كتاب

مريّـــــــــــش

ما أكثر المعجزات التي نراها بدون أن نشعر بروائع خصائصها.. ومنها الريش.. لو دققت في خصائصه؛ ستجد أنه حزمة عجائب. فضلاً الملاحظة أن أكثر أنواع الريش شهرة؛ هي تلك المقرونة بالطيران.. وخصوصاً أنها ألهمت العلماء والحالمون عبر التاريخ بروعة كسر قيود الجاذبية.. ولكن هناك ما لا يقل عن سبعة أنواع من الريش تعكس بعض الوظائف المنسية أو غير المعروفة للريش، ومن أهمها العزل الحراري.. فضلاً الملاحظة أن الطيور لا بد أن تحافظ على درجة حرارة داخلية مستقرة، تتراوح بين 39 إلى 44 درجة مئوية.. جدير بالذكر أن الطيران يُعرِّض أسطح الطيور للظروف القاسية، فكلما ارتفع أي جسم في السماء، كلما تعرض للبرودة بسبب انخفاض درجة الحرارة بمعدل حوالى درجتين مئويتين لكل ألف قدم في الارتفاع. ولكن من جانب آخر نجد أن بذل المجهود للطيران يتطلب توليد طاقة كبيرة تنتج عنها أحمال حرارية كبيرة، قد تُشكِّل خطورة على أحشاء الطير.. يعني برودة من الخارج، وحرارة من الداخل.. وللعلم، فإن الطيور لا تعرق، وبالتالي فليست لديها القدرة على تخفيض درجة حرارتها من خلال التبريد بتبخير العرق من أسطحها، كما يفعل جسم الإنسان.. وهنا نجد إحدى نواحي الإعجاز الجميلة، فالريش يحمي الطيور من الانخفاض الشديد في الحرارة الخارجية من جانب.. ومن جانب آخر فهو يُوفِّر منظومة تبريد لنقل الحرارة الناتجة عن حركة عضلات الطير.. وللإحاطة، فتوزيع مكونات العزل الحراري على جسم الطائر يحتوي على مناطق ذات تغطية خفيفة بهدف التخلص من الحرارة عند تحرك الريش، كما أن تلك المنظومة تحتوي على مجموعة أكياس هوائية لتنظيم إعادة توزيع الحرارة بداخل جسم الطير، وسبحان الخالق العظيم. ومن الجوانب الأخرى التي لا نفكر فيها في روائع الريش، لها علاقة بمفهوم «الفشخرة»، لأنه يعكس مستوى صحة ولياقة المخلوقات لجذب الجنس الآخر، ومن هنا جاء عنوان المقال، لأنه يعكس الرخاء والعز.. والمثل الأكثر شيوعاً هو ذكر الطاووس الذي يختال بريشه الكثيف الزاهي بالألوان، لدرجة أن وزن الريش يُعيق طيرانه. يعني الإعلان عن حجم الريش، ونعومته، وكثافته، وألوانه الزاهية، يجعله كمن يقول «شوفوني».. ولكن يأتي ذلك على حساب الأداء.. كمن يثقل حياته بالديون الثقيلة للتباهي بالأمور المادية لجذب الجنس الناعم.. وكانت ولا تزال أنواع كثيرة من الريش تمثل إحدى المقتنيات الثمينة لبعض الناس، للملبس، والديكور.. ومن روائع الريش الجمالية أيضاً، نجد ظاهرة «تقزح الألوان»، فهي تتغيَّر حسب زاوية وقوة الضوء عليها.. بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، هناك استخدامات كثيرة للريش، ومنها في صناعة الصمغ، والاستخدامات الصيدلانية، وغيرها، وهناك فرع من التخصصات العلمية يتخصص في دراسة الريش، اسمه «بلومولوجي».

* أمنيـــــــة:


أتمنى أن لا ننسى النِّعَم العظيمة التي قد لا نشعر بأهميتها أو جمالها، فمهما بدت وكأنها صغيرة، فلها آثار كبيرة.. والفوائد التي نجنيها من الخصائص العلمية للريش ليست فقط في عالم الطيران، ولكن في خصائص العزل الحراري وإدارة الطاقة، والقوة الإنشائية، والتخفي، ومقاومة الماء، وغيرها من الخصائص التي أنعم الله علي الطيور بها، وهو من وراء القصد.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح