كتاب

الإدارة بالمشاركة

لا نحصل على أفضل النتائج إلا بعد التجارب التي تؤكد النجاح، ولعل الإدارة بالمشاركة تحظى باهتمام الكثير من المفكرين والمتخصصين والقياديين وبعض المديرين، باعتبارها من أهم الأساليب التي تساهم في تطوير المنظمات وضمان استمرارها وتقدُّمها، وتعتبر الإدارة اليابانية من الإدارات السبَّاقة والداعمة للعمل بمبدأ الإدارة بالمشاركة، والمساهمة في تشجيع العمال على الالتزام بتنفيذ مختلف قواعد وقوانين التنظيم الداخلي للمؤسسات، الشيء الذي يُساهم في تحسين مستويات الأداء كماً ونوعاً، وساهم في تطوُّرها وجعلها نموذجاً للإدارات الناجحة على المستوى العالمي.

دائماً ما يتكرر السؤال حول أفضل أنواع الإدارة اللازم تطبيقها للحصول على نتائج سريعة على أرض الواقع في المنظمات الإدارية، وفي مختلف القطاعات، ودائما ما أُجاوب على هذه التساؤلات بأن نموذج الإدارة بالمشاركة هو من أفضل وأسرع ما يُحقِّق الأهداف والنجاح في المنظمات، وذلك يعود لأسباب عديدة أهمها: إعطاء فريق العمل دوراً في صناعة القرار، لأن هم المعنيون في التنفيذ له، وهم أيضاً أدوات النجاح للقائد الإداري، وليس غير ذلك.


يقول الحق سبحانه وتعالى مخاطباً نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)، هذا النهج الإداري الذي نستمد منه نموذج الإدارة بالمشاركة قولاً وعملاً، وهو ما يؤكد لنا دائماً بأن المورد البشري هو سر النجاح لأي منظمة؛ مهما كانت شخصية القائد فيها، فالبشاشة والعفو والمشاورة والتوكل على الله، هي أدوات التعامل البشري الراقي الذي تستمد منه القوة لتحقيق الأهداف في جميع جوانب الحياة، وليس فقط في العمل.

الإدارة بالمشاركة، تخلق بيئة إيجابية ومحفزة وتصنع الانتماء، وتساهم أيضاً في رفع الروح المعنوية للعاملين وإشعارهم بأنهم جزء لا يتجزأ من المنظمة، وهم من أهم العناصر الفعالة، فمشاركتهم يتم الأخذ بها في كل صغيرة وكبيرة تخص أو تتعلق بطرائق تسيير المنظمة، بغض النظر عن مستوى الوظيفة التي يشغلونها، أو المستوى التعليمي أو الاجتماعي الذي يتميزون به، بل تعطى الفرصة لهم جميعاً للإدلاء والمشاركة بآرائهم مهما كانت بسيطة، لأن المورد البشري هو المحور الأساسي الذي تتحدد من خلاله مستقبل ووضعية المنظمة من ناحية التقدم أو التراجع في مسيرتها العملية.


لا يعني بالضرورة أن كل المنظمات التي تمارس نظام الإدارة بالمشاركة هي منظمات ديمقراطية، فليست أراء الجميع متساوية، ومن المحتمل أن لا تؤخذ جميع القرارات بالتصويت، والأكثر احتمالاً أن يكون لكل عضو الحق في محاولة التأثير على عملية صنع القرار، ولكن عندما يكون هذا القرار مؤثِّراً، على الأقل يصبح الموظفون داخل الجو التشاركي، ففي الإدارة بالمشاركة تقوم العلاقة بين الإدارة والموظف على مبدأ أساسه الثقة والاحترام المتبادل والمصارحة.

(الإدارة بالمشاركة لا تعني التنازل عن الحقوق والصلاحيات لقائد المنظمة).

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!