كتاب
فانتـــــــــــوم
تاريخ النشر: 09 يناير 2023 22:11 KSA
هذا المقال عن طائرة عسكرية لها قصص تستحق وقفات تأمل.. الكلمة معناها «الشبح» أو «الوهم»، وطبعا مفروض أن تكون أسماء الطائرات العسكرية مرعبة.. لن تجد طائرة باسم «ريحانة» أو «تفاحة».. وفي الواقع فقد أطلق على الطائرة المعنية اسم «الشيطان» مبدئيا، ثم تم تغييره؛ بالرغم أن لقب «فانتوم» كان قد أطلق على طائرة سبقتها في الإنتاج، ولكنها كانت فاشلة، فأصبحت الطائرة الجديدة «فانتوم 2».. وهذا الكلام كان قبل حوالى سبعين سنة عندما قامت شركة «ماكدونل» الأمريكية بإنتاج الطائرة لصالح القوات البحرية الأمريكية.. وفضلا الملاحظة أن الشركة المعنية لا علاقة لها بشركة «ماكدونالدز» وهي بعيدة كل البعد عن «الهامبورجر» والبطاطس المقلية كما يعتقد البعض..
صممت الطائرة من الصفر لتكون «بتاعت كله»، فتحلت بخصائص الطائرة الاعتراضية التي تصعد بسرعات هائلة لتعترض أي هجوم.. وبصفات المقاتلة ذات قدرات المناورة المتطورة جدا.. وكانت أيضا قاذفة قنابل جبارة تستطيع أن توصل حمولات هائلة من القنابل بدقة وبسرعة إلى أهدافها.. وكانت منصة مراقبة وتجسس وتشويش متميزة.. كل هذا في توليفة فريدة شكلا وموضوعا.. كان حجمها ضخماً نسبةً إلى المقاتلات على مستوى العالم، فطولها يُعادل أربع سيارات «لاند كروزر».. وشكلها مختلفا عن أي طائرة أخرى بزواياها الحادة الغريبة.. وكان وزنها يصل إلى حوالى ثلاثين ألف كيلوجرام، وكانت حمولتها تفوق حمولات جميع المقاتلات آنذاك، بل وتفوق معظم قاذفات القنابل الإستراتيجية في الحرب العالمية الثانية.. وبالرغم من كونها «دبة»، كانت تستطيع أن تصل بإرادة الله إلى سرعة تفوق الألفي كيلومتر في الساعة على ارتفاع حوالى ستين ألف قدم.. وكانت أجهزتها الإلكترونية سابقة لزمانها، وكان تشغيلها يتطلب طيارا ومشغل رادار.. ونجحت نجاحا باهرا فكانت أول طائرة تخدم في البحرية، ومشاة البحرية، والقوات الجوية في الولايات المتحدة.. وتكونت الطوابير من الدول الأجنبية للحصول عليها أكثر من طوابير الفول في شهر رمضان المبارك.. ومن أوائل الجهات التي تحايلت بكل ما عندها من حيلة للحصول عليها كانت القوات الجوية «ذراع هأفير»، التابعة للكيان الصهيوني..
وللعلم فقد كان الكيان معتمداً على فرنسا لجميع احتياجات قواته الجوية إلى أن وضع الرئيس الفرنسي الراحل «شارل ديجول» حظراً على بيع الأسلحة بسبب النوايا العدوانية التي انعكست في حرب 1967م، والتي تبعها الهجوم الغاشم على أسطول طيران الشرق الأوسط في مطار بيروت في ديسمبر 1968، ومجموعات من الأعمال الخبيثة الاعتيادية لهم.
وبدءاً من عام 1969 أصبحت الولايات المتحدة هي المُصدّر الرئيس للقوات الجوية الصهيونية.. أطلقوا عليها الاسم العبري «كرناس» ومعناه الشاكوش.. واستخدمت فورا في عمليات ضد مصر الشقيقة في حرب الاستنزاف التي كانت في أشدها.. وكانت تلك الحرب مركزة على امتداد خط المواجهة بطول قناة السويس.. ولكن الحدث المهم هنا هو استخدام الطائرة كقاذفة قنابل في عمليات نذالة عسكرية لضرب الأهداف المدنية.. وأذكر شخصياً إحدى تلك العمليات التي ضربت فيها مدرسة بحر البقر الابتدائية شمال شرق القاهرة في محافظة الشرقية في صبيحة يوم 8 إبريل 1970، مما تسبب في استشهاد أكثر من ثلاثين من الأطفال الأبرياء وأساتذتهم.
* أمنيــــــــة:
بالرغم من قدرات الفانتوم المتميزة في العديد من المعارك حول العالم، ومنها في العمليات الأولى في حرب تحرير الكويت عام 1991، إلا أن تاريخها تحت القيادة الصهيونية جعلها طائرة «خبيثة».. أتمنى أن يتذكَّر العالم أن السلاح هو للدفاع، وأن ضرب المدنيين بأي وسيلة في أي مكان كانت يُهدِّد الإنسانية في كل مكان، والله يقينا شرور الخبث والخبائث براً، وبحراً، وجواً، وهو من وراء القصد.
صممت الطائرة من الصفر لتكون «بتاعت كله»، فتحلت بخصائص الطائرة الاعتراضية التي تصعد بسرعات هائلة لتعترض أي هجوم.. وبصفات المقاتلة ذات قدرات المناورة المتطورة جدا.. وكانت أيضا قاذفة قنابل جبارة تستطيع أن توصل حمولات هائلة من القنابل بدقة وبسرعة إلى أهدافها.. وكانت منصة مراقبة وتجسس وتشويش متميزة.. كل هذا في توليفة فريدة شكلا وموضوعا.. كان حجمها ضخماً نسبةً إلى المقاتلات على مستوى العالم، فطولها يُعادل أربع سيارات «لاند كروزر».. وشكلها مختلفا عن أي طائرة أخرى بزواياها الحادة الغريبة.. وكان وزنها يصل إلى حوالى ثلاثين ألف كيلوجرام، وكانت حمولتها تفوق حمولات جميع المقاتلات آنذاك، بل وتفوق معظم قاذفات القنابل الإستراتيجية في الحرب العالمية الثانية.. وبالرغم من كونها «دبة»، كانت تستطيع أن تصل بإرادة الله إلى سرعة تفوق الألفي كيلومتر في الساعة على ارتفاع حوالى ستين ألف قدم.. وكانت أجهزتها الإلكترونية سابقة لزمانها، وكان تشغيلها يتطلب طيارا ومشغل رادار.. ونجحت نجاحا باهرا فكانت أول طائرة تخدم في البحرية، ومشاة البحرية، والقوات الجوية في الولايات المتحدة.. وتكونت الطوابير من الدول الأجنبية للحصول عليها أكثر من طوابير الفول في شهر رمضان المبارك.. ومن أوائل الجهات التي تحايلت بكل ما عندها من حيلة للحصول عليها كانت القوات الجوية «ذراع هأفير»، التابعة للكيان الصهيوني..
وللعلم فقد كان الكيان معتمداً على فرنسا لجميع احتياجات قواته الجوية إلى أن وضع الرئيس الفرنسي الراحل «شارل ديجول» حظراً على بيع الأسلحة بسبب النوايا العدوانية التي انعكست في حرب 1967م، والتي تبعها الهجوم الغاشم على أسطول طيران الشرق الأوسط في مطار بيروت في ديسمبر 1968، ومجموعات من الأعمال الخبيثة الاعتيادية لهم.
وبدءاً من عام 1969 أصبحت الولايات المتحدة هي المُصدّر الرئيس للقوات الجوية الصهيونية.. أطلقوا عليها الاسم العبري «كرناس» ومعناه الشاكوش.. واستخدمت فورا في عمليات ضد مصر الشقيقة في حرب الاستنزاف التي كانت في أشدها.. وكانت تلك الحرب مركزة على امتداد خط المواجهة بطول قناة السويس.. ولكن الحدث المهم هنا هو استخدام الطائرة كقاذفة قنابل في عمليات نذالة عسكرية لضرب الأهداف المدنية.. وأذكر شخصياً إحدى تلك العمليات التي ضربت فيها مدرسة بحر البقر الابتدائية شمال شرق القاهرة في محافظة الشرقية في صبيحة يوم 8 إبريل 1970، مما تسبب في استشهاد أكثر من ثلاثين من الأطفال الأبرياء وأساتذتهم.
* أمنيــــــــة:
بالرغم من قدرات الفانتوم المتميزة في العديد من المعارك حول العالم، ومنها في العمليات الأولى في حرب تحرير الكويت عام 1991، إلا أن تاريخها تحت القيادة الصهيونية جعلها طائرة «خبيثة».. أتمنى أن يتذكَّر العالم أن السلاح هو للدفاع، وأن ضرب المدنيين بأي وسيلة في أي مكان كانت يُهدِّد الإنسانية في كل مكان، والله يقينا شرور الخبث والخبائث براً، وبحراً، وجواً، وهو من وراء القصد.