كتاب

تقييم المشرف الأجنبي!

شكا العديد من شبابنا وبناتنا العاملين بالقطاع الخاص، من سوء التقييم السنوي الذي حصلوا عليه للعام الميلادي المنصرم 2022م، وكان القاسم المشترك فيه: (المشرف الأجنبي)، الذي يكيل بمكيالين تجاههم، حيث يمنحهم رغم حجم وجودة ونتائج مهامهم الوظيفية، ورغم انضباطهم ومهاراتهم وسلوكهم وتطورهم ومراعاتهم لوسائل السلامة، درجات غير مرضية، في حين يمنح بكل سخاء الدرجات العليا للموظفين الأجانب، حتى وهم يؤدون أعمالًا روتينية، ويتسنمون مناصب صورية، ويتسكعون بالأسياب، ويضمرون الغل والعنصرية!!

حقيقة لا أعرف سر تعطيل سعودة المناصب القيادية بالقطاع الخاص في ظل المؤهلات العالية والمهارات المهنية والخبرات الطويلة لشبابنا الأكفاء، في حين يتقلدها موظفون أجانب ربما قدموا للمملكة بفيزة نجار أو سباك أو عامل بناء، وحتى الذي يحمل شهادة منهم غالباً ما تكون مضروبة أو من جامعة غير مرموقة!!


حسناً، دعونا نعبئ (تقييم المشرف الأجنبي) الذي يرى بأن على رأسه ريشة، تعالوا لنرى ما إذا كنا محقين في عدم جدوى وجوده بالشركات التجارية أم أننا مخطئون: يعامل الآخرين بنبل واحترام (غير مرضي)، يتحمل مسؤولية أفعاله (مرضي)، ينشئ علاقات إيجابية مع العملاء (جيد)، يتقبل وقوع التغيير بسهولة (غير مرضي)، يحضر بانتظام وتتوفر لديه مهارات التخطيط (مرضي)، يستخدم اللهجة ولغة الجسد والقواعد اللغوية المناسبة للتواصل (غير مرضي)، يتحمل المسؤولية والمساءلة (جيد)، يركز باستمرار على تحقيق أهداف الفريق مقابل أهدافه الفردية (غير مرضي)!!

المفارقة العجيبة؛ أننا وجدنا بنموذج (تقييم المشرف الأجنبي) مهارات عالية لا يوجد مقابلها تقديرات مناسبة أقل من درجة (غير مرضي) لنمنحها له، وعلى رأسها: تبادل المعرفة والخبرة مع الآخرين، يتابع في إطار زمني معقول، يتخذ القرار بالوقت المناسب ويشرك الآخرين في عملية اتخاذ القرار وتعزيزه، ولذلك سوف نبتدع التقدير الملائم ونمنحه له، وهو (ما عنده سالفة.. ما غير يدربي رأسه)!!


والمفارقة الغريبة؛ فقد وجدنا بنموذج (تقييم المشرف الأجنبي) تقديرات عالية لا يوجد مقابلها مهارات مناسبة لنمنحها له، لذلك نقترح إضافة الآتي: الحرص على تجيير نجاح مرؤسيه لشخصه (جيد جداً)، الاستحواذ لنفسه على النسبة الكبرى من العمولات الشهرية والبونس السنوي (ممتاز)، حصر التقييمات العالية والعلاوات والترقيات عليه وعلى أبناء جلدته (ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى)!!

وختاماً، وبعد الانتهاء من تعبئة نموذج (تقييم المشرف الأجنبي) والذي حصل على تقدير عام (غير مرضي) يتأكد للجميع أن الحق معنا -نحن الغيورين- على مستقبل شبابنا، وإذا كان لنا من أمنية مع بداية السنة الميلادية الجديدة 2023م فهي: فرض العقوبات النظامية الصارمة على الشركات الأهلية التي تتحايل على سعودة الوظائف القيادية، وحتى يتحقق هذ الحلم المستحيل، وتماشياً مع الموضة الدارجة، يكون أحد الوشاه المتنفعين قد حمل قصاصة هذه المقالة المتضمن تقييمنا لسعادة المشرف الأجنبي ليصدر على الفور قرارته التعسفية بحقنا ويقطع رزقنا في بلدنا!!

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!