كتاب
الحلو والمر في عامنا هذا !!
تاريخ النشر: 09 يناير 2023 22:11 KSA
بعص المحللين السياسيين يعتقدون أن عام 2023 الحالي سيشهد ما يسمّونه «أوكرانيا آسيوية»، أي أن تتفاعل المواجهات فيما بين الصين وتايوان بما يؤدي إلى غزو الصين لتايوان، وقيام معارك حربية فيما بينهما. ويشيرون إلى تصاعد خطاب المواجهة فيما بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وارتفاع التسلُّح النووي لكوريا الشمالية، بالإضافة إلى تصاعد النشاط التسليحي في اليابان بشكل لم نشاهده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والنشاط المحموم للإعلام الغربي الذي يُرجِّح هذه الاحتمالية «أي غزو صيني لتايوان».
إلا أنني أرى أن القيادة الصينية تتصف بالهدوء والحكمة في معالجة أزماتها الدولية، وأنها تبدو منشغلة بتعظيم قوتها الاقتصادية على حساب الغرب، وستواصل هذه المسيرة لوقتٍ ليس بالقصير، ولن تتجه إلى تحديات غزو لتايوان قبل اطمئنانها إلى وضعها الاقتصادي والعسكري القوي. لذا لا أعتقد أن العام الحالي سيشهد «أوكرانيا آسيوية».
وهذا لا يعني أن يكون العام هادئاً وبدون مفاجآت غير سارة. فالديموقراطيات الغربية تعاني من تشرذم سياسي، وقد شاهدناه مؤخراً في عملية انتخاب رئيس مجلس النواب الأمريكي، بحيث تتشتت السلطة السياسية بين الكثير من أهواء داخل وخارج الأحزاب المعارضة من في السلطة.
وأصبحت القيادة تعاني الكثير للتغلب على هذه الانقسامات.
وهناك احتمال كبير أن يؤدي ذلك إلى قرارات سياسية غير مدروسة، إرضاءً لقطاع ما من الناخبين أو تجميد القرارات. وهنا سيكون عدم الاستقرار في الوضع العالمي هو الغالب.
ومن المرجح أن تقع موجة عالمية ثالثة لجائحة كوفيد 19، وأن ينشغل العالم بها، ويؤدي انتشارها إلى تغيُّر في المناخ السياسي والاقتصادي العالمي.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط في الوقت الحاضر هدوءاً نسبياً.
وكشفت تقارير صحفية تركية أن الحكومة التركية والنظام السوري شكَّلا لجاناً مشتركة تضم مسؤولين عسكريين واستخباراتيين، هدفها تسريع التطبيع بين أنقرة ودمشق، وسيؤدي نجاح مثل هذا التوجه إلى تبريد الجبهة السورية، وتقليص العمليات العسكرية فيها من جميع الأطراف، وإن كانت إيران وإسرائيل لم تتضح نواياهما من جعل سوريا موقع صراع فيما بينهما، ومن ناحيتها أعلنت أمريكا، الجمعة الماضية، عن فرض عقوبات على عدد من الإيرانيين الذين يديرون شركة إيرانية لتصنيع الطائرات المسيرة، وأخرى تشرف على تصنيع الصواريخ الباليستية، في خطوة أخرى لمعاقبة نظام الملالي في إيران لتعاونه العسكري مع روسيا في حربها الأوكرانية. ولا يتوقع عودة المفاوضات في جنيف حول النووي الإيراني خلال هذا العام، ما لم يتم حدوث تغيير في النظام الحاكم بطهران، وواصلت بغداد مسيرتها عائدة إلى صف أشقائها العرب بافتتاح عُرس كروي خليجي عربي في مدينة البصرة، وسط حضور آلاف المشجعين الخليجيين في بطولة «خليجي 25» لكأس الخليج لكرة القدم.
وذلك بعد غياب 44 عاماً لهذه البطولة عن أرض العراق، حيث كانت آخر مرة استضافت العراق هذه البطولة عام 1979، وفازت حينها باللقب.
وتلقت الهيمنة الإيرانية على لبنان أيضاً ضربة أخرى بقيام وفود قضائية أوروبية من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ، تصل نهاية هذا الأسبوع إلى بيروت، تسعى للتحقيق في التحويلات المالية مع 30 شخصية مالية ومصرفية، بمن فيهم حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة.
وسيتم استجواب الجميع في بادرة دولية لمحاولة إنقاذ لبنان من الوضع الذي أوصله إليه الساسة اللبنانيون تحت الهيمنة الإيرانية لحزب الله.
وربما تكون هذه خطوة لوضع اليد دولياً على لبنان وتخليصه من الضياع الذي يعيشه.
عامنا الحالي ملامحه غير واضحة بعد فيما يحمله، إلا أن هناك مؤشـرات سلبية وإيجابية في نفس الوقت يحملها لنا هذا العام، فالدول الخليجية ستواصل، وعلى رأسها السعودية، نموها، ليس من بترولها فحسب، بل من حسن إدارة قيادتها.
إلا أنه بالمقابل فإن الأوضاع الاقتصادية العالمية ستلقي بظلها السلبي على عددٍ من دول الشرق الأوسط، بما فيها شمال إفريقيا، التي ستجد أن عليها إعادة النظر في إصلاحات اقتصادية مؤجلة منذ زمن، ويشمل ذلك فك قيود القطاع الخاص لتحريك عجلة النمو الاقتصادي الذي يؤدي إلى خلق المزيد من فرص العمل.
إلا أنني أرى أن القيادة الصينية تتصف بالهدوء والحكمة في معالجة أزماتها الدولية، وأنها تبدو منشغلة بتعظيم قوتها الاقتصادية على حساب الغرب، وستواصل هذه المسيرة لوقتٍ ليس بالقصير، ولن تتجه إلى تحديات غزو لتايوان قبل اطمئنانها إلى وضعها الاقتصادي والعسكري القوي. لذا لا أعتقد أن العام الحالي سيشهد «أوكرانيا آسيوية».
وهذا لا يعني أن يكون العام هادئاً وبدون مفاجآت غير سارة. فالديموقراطيات الغربية تعاني من تشرذم سياسي، وقد شاهدناه مؤخراً في عملية انتخاب رئيس مجلس النواب الأمريكي، بحيث تتشتت السلطة السياسية بين الكثير من أهواء داخل وخارج الأحزاب المعارضة من في السلطة.
وأصبحت القيادة تعاني الكثير للتغلب على هذه الانقسامات.
وهناك احتمال كبير أن يؤدي ذلك إلى قرارات سياسية غير مدروسة، إرضاءً لقطاع ما من الناخبين أو تجميد القرارات. وهنا سيكون عدم الاستقرار في الوضع العالمي هو الغالب.
ومن المرجح أن تقع موجة عالمية ثالثة لجائحة كوفيد 19، وأن ينشغل العالم بها، ويؤدي انتشارها إلى تغيُّر في المناخ السياسي والاقتصادي العالمي.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط في الوقت الحاضر هدوءاً نسبياً.
وكشفت تقارير صحفية تركية أن الحكومة التركية والنظام السوري شكَّلا لجاناً مشتركة تضم مسؤولين عسكريين واستخباراتيين، هدفها تسريع التطبيع بين أنقرة ودمشق، وسيؤدي نجاح مثل هذا التوجه إلى تبريد الجبهة السورية، وتقليص العمليات العسكرية فيها من جميع الأطراف، وإن كانت إيران وإسرائيل لم تتضح نواياهما من جعل سوريا موقع صراع فيما بينهما، ومن ناحيتها أعلنت أمريكا، الجمعة الماضية، عن فرض عقوبات على عدد من الإيرانيين الذين يديرون شركة إيرانية لتصنيع الطائرات المسيرة، وأخرى تشرف على تصنيع الصواريخ الباليستية، في خطوة أخرى لمعاقبة نظام الملالي في إيران لتعاونه العسكري مع روسيا في حربها الأوكرانية. ولا يتوقع عودة المفاوضات في جنيف حول النووي الإيراني خلال هذا العام، ما لم يتم حدوث تغيير في النظام الحاكم بطهران، وواصلت بغداد مسيرتها عائدة إلى صف أشقائها العرب بافتتاح عُرس كروي خليجي عربي في مدينة البصرة، وسط حضور آلاف المشجعين الخليجيين في بطولة «خليجي 25» لكأس الخليج لكرة القدم.
وذلك بعد غياب 44 عاماً لهذه البطولة عن أرض العراق، حيث كانت آخر مرة استضافت العراق هذه البطولة عام 1979، وفازت حينها باللقب.
وتلقت الهيمنة الإيرانية على لبنان أيضاً ضربة أخرى بقيام وفود قضائية أوروبية من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ، تصل نهاية هذا الأسبوع إلى بيروت، تسعى للتحقيق في التحويلات المالية مع 30 شخصية مالية ومصرفية، بمن فيهم حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة.
وسيتم استجواب الجميع في بادرة دولية لمحاولة إنقاذ لبنان من الوضع الذي أوصله إليه الساسة اللبنانيون تحت الهيمنة الإيرانية لحزب الله.
وربما تكون هذه خطوة لوضع اليد دولياً على لبنان وتخليصه من الضياع الذي يعيشه.
عامنا الحالي ملامحه غير واضحة بعد فيما يحمله، إلا أن هناك مؤشـرات سلبية وإيجابية في نفس الوقت يحملها لنا هذا العام، فالدول الخليجية ستواصل، وعلى رأسها السعودية، نموها، ليس من بترولها فحسب، بل من حسن إدارة قيادتها.
إلا أنه بالمقابل فإن الأوضاع الاقتصادية العالمية ستلقي بظلها السلبي على عددٍ من دول الشرق الأوسط، بما فيها شمال إفريقيا، التي ستجد أن عليها إعادة النظر في إصلاحات اقتصادية مؤجلة منذ زمن، ويشمل ذلك فك قيود القطاع الخاص لتحريك عجلة النمو الاقتصادي الذي يؤدي إلى خلق المزيد من فرص العمل.