كتاب

لعبة التصنيفات الجامعية

لا شك أننا نعيش بداية انهيار لعبة التصنيفات العالمية للجامعات، فجامعات كثيرة كهارفرد وييل وبيركلي وديوك وغيرها في طريقها للانسحاب من الهيئات المنظمة للتصنيفات العالمية للجامعات، لأنها -والكلام لتلك الجامعات- لعبة تجارية فقط، وأصبحت مع مرور الوقت تزداد وضوحاً، ومن ناحية ثانية نلاحظ تهافت بعض الجامعات على استقطاب علماء من حاملي الجوائز العالمية كنوبل، وفيلدز للرياضيات، والملك فيصل العالمية وغيرها، ولو بشكل صوري حتى يكونوا ضمن الكادر البحثي والتدريسي ليأخذوا المزيد من النقاط غير المحقة، والتي هي من معايير ارتقاء الجامعات في سلم التصنيفات.

شخصياً لي تجربة مع واحدة من هيئات التصنيفات العالمية للجامعات؛ ففي فترة تقلدي منصب وكيل جامعة أم القرى للأعمال والإبداع المعرفي كنت على رأس وفد من الجامعة مكون من مستشار الوكالة وأحد أعضاء هيئة التدريس لزيارة بعض الجامعات الأوروبية الشهيرة بهدف عمل شراكات وتسهل قبول طلاب الجامعة في التخصصات النوعية لدي تلك الجامعات، وبعدها قمنا بزيارة واحدة من هيئات التصنيفات الجامعية العالمية للتعرف عليها والنظر إلى المعايير المطلوبة للدخول في المنافسة.


عند وصولنا لمقر الهيئة وجدنا المقر مبنىً صغيرًا مكونًا من دورين في أحد أحياء المدينة وبداخله حوالى أربعة موظفين مما أثار استغرابي عن قدرة هذا العدد القليل من الموظفين في تحليل بيانات جامعات الكرة الأرضية وتصنيفها ووضعها في المرتبة التي تستحقها من بين جامعات العالم..

وعند اجتماعنا معهم كان محور حديثهم عن المبالغ التي يمكن أن تدفعها المؤسسة التعليمية التي تريد أن تكون ضمن الخمسمئة جامعة حول العالم أو ضمن الستمئة، وبالطبع كلما كان الترتيب عالي التصنيف كان المبلغ أعلى وهكذا؛ لدرجة أننا أصبحنا نرى بعض الجامعات المغمورة وقد تقدمت في الترتيب على جامعة مانشستر البريطانية والتي حصل خمسة وعشرون من أعضاء هيئة التدريس فيها على جائزة نوبل العالمية.


وللعلم لست ضد إجراءات التطوير والجودة فهي مطلوبة بالضرورة فكثير مما فيها خير من تركها، وهناك جامعات سعودية عديدة ولله الحمد والمنة نتيجة للدعم المقدم من الدولة -أعزها الله- استفادت منها وطورت هيئات اعتمادها بنماذج أقرب لقياس واقعها الصحيح، أدى كل ذلك لانتعاش جودة البحث العلمي والتدريس وخدمة المجتمع، لأن من لا يعترف بواقعه ويجتهد ليل نهار على تغيره للأفضل سيؤثر ذلك بالمطلق على الأبحاث والمخرجات الجامعية وبالتالي على تقدم وتطور البلد، لأن من جعل من أمريكا قوة عظمى هي جامعاتها العظيمة.. لذلك يجب التركيز على جودة المخرجات الجامعية والأبحاث الابتكارية المنتجة وخدمة المجتمع وهي هدف ورسالة الجامعة، حتى تكون مخرجاتها قادرة على اقتحام سوق العمل والإبداع.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض