كتاب
فيتامين (د) زوجة سائقي العزيز!!
تاريخ النشر: 15 يناير 2023 23:07 KSA
لم أُفْلِح في الاستغناء عن السائق، فهو عضد ربّ العائلة السعودية، خصوصاً في المدن حيث تتباعد المسافات بين أماكن الاحتياجات المعيشية لأفراد العائلات. وسائقي الجديد قد ساقه الله لي في صدفةٍ جميلةٍ هي خيرٌ من ألف ميعاد، إذ نقلتُ كفالته من أحد المواطنين بتكلفة معقولة لا تقصم الظهر كما يحصل في عالم العمالة المنزلية الذي أصبح سوقاً رابحة لقلّة من الناس وخاسرة لكثرتهم، تماماً مثل سوق الأسهم، ولم يُخيِّب ظنّي فيه بطيبته ونشاطه وإخلاصه في العمل، وأنوي الاستمرار معه لفترة طويلة ما لم يشأ الله أمراً آخراً ليس في الحُسبان.
لهذا أصابني القلق عندما أخبرني بأنّ زوجته في بلاده (بنغلاديش) تمرّ بوعكة صحية شديدة تمنعها من الحركة السليمة والعيش الطبيعي، ويتصل به أولاده وبناته وهم يبكون على حال أمّهم، فدعوْتُ لها بما تيسّر من دعاء، وخشيْتُ أن يُؤثّر ذلك على جودة عمله، أو أن يطلب المغادرة النهائية أو إجازة طويلة، فيتركني بلا عضد، ووقفت عائلتي معه عارضةً عليه المساعدة والتخفيف عنه قدر الإمكان.
وبعد أيام أتاني ومعه نتائج فحوصات زوجته التي أرسلتها له بالواتساب، وأنا في العادة لا أحبّ قراءة نتائج فحوصاتي الخاصّة، وتصيبني نوبة وسوسة لا تنجلي بسرعة، وتكرّرت هذه النوبة عند قراءة نتائج فحوصات مدام سائقي العزيز، وبعد سباحة قصيرة في بحر تقرير النتائج المكتوب باللغة الإنجليزية وجدْتُ أنّ الزوجة ينقصها فقط فيتامين (د) ولا خطر عليها البتّة، ممّا يعاني منه معظم السعوديين ويمكن علاجه بسهولة إمّا بالحبوب أو الحُقن أو أشعّة الشمس أو تغيير نمط الغذاء، وأظنّني فرِحْتُ أكثر منه ليقيني أنّه سيبقى لديّ حتّى موعد انتهاء عقده على الأقلّ، ويطوي عنّي بُعْد المسافات عند قضاء المشاوير، وظللْتُ أردّد قول الشاعر ابن الفارض في العصر الأيوبي حين وصف من يسوق رسالته لمحبوبته التي تعيش في طيْ، مع فارق الأهداف بالطبع بيني وبين الشاعر:
سائقَ الأظعانِ يَطوي البيْدَ طَيْ
مُنْعِـماً عَـرِّجْ علـى كُـثْبَـانِ طَيْ
ويا أمان السعوديين مع الشغّالات والسائقين الذين صاروا كالأهل وأكثر، ولا يستغني عنهم مجتمعنا في ظاهرة تكاد تكون الوحيدة عالمياً، نحن وأهل الخليج.
لهذا أصابني القلق عندما أخبرني بأنّ زوجته في بلاده (بنغلاديش) تمرّ بوعكة صحية شديدة تمنعها من الحركة السليمة والعيش الطبيعي، ويتصل به أولاده وبناته وهم يبكون على حال أمّهم، فدعوْتُ لها بما تيسّر من دعاء، وخشيْتُ أن يُؤثّر ذلك على جودة عمله، أو أن يطلب المغادرة النهائية أو إجازة طويلة، فيتركني بلا عضد، ووقفت عائلتي معه عارضةً عليه المساعدة والتخفيف عنه قدر الإمكان.
وبعد أيام أتاني ومعه نتائج فحوصات زوجته التي أرسلتها له بالواتساب، وأنا في العادة لا أحبّ قراءة نتائج فحوصاتي الخاصّة، وتصيبني نوبة وسوسة لا تنجلي بسرعة، وتكرّرت هذه النوبة عند قراءة نتائج فحوصات مدام سائقي العزيز، وبعد سباحة قصيرة في بحر تقرير النتائج المكتوب باللغة الإنجليزية وجدْتُ أنّ الزوجة ينقصها فقط فيتامين (د) ولا خطر عليها البتّة، ممّا يعاني منه معظم السعوديين ويمكن علاجه بسهولة إمّا بالحبوب أو الحُقن أو أشعّة الشمس أو تغيير نمط الغذاء، وأظنّني فرِحْتُ أكثر منه ليقيني أنّه سيبقى لديّ حتّى موعد انتهاء عقده على الأقلّ، ويطوي عنّي بُعْد المسافات عند قضاء المشاوير، وظللْتُ أردّد قول الشاعر ابن الفارض في العصر الأيوبي حين وصف من يسوق رسالته لمحبوبته التي تعيش في طيْ، مع فارق الأهداف بالطبع بيني وبين الشاعر:
سائقَ الأظعانِ يَطوي البيْدَ طَيْ
مُنْعِـماً عَـرِّجْ علـى كُـثْبَـانِ طَيْ
ويا أمان السعوديين مع الشغّالات والسائقين الذين صاروا كالأهل وأكثر، ولا يستغني عنهم مجتمعنا في ظاهرة تكاد تكون الوحيدة عالمياً، نحن وأهل الخليج.