كتاب
هل تكفي حرب أوكرانيا.. لبناء نظام عالمي جديد ؟!
تاريخ النشر: 30 يناير 2023 22:51 KSA
أثارت الضجة التي انطلقت مطالبة ألمانيا بالموافقة على شحن دباباتها العسكرية المتقدمة من نوع ليوبارد إلى أوكرانيا، والسماح للدول الغربية التي تستخدم هذه الدبابات بإرسالها إلى هناك، أثارت هذه الضجة القلق في صفوف عدد من السياسيين الألمان، الذين شعروا وكأنه يتم جرّ بلادهم إلى حربٍ مباشرة مع روسيا. وفشل وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوشن، إقناع برلين بذلك. وطالب الألمان بأن تقوم الولايات المتحدة أولاً بشحن دباباتها المتقدمة من نوع أبرامز إلى ساحة المعركة الأوكرانية - الروسية، والتي قال الأمريكيون حينها إنها خيار غير مناسب لدخول الحرب الأوكرانية، لأنها تستهلك كمية كبيرة من الوقود، وبحاجة لطاقم كبير من فرق الصيانة يذهبون مع هذه الدبابة حيث تذهب. إلا أن إصرار ألمانيا على مشاركة الدبابات الأمريكية في حرب أوكرانيا كشرط لموافقتها على تزويد أوكرانيا بالدبابات ليوبارد الألمانية؛ دفع إدارة بايدن إلى الإعلان يوم الأربعاء الماضي أنها ستُرسل دبابات أبرامز الأمريكية، إلى أوكرانيا، لمساعدتها في تحرير أرضها. وأعلن أولاف شولز، المستشار الألماني، في نفس اليوم، أن بلاده سوف ترسل 14 دبابة ليوبارد -2 إلى أوكرانيا، وستسمح لكل الدول الأوربية التي لديها الدبابات الألمانية الصنع وترغب تصدير بعضها إلى أوكرانيا بأن تفعل ذلك.
وحذَّر سياسيون ألمان المستشار الألماني أنه بهذا الإجراء يُعرِّض بلادهم لهجوم نووي روسي.
القارة العجوز، أوروبا، تعاني من صعوبات اقتصادية، إلا أن الحرب القائمة فيها، أي داخل قارتها، دفعتها لزيادة ميزانياتها العسكرية بشكلٍ كبير، وشمل ذلك ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
بينما تُواصل واشنطن تصعيد مساهمتها الضخمة في هذه الحرب بشكلٍ غير مسبوق.
وبالمقابل أعلن بوتين، الرئيس الروسي، قانون التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط، ورفع أعداد قواته في مختلف أنحاء البلاد، وتحدَّث عدد من المشرِّعين والمسؤولين الروس عن أن روسيا ككيان؛ مستهدفة من قِبَل الغرب. وهذا يشير إلى أن احتمال استمرار الحرب الأوكرانية لوقتٍ طويل وتوسُّعها خارج حدودها، أصبح من الأمور المحتملة، وأن السلام لن يتحقق في القريب.
فروسيا لن تستسلم في مواجهة الصمود الأوكراني والتصعيد الأوروبي، وأنها أيضاً لا يمكن لها الانتصار في مواجهة التعبئة والإعداد الكبيرين اللذين يحدثان على أرض المعركة في أوكرانيا.
إضافةً إلى ذلك أن الخصم الرئيسي للغرب، وبشكلٍ خاص في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يتم جرّه بعد إلى ساحة المعركة، فالرئيس الصيني، شي جي بينغ، حافظ على هدوئه في وجه محاولات أمريكية متعددة لاستفزاز بلاده، وكان أبرزها زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، بيلوسي، في أغسطس الماضي لتايوان، وسط ضجة إعلامية كبيرة. وتجنُّب ارتكاب أخطاء في حساباته حتى الآن.
الحرب الحالية، الحرب العالمية الثالثة، تتم على شاشات التلفزيون وأجهزة الإعلام المتعددة، وبالتالي فإن هناك القليل من الأسرار. فعدد الجنود معروف، وأعداد الدبابات المتقدمة تكنولوجياً التي تدخل أرض المعركة معروفة. وأمريكا تُكرِّر أن خصمها الرئيسي، اقتصادياً، هو الصين. لذا لا يمكن للغرب، وعلى رأسه أمريكا، أن يوقف تطور العمليات العسكرية، وسياسة العقوبات الاقتصادية التي يتصاعد استخدامها كسلاح فعَّال ضد الخصم، قبل أن تُحَل معضلة المواجهة الاقتصادية مع بكين، وبالطبع مع روسيا.
وقد وصلت النيران فعلاً إلى طريق الحرير؛ الذي استثمرت فيه الصين الكثير من قدراتها، وهذا المشروع بما يُرافقه من وسائل إغراء مالية واقتصادية واستثمارات ضخمة في آسيا وإفريقيا وأوروبا، وأمريكا اللاتينية، بل وفي استراليا، يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى بكين كمصدر للخطر والتهديد الأكبر على زعامتها للعالم.
الحلول العسكرية لن تكون كافية لبت هذا الصراع، وإن كان من المحتمل أن يشاهد عدد من مناطق العالم صراعاً دموياً بالوكالة؛ فيما بين القوى الكبرى العالمية مثل أمريكا والصين وأوروبا، وكذلك القوى الكبرى الإقليمية مثل الهند وباكستان وجنوب إفريقيا ودول شمال إفريقيا وغيرها. وذلك في محاولة للتموضع (إن أمكن) في موقع أفضل مما هي فيه الآن، وإن كانت هذه الحروب العسكرية لن تفيد في الناتج النهائي لما يحدث؛ وهو نظام عالمي جديد يقوم على أنقاض النظام العالمي الحالي.. كيف سيتم ذلك؟!.
وحذَّر سياسيون ألمان المستشار الألماني أنه بهذا الإجراء يُعرِّض بلادهم لهجوم نووي روسي.
القارة العجوز، أوروبا، تعاني من صعوبات اقتصادية، إلا أن الحرب القائمة فيها، أي داخل قارتها، دفعتها لزيادة ميزانياتها العسكرية بشكلٍ كبير، وشمل ذلك ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
بينما تُواصل واشنطن تصعيد مساهمتها الضخمة في هذه الحرب بشكلٍ غير مسبوق.
وبالمقابل أعلن بوتين، الرئيس الروسي، قانون التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط، ورفع أعداد قواته في مختلف أنحاء البلاد، وتحدَّث عدد من المشرِّعين والمسؤولين الروس عن أن روسيا ككيان؛ مستهدفة من قِبَل الغرب. وهذا يشير إلى أن احتمال استمرار الحرب الأوكرانية لوقتٍ طويل وتوسُّعها خارج حدودها، أصبح من الأمور المحتملة، وأن السلام لن يتحقق في القريب.
فروسيا لن تستسلم في مواجهة الصمود الأوكراني والتصعيد الأوروبي، وأنها أيضاً لا يمكن لها الانتصار في مواجهة التعبئة والإعداد الكبيرين اللذين يحدثان على أرض المعركة في أوكرانيا.
إضافةً إلى ذلك أن الخصم الرئيسي للغرب، وبشكلٍ خاص في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يتم جرّه بعد إلى ساحة المعركة، فالرئيس الصيني، شي جي بينغ، حافظ على هدوئه في وجه محاولات أمريكية متعددة لاستفزاز بلاده، وكان أبرزها زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، بيلوسي، في أغسطس الماضي لتايوان، وسط ضجة إعلامية كبيرة. وتجنُّب ارتكاب أخطاء في حساباته حتى الآن.
الحرب الحالية، الحرب العالمية الثالثة، تتم على شاشات التلفزيون وأجهزة الإعلام المتعددة، وبالتالي فإن هناك القليل من الأسرار. فعدد الجنود معروف، وأعداد الدبابات المتقدمة تكنولوجياً التي تدخل أرض المعركة معروفة. وأمريكا تُكرِّر أن خصمها الرئيسي، اقتصادياً، هو الصين. لذا لا يمكن للغرب، وعلى رأسه أمريكا، أن يوقف تطور العمليات العسكرية، وسياسة العقوبات الاقتصادية التي يتصاعد استخدامها كسلاح فعَّال ضد الخصم، قبل أن تُحَل معضلة المواجهة الاقتصادية مع بكين، وبالطبع مع روسيا.
وقد وصلت النيران فعلاً إلى طريق الحرير؛ الذي استثمرت فيه الصين الكثير من قدراتها، وهذا المشروع بما يُرافقه من وسائل إغراء مالية واقتصادية واستثمارات ضخمة في آسيا وإفريقيا وأوروبا، وأمريكا اللاتينية، بل وفي استراليا، يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى بكين كمصدر للخطر والتهديد الأكبر على زعامتها للعالم.
الحلول العسكرية لن تكون كافية لبت هذا الصراع، وإن كان من المحتمل أن يشاهد عدد من مناطق العالم صراعاً دموياً بالوكالة؛ فيما بين القوى الكبرى العالمية مثل أمريكا والصين وأوروبا، وكذلك القوى الكبرى الإقليمية مثل الهند وباكستان وجنوب إفريقيا ودول شمال إفريقيا وغيرها. وذلك في محاولة للتموضع (إن أمكن) في موقع أفضل مما هي فيه الآن، وإن كانت هذه الحروب العسكرية لن تفيد في الناتج النهائي لما يحدث؛ وهو نظام عالمي جديد يقوم على أنقاض النظام العالمي الحالي.. كيف سيتم ذلك؟!.