الارتحال في طلب العلم هو مزيد كمال في التعلم».. عرف الترحال لطلب العلم منذ القدم؛ فقد كان طلبة العلم ينتقلون بين البلدان لطلب العلم عند الأئمة والعلماء المشهورين، ومنذ زمن ليس ببعيد كان طلاب العلم في الجزيرة العربية وغيرها من البلاد يأتون لتلقي العلم على يد بعض من العلماء في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكانت تلك الرحلات بدافع شخصي وعلى نفقة الفرد أو أوقاف بعض المحسنين من أماكن تؤوي طلبة العلم المغتربين، والابتعاث بمعناه الحديث في المملكة لم يظهر إلا بعد أن وحد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- المملكة العربية السعودية.

فتشير أغلب الروايات إلى أن بداية الابتعاث كان من خلال مقترح رفعه كل من السيد عبدالوهاب آشي والشيخ محمد سعيد العامودي والشيخ محمد بياري إلى الملك عبدالعزيز مبينين فيه أهمية الابتعاث في طلب العلم، وبناء عليه أمر الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- بتشكيل لجنة لدراسته مكونة من مستشاره الشيخ حافظ وهبة والشيخ صالح شطا والشيخ صالح نصيف إضافة لمقدمي المقترح، وبعد الدراسة رفعت اللجنة تقريرها الذي باركه الملك عبدالعزيز وأمر بإيفاد أول مجموعة من الطلاب السعوديين في عام 1346هـ إلى مصر في مرحلة الدبلوم والبكالوريوس في ذلك العام، وكان مجموعها أربعة عشر طالباً، وكانت التخصصات التي ابتعثوا لدراستها هي: التدريس، والقضاء الشرعي، والتعليم الفني، والزراعة، والطب، والميكانيكا.


وبعد سنتين تلى تلك الدفعة، دفعة أخرى إلى بريطانيا تتكون من ثلاثة موظفين في البريد للتدريب في شركة (ماركوني) على إنشاء شبكات الاتصال وإدارتها.. وفي عام 1354هـ، أمر الملك عبدالعزيز بإرسال عشرة طلاب لدراسة الطيران في بريطانيا.. وبعدها بعام أي في 1355هـ، ذهبت دفعة رابعة لكل من سويسرا وتركيا لدراسة الحقوق والعلوم السياسية والهندسة.

ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط وإنما أمر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في العام 1355هـ بإنشاء مدرسة في مكة المكرمة بمسمى «مدرسة تحضير البعثات» تحت إشراف إدارة المعارف العامة في تلك الفترة، وكانت مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات ثم ارتفعت لست سنوات بعد توسع القبول، ومهمتها تهيئة الدارسين للابتعاث.. وكان لأعضاء تلك الطلائع من البعثات دور بارز في نهضة المملكة؛ حيث أسهموا في إدارة دفة البلاد في الكثير من المجالات، وتقلد عدد منهم مناصب قيادية عليا في الدولة.. وبعدها توالت البعثات سواء للبكالوريوس أو الماجستير والدكتوراة إلى العديد من دول العالم شرقه وغربه، وتعددت جهات الابتعاث من الدوائر الحكومية والجامعات والشركات والقطاعات العسكرية، حمى الله المملكة وقيادتها وشعبها ورحم الله الملك المؤسس على كل ما قام به من جهد لإنشاء هذا الوطن الشامخ.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض