كتاب
لن تنتهي حرب أوكرانيا.. قبل حل يشمل الصين
تاريخ النشر: 16 يناير 2023 23:02 KSA
قامت روسيا الأيام الماضية بتصعيد هجماتها على أوكرانيا، وقصفت المدنيين في عدة مدن أوكرانية، مما يدل على أنها ترغب في أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالحديث إليها لوقف التصعيد والحرب، إذ كان هدف الرئيس بوتين، رئيس الاتحاد الروسي، عندما أمر قواته دخول أوكرانيا وضرب عاصمتها، إسقاط نظام كييف، وإحلال نظام آخر محله يمكن عبره منع أوكرانيا من الالتحاق بحلف الناتو. والتأكيد لهذا الحلف العسكري الغربي أنه لن يسمح للناتو بالامتداد إلى الحدود الروسية. وما حدث كان عكس ما تمنَّاه بوتين، إذ أصبح الناتو داخل الدفاعات الأوكرانية، واندفع عدد من الدول الأوروبية التي كانت تسعى للحفاظ على شيء من الحياد بين القوى المتصارعة دولياً إلى التخلي عن (أحلامها)، والتحقت بحلف الناتو. بل وانتقلت ألمانيا من سياسة تقليص التزاماتها العسكرية إلى سياسة جديدة زادت بموجبها ميزانية تسلّحها، وأعدت لإضافة المزيد من المعدات العسكرية الهجومية القديمة والجديدة. مما يعني أن رقعة الخصوم للرئيس الروسي توسعت وأخذت تبني نفسها عسكرياً، حتى وإن كان ذلك يُسبِّب لها ضيقا اقتصاديا، فهو يدخلها في اقتصاد حرب تستفيد منه قطاعات عدة داخلياً وخارجياً.
التصعيد الذي يقوم به الروس في أوكرانيا لن يؤدي إلى نهاية قريبة للحرب، بل يؤدي إلى دخول كميات أكبر من المعدات العسكرية والمستشارين الأجانب، وأنواع أكثر قدرة على التدمير لصالح الحكومة الأوكرانية. لذا فإن التساؤل الآن هو فيما إذا كانت روسيا قادرة على الاحتفاظ بمكتسباتها السابقة داخل أوكرانيا، بما في ذلك جزيرة القرم. وتبين لنا «حرب أوكرانيا» هذه أن ما كُنَّا نعتقد أنه غير ممكن أصبح ممكناً، وما كان غير متوقع أصبح بالإمكان وقوعه بدون القدرة على توقّعه قبل وقوعه.
«حرب أوكرانيا»، هي الحرب العالمية الثالثة، والبشر الذين لم تصبهم آثارها حتى الآن سوف تصيبهم قريباً. وهي حرب في بداياتها وستكون أوسع من الرقعة الأوكرانية، ومن أوروبا. والهبات التي أمطرت على أوكرانيا والتي بلغت حتى الآن (خلال أقل من سنة) أكثر من مائة تريليون دولار، هي استثمار في الدفاع عن ما يراه الغرب قيماً وضرورة لهيمنته على العالم، ولن يتساهل في الاستفادة من هذه الاستثمارات المتواصلة. وفي نفس الوقت، فإن العالم بانتظار كيف يتبلور الموقف بين الولايات المتحدة وحلفائها في آسيا تجاه الصين. فاليابان، التي زار رئيسها واشنطن يوم الجمعة الماضي، تضاعف إنفاقها العسكري، وأجرت تعديلات على سياستها العسكرية أتاحت لها مضاعفة إنفاقها العسكري والسعي للحصول على أسلحة تتمكَّن بها من ضرب أهداف داخل الصين، وأصبح الحديث عن أسلحة نووية تكتيكية لليابان غير محرم، كما كان في السابق، بل حتى كوريا الجنوبية تبحث الآن في إضافة قنابل نووية تكتيكية إلى أسلحتها الهجومية بحيث تجاري إلى حدٍّ ما السلاح النووي التي أصبحت كوريا الشمالية تُهدِّد العالم به في فترات متقطعة عبر استعراضها بإطلاق الصواريخ الباليستية قريباً من كوريا الجنوبية واليابان، وليس بعيداً عن قواعد الولايات المتحدة في المنطقة، وتتباهي بأنها يمكن أن تطلق صواريخها هذه على أراضي أمريكا. وحرصت الصين خلال السنين الماضية على بناء قواعد عسكرية على جزر اصطناعية في شرق بحر الصين، وأخذت تمارس التمارين العسكرية بأساطيلها البحرية والجوية من هذه الجزر بشكل يُهدِّد سلامة عدد من الدول الآسيوية. وأجرت مؤخراً تمارين عسكرية بالطائرات والسفن الحربية في شرق بحر الصين مع الأساطيل الروسية، تأكيداً للعلاقات الوثيقة فيما بينهما.
الحرب العالمية الثالثة «حرب أوكرانيا»، لا يمكن أن تنتهي بدون حل الصراع الاقتصادي وغيره فيما بين الولايات المتحدة والدول الغربية من ناحية، مقابل روسيا والصين في الجانب الآخر. لذا فلن يكفي أن يكون الرئيس الروسي بوتين باحثاً عن حل لمشكلته في أوكرانيا، بل لابد أن يشمل الحل قواعد توافق عليها بكين. مما يشير إلى أن «حرب أوكرانيا» سوف تتوسَّع قبل أن تجد حلولاً لها.
التصعيد الذي يقوم به الروس في أوكرانيا لن يؤدي إلى نهاية قريبة للحرب، بل يؤدي إلى دخول كميات أكبر من المعدات العسكرية والمستشارين الأجانب، وأنواع أكثر قدرة على التدمير لصالح الحكومة الأوكرانية. لذا فإن التساؤل الآن هو فيما إذا كانت روسيا قادرة على الاحتفاظ بمكتسباتها السابقة داخل أوكرانيا، بما في ذلك جزيرة القرم. وتبين لنا «حرب أوكرانيا» هذه أن ما كُنَّا نعتقد أنه غير ممكن أصبح ممكناً، وما كان غير متوقع أصبح بالإمكان وقوعه بدون القدرة على توقّعه قبل وقوعه.
«حرب أوكرانيا»، هي الحرب العالمية الثالثة، والبشر الذين لم تصبهم آثارها حتى الآن سوف تصيبهم قريباً. وهي حرب في بداياتها وستكون أوسع من الرقعة الأوكرانية، ومن أوروبا. والهبات التي أمطرت على أوكرانيا والتي بلغت حتى الآن (خلال أقل من سنة) أكثر من مائة تريليون دولار، هي استثمار في الدفاع عن ما يراه الغرب قيماً وضرورة لهيمنته على العالم، ولن يتساهل في الاستفادة من هذه الاستثمارات المتواصلة. وفي نفس الوقت، فإن العالم بانتظار كيف يتبلور الموقف بين الولايات المتحدة وحلفائها في آسيا تجاه الصين. فاليابان، التي زار رئيسها واشنطن يوم الجمعة الماضي، تضاعف إنفاقها العسكري، وأجرت تعديلات على سياستها العسكرية أتاحت لها مضاعفة إنفاقها العسكري والسعي للحصول على أسلحة تتمكَّن بها من ضرب أهداف داخل الصين، وأصبح الحديث عن أسلحة نووية تكتيكية لليابان غير محرم، كما كان في السابق، بل حتى كوريا الجنوبية تبحث الآن في إضافة قنابل نووية تكتيكية إلى أسلحتها الهجومية بحيث تجاري إلى حدٍّ ما السلاح النووي التي أصبحت كوريا الشمالية تُهدِّد العالم به في فترات متقطعة عبر استعراضها بإطلاق الصواريخ الباليستية قريباً من كوريا الجنوبية واليابان، وليس بعيداً عن قواعد الولايات المتحدة في المنطقة، وتتباهي بأنها يمكن أن تطلق صواريخها هذه على أراضي أمريكا. وحرصت الصين خلال السنين الماضية على بناء قواعد عسكرية على جزر اصطناعية في شرق بحر الصين، وأخذت تمارس التمارين العسكرية بأساطيلها البحرية والجوية من هذه الجزر بشكل يُهدِّد سلامة عدد من الدول الآسيوية. وأجرت مؤخراً تمارين عسكرية بالطائرات والسفن الحربية في شرق بحر الصين مع الأساطيل الروسية، تأكيداً للعلاقات الوثيقة فيما بينهما.
الحرب العالمية الثالثة «حرب أوكرانيا»، لا يمكن أن تنتهي بدون حل الصراع الاقتصادي وغيره فيما بين الولايات المتحدة والدول الغربية من ناحية، مقابل روسيا والصين في الجانب الآخر. لذا فلن يكفي أن يكون الرئيس الروسي بوتين باحثاً عن حل لمشكلته في أوكرانيا، بل لابد أن يشمل الحل قواعد توافق عليها بكين. مما يشير إلى أن «حرب أوكرانيا» سوف تتوسَّع قبل أن تجد حلولاً لها.