كتاب

الإدارة بالتهديد..!!

كما وعدتكم سابقاً، فإنني أفي بالحديث عن أنواع الإدارة من خلال هذه الزاوية، وقد تحدَّثنا عن العديد من الأنواع الإدارية المختلفة المتجددة في صورها، أو حتى التي لازالت ضمن الإطار القديم لها، والتي نراها من حينٍ لآخر في بعض المنظمات الإدارية، سواء كانت هذه الأنواع الإدارية جيَّدة ويُقتَدَى بها، أو حتى من الأنواع التي نبحث للتخلُّص منها.

الإدارة بالتهديد، هو نوع ونمط إداري يتمثَّل في نموذج إداري يعتمد على توجيه أداء وإنتاجية الموظفين بالمهام الوظيفية؛ من خلال التهديد والوعيد المستمر لهم، ويكون ذلك من خلال التهديد المباشر بإنزال العقوبات الإدارية المتتالية على الموظفين، وتطبيق اللوائح والأنظمة بشكلٍ تعسفي في بعض الأحيان لضمان الإنتاجية المطلوبة لنجاح العمل، ويستغني عن جميع أنواع التحفيز الأخرى، أو الالتفات إليها في نموذج العمل الإداري داخل المنظمة، ومن الأمثلة على الإدارة بالتهديد، أن يكون تكليف المهام الوظيفية اليومية لمختلف الوظائف والمستويات الإدارية وللموظفين خلال اليوم بأداء المهام مقابل التهديد بفرض عقوبة خصم أو نقل أو غيرها، ظنًّا بأن هذا الأسلوب الإداري يجعل الموظف يُثابر ويَعمل بجدٍّ أكبر خلال اليوم، ولكن مع الأسف لم يُحقِّق إلا نتائج وقتية قد لا تتناسب مع أهداف المنظمة وإستراتيجيتها المستقبلية.


الإدارة بالتهديد من صورها، أن تجد أسلوب العمل يعتمد على الحالة المزاجية والسلوكية للإدارة العليا، ونمط العمل يسير بنهجٍ واحد معتمداً على الرهاب والخوف من العقوبات فقط، وبالتالي تعتمد الإنتاجية على الضغط المستمر للموظفين؛ من خلال توجيه التهديدات بشكلٍ عشوائي، وتصبح بيئة العمل غير جاذبة، بل إنها منفرة، والنتائج الوظيفية في هذا النوع من الإدارة مرتبطة بالامتثال والطاعة فقط للإدارة دون التركيز على تحقيق الأهداف المطلوبة للمنظمة، وتقييم الموظفين -في الغالب- يكون غير دقيق وشخصي، لأنه يُقاس حسب الطاعة، وليس على الأداء الحقيقي والإنتاجية للموظف.

الإدارة بالتهديد تظهر فيها العديد من الحالات مثل: تهديد الإدارة هو المقياس في التعامل بين الموظفين، وأداء العمل من قبل الموظفين مقترن بأدوات التهديد والوعيد التي يمكن تلقيها من الإدارة، وطبعاً غياب التقدم الوظيفي أمام السلوك الإداري المتعصب، وكذلك غياب التقييم الحقيقي للموظفين، ونجد معظم القرارات الإدارية مرتبكة، وتشتمل على أسلوب التهديد في صياغتها، وكأنها في بيئة صراعات لا تنتهي، أما نجاح العمل دائما يكون معتمدا على مدى تقبل الموظفين للتهديد والعمل بموجبه فقط، وهناك ضعف أو انعدام صقل الخبرات والكفاءة الإدارية، وبالتالي سهولة الاستغناء والإقصاء للكثير من الكفاءات الإدارية بمختلف المستويات الإدارية بالمنظمة.


وللتعامل مع الإدارة بالتهديد، كما أُكرِّر دائماً، على الموظف القيام بالمهام الوظيفية المطلوبة منه دون أي إخلال بها، والبحث سريعاً عن فرص وظيفية أفضل لعدم ضمان الاستمرارية في مثل هذه البيئة السامة. (الإدارة بالتهديد.. لا يمكنها أن تُحقِّق الأهداف دائماً، لأن الخوف يقتل الإبداع).

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!