كتاب
مفهوم حوار الحضارات
تاريخ النشر: 03 يناير 2023 22:04 KSA
ربما كان المفكر الفرنسي المسلم «روجيه جارودي» أوَّل من أطلقَ مصطلح (حوار الحضارات)، وذلك عبر مشروعه للجمع بين الحضارات المختلفة على أساس أرضية مشتركة للتفاهم على مستوى شعوب الأرض، وسمَّاه: (مشروع الأمل).
غيرَ أنَّ مدلولَ هذا المصطلحِ قد عرفَهُ الإسلامُ منذُ فجرِهِ تأصيلاً وممارسةً، فعلى مستوى التأصيل، يكفينا النظرُ إلى الإرثِ القرآنيِّ والنبويِّ في التعامل مع أهلِ الذمَّةِ، بما فيه من حفظِ دمائهم، وصيانةِ حقوقهم، وتمكينهم مما ينفعُ الناسَ، والاستفادةِ من خبراتِهِم وتجاربهم.
وعلى مستوى الممارسةِ، فإنَّ تاريخَ هذه الأمةِ الحضاريِّ، شاهدٌ على التواصل والحوارِ، وليستِ الإبداعات العلميةُ الإسلاميةُ التي فتحتْ أبوابَ حضارةِ العصرِ للغربِ إلا نموذجاً من نماذجِ التلاقحِ الحضاريِّ الفعالِ. «بل إنَّ الإسلام بطبيعته يساعد على نهوض الحضارات الأخرى، بحيث يتحول العالم إلى منتدى حضاري يحقق التعددية الحضارية، لا المركزية التسلطية».
ويمكننا أن نجد في تجربة الدولة الإسلامية في الأندلس شاهداً عظيماً على هذه الحقيقة.
يقول المستشرق (سان سيمون) في كتابه (علم الإنسان): «إن الدارس لبِنْيَات الحضارات الإنسانيةِ المختلفةِ، لا يمكنُهُ أن يتنكر للدور الحضاري الخلاق الذي لعبه العربُ والمسلمون في بناء النهضة العلمية لأوربا الحديثة».
ولعل العجيبَ حقّاً أن تكونَ هذه الحضارةُ الإسلاميةُ المؤمنةُ بالانفتاحِ والتعاطي الإيجابيّ متهمةً لدى البعض اليوم بالانغلاقِ والأيديولوجية العمياء! بينما تُوصفُ بالانفتاحِ الحضارةُ الغربيةُ التي أفرزتِ العولمةَ بكلِّ ما فيها من تهميشٍ لحضارةِ الآخر، وأفرزتْ أيضاً نظريةَ (صراعِ الحضارات)، و(نهايةِ التاريخ)!.
ولكي يكونَ حوارُ الحضاراتِ ناجحاً مثمراً فلا بدَّ من شرطين مهمين:أولهما: الاعترافُ بالآخرِ، فلا يمكنُ لحضارةٍ ما أن تنشئ حواراً مع حضارةٍ لا تؤمن بها، ولا تعترف بحقها في الوجودِ.
وثانيهما: التبادلُ الحضاريّ، فالحوارُ سجالٌ بين حضارتين تطرحُ كلٌّ منهما رؤيتها، أما محاولةُ (تنميطِ) العالمِ، وصبغِهِ بأصباغِ حضارةٍ معينةٍ بحجةِ أنَّها معيارُ التقدُّمِ والرقيِّ، على نحوِ ما يجري في ظلِّ (العولمةِ)، فلا يمكنُ أن يكون حواراً حضارياً، بل هو محضُ استبدادٍ وتسلُّطٍ.
غيرَ أنَّ مدلولَ هذا المصطلحِ قد عرفَهُ الإسلامُ منذُ فجرِهِ تأصيلاً وممارسةً، فعلى مستوى التأصيل، يكفينا النظرُ إلى الإرثِ القرآنيِّ والنبويِّ في التعامل مع أهلِ الذمَّةِ، بما فيه من حفظِ دمائهم، وصيانةِ حقوقهم، وتمكينهم مما ينفعُ الناسَ، والاستفادةِ من خبراتِهِم وتجاربهم.
وعلى مستوى الممارسةِ، فإنَّ تاريخَ هذه الأمةِ الحضاريِّ، شاهدٌ على التواصل والحوارِ، وليستِ الإبداعات العلميةُ الإسلاميةُ التي فتحتْ أبوابَ حضارةِ العصرِ للغربِ إلا نموذجاً من نماذجِ التلاقحِ الحضاريِّ الفعالِ. «بل إنَّ الإسلام بطبيعته يساعد على نهوض الحضارات الأخرى، بحيث يتحول العالم إلى منتدى حضاري يحقق التعددية الحضارية، لا المركزية التسلطية».
ويمكننا أن نجد في تجربة الدولة الإسلامية في الأندلس شاهداً عظيماً على هذه الحقيقة.
يقول المستشرق (سان سيمون) في كتابه (علم الإنسان): «إن الدارس لبِنْيَات الحضارات الإنسانيةِ المختلفةِ، لا يمكنُهُ أن يتنكر للدور الحضاري الخلاق الذي لعبه العربُ والمسلمون في بناء النهضة العلمية لأوربا الحديثة».
ولعل العجيبَ حقّاً أن تكونَ هذه الحضارةُ الإسلاميةُ المؤمنةُ بالانفتاحِ والتعاطي الإيجابيّ متهمةً لدى البعض اليوم بالانغلاقِ والأيديولوجية العمياء! بينما تُوصفُ بالانفتاحِ الحضارةُ الغربيةُ التي أفرزتِ العولمةَ بكلِّ ما فيها من تهميشٍ لحضارةِ الآخر، وأفرزتْ أيضاً نظريةَ (صراعِ الحضارات)، و(نهايةِ التاريخ)!.
ولكي يكونَ حوارُ الحضاراتِ ناجحاً مثمراً فلا بدَّ من شرطين مهمين:أولهما: الاعترافُ بالآخرِ، فلا يمكنُ لحضارةٍ ما أن تنشئ حواراً مع حضارةٍ لا تؤمن بها، ولا تعترف بحقها في الوجودِ.
وثانيهما: التبادلُ الحضاريّ، فالحوارُ سجالٌ بين حضارتين تطرحُ كلٌّ منهما رؤيتها، أما محاولةُ (تنميطِ) العالمِ، وصبغِهِ بأصباغِ حضارةٍ معينةٍ بحجةِ أنَّها معيارُ التقدُّمِ والرقيِّ، على نحوِ ما يجري في ظلِّ (العولمةِ)، فلا يمكنُ أن يكون حواراً حضارياً، بل هو محضُ استبدادٍ وتسلُّطٍ.