كتاب
الحج.. والمونديال
تاريخ النشر: 06 ديسمبر 2022 21:03 KSA
في معترك مباريات كأس العالم (٢٠٢٢) التي تستضيفها حاليًّا قطر يُدرك الجميع حجم الجهد الذي بذلته حكومة قطر وشعبها حتى خرج المونديال بهذه الصورة، التي إن لم تكن قد قلبت حدود المعادلات فإنها على الأقل أحدثت صدمة لدى العالم جعلته يفيق من سكرته (المقصودة) وينظر للعرب على أنهم أُناس يتمثَّلون الأخلاق السامية، وأنهم أخذوا بأسباب التقدم والرقي، وأنهم يألفون ويُؤلفون، بل أظهر المونديالُ الغربَ على حقيقته؛ حينما حاول (الغربُ) فرض أجنداته وشذوذه على الآخرين خلال فعاليات المونديال.
نجاح قطر أشاد به الأعداء قبل الأصدقاء، وهذا النجاح يأخذنا لنبحث عن حالات حدثت أو تحدث على الأرض العربية مشابهة -أو تفوق- هذا الحدث في الضخامة والتكلفة والإمكانات المطلوب توافرها لإنجاحها، وقد تختلف في الأهداف والغايات.
يأتي منسك الحج بوصفه الحدث الأبرز والأكبر ليس على مستوى الوطن العربي أو العالم الإسلامي فحسب؛ بل على مستوى العالَم أجمع؛ فالحج يشهد حشودًا (مليونية) خلاف المونديال الذي يشهد (مئات الآلاف) فقط، الحج تأتيه كل الطبقات الاجتماعية، غنيّها وفقيرها، صحيحها وسقيمها، كبيرها وصغيرها، خلاف المونديال الذي يأتيه –في الغالب- شريحة أكثرها من الموسرين والشباب الرياضيين والكبار الأصحَّاء، الحج تُؤدَّى مناسكه في مساحة محدودة وضيّقة، في حين تتم مباريات المونديال في (ملاعب) متعددة، الحج تُؤدَّى مناسكه في حدود خمسة أيام، في حين يستغرق المونديال قرابة شهر، وهو ما يعطي له مرونة وفسحة أكبر، الحج يتم كل سنة، في حين يُقام المونديال كل أربع سنوات، الحج تقوم عليه دولة واحدة هي (المملكة العربية السعودية)، وتتحمل كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالحج والحجاج، في حين يُقام المونديال كل دورة في دولة من دول العالم، ومستقبلاً ستقوم عليه ثلاث دول وليست دولة واحدة، في الحج تكون الدولة مسؤولة عن صحة (الملايين) من الحجاج ومعيشتهم وسكنهم وتنقلاتهم، في حين الدولة المنظمة للمونديال ليست مسؤولة عن (مئات الآلاف) من الجماهير الوافدة إليها لتشجيع منتخباتها.
والخلاصة أنه لا مقارنة بين الحدثين (شعيرة الحج وفعاليات المونديال)، وأن الضخامة والتكلفة والجهد والأرقام كلها تصطف مع الحج، ومع هذا نجد وسائل الإعلام ووسائط التواصل وعديد من الكُتَّاب تشي كتاباتهم وأحاديثهم بأن الحدث المونديالي أمر خارق للمألوف، لا يُوازيه حدث في العالم من حيث الضخامة والإمكانات والإنجاز والنجاح، في حين يرى المُنصِف أن المعادلة ينبغي أن يُعاد ترتيب حدودها؛ فيأتي الحج -مع الفارق في الأهداف والغايات- في مرتبةٍ متقدمة وبفارق كبير عن غيره من الأحداث والفعاليات في هذا العالم، ويرى المُنصِف كذلك أن هذه البلاد (السعودية) بإشرافها على الحج وتسهيل أموره ومتطلباته، هي في منزلة متقدمة كثيرًا على غيرها، وأن ما تقوم به في سبيل نجاح الحج، لهو الأمر الجدير بالإشادة والاحتفاء ومنح الأرقام القياسية؛ خصوصًا وأنه يُعدُّ نافذة (نقية) مُثلى لنقل صورة العربي المسلم للعالم.
ولذا يأتي العجب ممَّن غيَّبَ تنظيمُ قطر لهذا المونديال عقولَهم، حتى نسَوا كل إنجازاتنا، بل طالبوا بصرف (جهودنا وأموالنا) على الكرة ومرافقها، مُؤكِّدين على أنها هي المستقبل، وأنها ستضع لنا بصمة على خارطة العالَم، ولذا بنبغي أن تكون -برأيهم- همّنا وهدفنا الأول، ونسوَا أن التقدُّم والرُّقي والبصمة الحقيقية للدول تقف خلفها روافع كثيرة يأتي (العِلم ومخرجاته، والصناعات الحديثة والتقنية، والقوة العسكرية) في مقدمتها، ثم تأتي بقية الروافع، ومنها الرياضة التي لا يُبخَس حقها.
نجاح قطر أشاد به الأعداء قبل الأصدقاء، وهذا النجاح يأخذنا لنبحث عن حالات حدثت أو تحدث على الأرض العربية مشابهة -أو تفوق- هذا الحدث في الضخامة والتكلفة والإمكانات المطلوب توافرها لإنجاحها، وقد تختلف في الأهداف والغايات.
يأتي منسك الحج بوصفه الحدث الأبرز والأكبر ليس على مستوى الوطن العربي أو العالم الإسلامي فحسب؛ بل على مستوى العالَم أجمع؛ فالحج يشهد حشودًا (مليونية) خلاف المونديال الذي يشهد (مئات الآلاف) فقط، الحج تأتيه كل الطبقات الاجتماعية، غنيّها وفقيرها، صحيحها وسقيمها، كبيرها وصغيرها، خلاف المونديال الذي يأتيه –في الغالب- شريحة أكثرها من الموسرين والشباب الرياضيين والكبار الأصحَّاء، الحج تُؤدَّى مناسكه في مساحة محدودة وضيّقة، في حين تتم مباريات المونديال في (ملاعب) متعددة، الحج تُؤدَّى مناسكه في حدود خمسة أيام، في حين يستغرق المونديال قرابة شهر، وهو ما يعطي له مرونة وفسحة أكبر، الحج يتم كل سنة، في حين يُقام المونديال كل أربع سنوات، الحج تقوم عليه دولة واحدة هي (المملكة العربية السعودية)، وتتحمل كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالحج والحجاج، في حين يُقام المونديال كل دورة في دولة من دول العالم، ومستقبلاً ستقوم عليه ثلاث دول وليست دولة واحدة، في الحج تكون الدولة مسؤولة عن صحة (الملايين) من الحجاج ومعيشتهم وسكنهم وتنقلاتهم، في حين الدولة المنظمة للمونديال ليست مسؤولة عن (مئات الآلاف) من الجماهير الوافدة إليها لتشجيع منتخباتها.
والخلاصة أنه لا مقارنة بين الحدثين (شعيرة الحج وفعاليات المونديال)، وأن الضخامة والتكلفة والجهد والأرقام كلها تصطف مع الحج، ومع هذا نجد وسائل الإعلام ووسائط التواصل وعديد من الكُتَّاب تشي كتاباتهم وأحاديثهم بأن الحدث المونديالي أمر خارق للمألوف، لا يُوازيه حدث في العالم من حيث الضخامة والإمكانات والإنجاز والنجاح، في حين يرى المُنصِف أن المعادلة ينبغي أن يُعاد ترتيب حدودها؛ فيأتي الحج -مع الفارق في الأهداف والغايات- في مرتبةٍ متقدمة وبفارق كبير عن غيره من الأحداث والفعاليات في هذا العالم، ويرى المُنصِف كذلك أن هذه البلاد (السعودية) بإشرافها على الحج وتسهيل أموره ومتطلباته، هي في منزلة متقدمة كثيرًا على غيرها، وأن ما تقوم به في سبيل نجاح الحج، لهو الأمر الجدير بالإشادة والاحتفاء ومنح الأرقام القياسية؛ خصوصًا وأنه يُعدُّ نافذة (نقية) مُثلى لنقل صورة العربي المسلم للعالم.
ولذا يأتي العجب ممَّن غيَّبَ تنظيمُ قطر لهذا المونديال عقولَهم، حتى نسَوا كل إنجازاتنا، بل طالبوا بصرف (جهودنا وأموالنا) على الكرة ومرافقها، مُؤكِّدين على أنها هي المستقبل، وأنها ستضع لنا بصمة على خارطة العالَم، ولذا بنبغي أن تكون -برأيهم- همّنا وهدفنا الأول، ونسوَا أن التقدُّم والرُّقي والبصمة الحقيقية للدول تقف خلفها روافع كثيرة يأتي (العِلم ومخرجاته، والصناعات الحديثة والتقنية، والقوة العسكرية) في مقدمتها، ثم تأتي بقية الروافع، ومنها الرياضة التي لا يُبخَس حقها.