كتاب

من أكسفورد إلى جزيرة العرب!!

كلما ازددت شغفاً بأدب الرحلات، ازددت قناعة بأن مركز الانبهار الحقيقي لرحالة الغرب كان في «الجزيرة العربية» وكان هناك أكثر من نداء استجاب لهؤلاء القادمون من قلب الحضارة الأوروبية إلى تلك الأرض البعيدة.. كان هناك «نداء الإسلام» ثم «نداء الصحراء وعالمها الساحر» ثم «صورة العربي الفارس» في نجد.. وآلاف الحكايات والأساطير التي شكلت سحر الشرق.. ثم هذه «الحياة المطلقة» بين الرمال المتعددة الألوان والظلال والفضاء الممتد بلا حدود، التي حركت مُخَيِّلات الشعراء والأدباء والرحَّالة والفنانين والمغامرين، وجميعهم كانوا ينتمون إلى عصر رومانسي واحد.. والغالبية من هؤلاء الرحالة الغربيين، تركوا لنا أدق وأجمل الآثار عن جزيرة العرب، وقدموا في كتاباتهم تفاصيل بالغة الأهمية، تناولوا فيها الجوانب السياسية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، ولا شك أن هذه الكتابات شكلت مصدراً هاماً عند كتابة تاريخ جزيرة العرب.. لقد ملأت «جزيرة العرب» مخيلات الغربيين بلا حدود، وحين بدأ البعض في الوصول إليها اكتشفوا أن الخيال دون الحقيقة وأن المخيلة دون الخلق.. بعضهم جاء من كتب رائد التاريخ العلمي «هيرودوت» الذي كتب «إنها آخر بقعة في جنوب الأرض، إنها في الحقيقة قلب الأرض» تمتد على مساحة مليون وربع المليون ميل مربع، يحيط بها المحيط الهندي والبحر الأحمر والخليج العربي، تمددت على تقاطع الطرق بين ثلاث قارات، تملؤها واحات نجد الرائعة وصحاريها الهائلة من الدهناء إلى النفوذ، وترتفع شاهقة فيها جبال الحجاز حتى اليمن وفي منبسطها: مكة أم القرى وسيدة المدائن.

ويختصر «بيتر برنت» جزيرة العرب بالقول إنها: تلك المنطقة التي ظلت الشمس طوال عشرين ألف عام تحولها دون هوادة إلى رمل وصخر، لكن من شبه الجزيرة هذه خرجت أكثر الهجرات خصوبة في تاريخ العالم، ومنها خرجت أيضاً تلك الدعوة المشرقة بالإيمان حتى إن التجاوب الذي أثارته غير التاريخ في ثلاث قارات!


ما سبق اقتباس من مقدمة كتاب بعنوان: «رحالة بريطانيون -من أكسفورد إلى جزيرة العرب»، الكتاب من الحجم المتوسط بعدد (128) صفحة، يحكي قصة عدد أحد عشر رحالة بريطانيًا قاموا برحلات إلى جزيرة العرب، بدأً من الكابتن «سادلير» الذي وصف زيارته إلى «منفوحة» ودورها المبنية من الطين والحجارة وعدد عوائلها والمسافة بينها وبين الرياض، وانتهاءً بالرحالة «ثيسيجر» الذي أشتهر بين بدو الجزيرة باسم «مبارك ابن لندن»؛ والذي تحدث في مواضيع كثيرة عن رفاق رحلته من البدو: محمد وابن قبينة وصدر وصالح وعمير وابن غبيشة وكتب عن ابن غبيشة.. في انطباعات غلفتها لمسات إنسانية استلهمت رومانسية الصحراء.. وأكد «ثيسيجر» أن جميع البدو يقصدون بكلمة «الرمال» أنها تعني الربع الخالي.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض