كتاب
المغرب.. والتاكسي الإسباني!!
تاريخ النشر: 10 ديسمبر 2022 20:20 KSA
بعد مباراة المغرب وإسبانيا التي انتهت بفوز المغرب وتأهّله لدور الـ ٨ في كأس العالم المُقامة في قطر، عادت بي الذاكرة لتلك الإجازة الصيفية التي قضيتها مع أبي وأمّي (يرحمهما الله) وبعض أشقّائي وشقيقاتي في شاطئ (كورتيخو بلانكو) أو (الكوخ الأبيض)، القريب من مدينة «مالاقا» الإسبانية خلال إقامة بطولة كأس العالم ١٩٨٢م التي استضافتها إسبانيا وفازت بها إيطاليا.
و«مالاقا» من مدن الجنوب الإسباني؛ أو (الأندلس) الذي ضاع من أيدي المسلمين والقريب من المغرب، وكان يشهد تواجداً شعبياً مغربياً، وهجرة نظامية وغير نظامية إليه من المغاربة، خصوصاً العُمّال، بحثاً عن لقمة العيش، لتدهور الوضع الاقتصادي في بلادهم آنذاك، شأنهم شأن عُمّال الدول المتجاورة الثرية والأقلّ ثراءً مثل أمريكا والمكسيك، وكان الإسبان يحتقرون أولئك العُمّال، ويستهزئون بهم إذا تكلّموا باللغة الإسبانية وقلّدوا لهجتهم، ويوظّفونهم برواتب منخفضة في مهن وضيعة، ويتضايقون منهم، وما زلت أذكر سائق التاكسي الإسباني الذي رأى عُمّالاً مغاربة يمشون على طريق زراعية بحثاً عن عمل، فأوقف سيّارته بجوارهم وأرخى زجاج نافذة سيّارته ثمّ انهال عليهم بوابل من الشتائم العنصرية، وهم صامتون ربّماً خوفاً من ترحيلهم من إسبانيا لبلادهم أو (يا غريب كُنّ أديب).
حينها غاظني السائق كثيراً، وتمنّيْتُ صفعه هو، ومساعدة العُمّال وتسليتهم ومساعدتهم مادياً ومعنوياً، فهم في غُرْبة وضيق واستصغار عند الإسبان، وليس مثلي سائحاً لديه بعض المال، ولكن ليس باليد حيلة، فلا سِنِّي ولا وضعي كطالب في بداية الجامعة وسائح يسمحان بذلك.
ومرت السنون وتقابل المغرب ضد إسبانيا في قطر، وفاز المغرب وأخرج إسبانيا ذليلةً من كأس العالم، رغم قوة منتخبها وثراء لاعبيها المدريديين والبرشلونيين، وانتقم المنتخب المغربي لأولئك العمال المساكين، ولا أدري إن كانوا أحياء لأفرح معهم وأدعوهم لطاجن مغربي، غير أنّي أُشيد بالمنتخب المغربي الذي هو فخر للمسلمين، وأثبت أنّ من جد وجد ومن زرع حصد، وأنّ المسلمين قادرون على التفوق ليس في كرة القدم فقط، بل في كلّ مجال إذا تمسّكوا بدينهم وأيقنوا أنّه عزٌ لهم، وفي غيره ذُلٌ وهوان عند الأمم.
و«مالاقا» من مدن الجنوب الإسباني؛ أو (الأندلس) الذي ضاع من أيدي المسلمين والقريب من المغرب، وكان يشهد تواجداً شعبياً مغربياً، وهجرة نظامية وغير نظامية إليه من المغاربة، خصوصاً العُمّال، بحثاً عن لقمة العيش، لتدهور الوضع الاقتصادي في بلادهم آنذاك، شأنهم شأن عُمّال الدول المتجاورة الثرية والأقلّ ثراءً مثل أمريكا والمكسيك، وكان الإسبان يحتقرون أولئك العُمّال، ويستهزئون بهم إذا تكلّموا باللغة الإسبانية وقلّدوا لهجتهم، ويوظّفونهم برواتب منخفضة في مهن وضيعة، ويتضايقون منهم، وما زلت أذكر سائق التاكسي الإسباني الذي رأى عُمّالاً مغاربة يمشون على طريق زراعية بحثاً عن عمل، فأوقف سيّارته بجوارهم وأرخى زجاج نافذة سيّارته ثمّ انهال عليهم بوابل من الشتائم العنصرية، وهم صامتون ربّماً خوفاً من ترحيلهم من إسبانيا لبلادهم أو (يا غريب كُنّ أديب).
حينها غاظني السائق كثيراً، وتمنّيْتُ صفعه هو، ومساعدة العُمّال وتسليتهم ومساعدتهم مادياً ومعنوياً، فهم في غُرْبة وضيق واستصغار عند الإسبان، وليس مثلي سائحاً لديه بعض المال، ولكن ليس باليد حيلة، فلا سِنِّي ولا وضعي كطالب في بداية الجامعة وسائح يسمحان بذلك.
ومرت السنون وتقابل المغرب ضد إسبانيا في قطر، وفاز المغرب وأخرج إسبانيا ذليلةً من كأس العالم، رغم قوة منتخبها وثراء لاعبيها المدريديين والبرشلونيين، وانتقم المنتخب المغربي لأولئك العمال المساكين، ولا أدري إن كانوا أحياء لأفرح معهم وأدعوهم لطاجن مغربي، غير أنّي أُشيد بالمنتخب المغربي الذي هو فخر للمسلمين، وأثبت أنّ من جد وجد ومن زرع حصد، وأنّ المسلمين قادرون على التفوق ليس في كرة القدم فقط، بل في كلّ مجال إذا تمسّكوا بدينهم وأيقنوا أنّه عزٌ لهم، وفي غيره ذُلٌ وهوان عند الأمم.