كتاب
الصحابي والرحيلي!!
تاريخ النشر: 22 فبراير 2023 23:14 KSA
إنّ بَعْثَ الخلائق بعد موتهم يكون في الآخرة وليس في الدنيا، لكن وعلى سبيل الافتراض، لو قُدِّر للصحابي عامر بن قيس أن يُبعث الآن لامتعض من تسمية أحد الشوارع في منطقة الرحيلي بمدينة جدّة باسمه، فما السبب يا تُرى؟!.
لقد صار شارعه الذي يزيد طوله عن الكيلومترين خير مثال للشوارع التي تختفي من خريطة الشوارع، فلا يمكن تسميته بشارع ولا ينتمي لفصيلة الشوارع، فكلّ الأسفلت الذي كان فيه باستثناء كِسَفاً قليلة قد كُشِطَ من مكانه جرّاء الأمطار القليلة التي هطلت عليه، كيف؟ لا أعلم، والذي أعلمه هو أنّ الأسفلت قد يتضرّر من الأمطار لكن بهكذا ضرر؟ مستحيل، ما لم يكن قد (فسدت) مواصفاته وبناؤه وتكلفته عمّا هو صالح بأعراف النزاهة والهندسة.
وحتّى التراب الذي بقي.. صار مليئاً بالحُفر والمطبّات والاعوجاجات والمرتفعات والمنخفضات، وكأنه تضاريس فيها أودية وجبال، وأدعو الله ألّا تسوق عليه امرأة حامل بسيّارتها إذ حتماً سيحدق بها خطر الإجهاض لجنينها الغافل والبريء.
والشارع بالمناسبة ليس هو الوحيد على الساحة التالفة، بل هناك عشرات الشوارع في منطقة الرحيلي، ممّا تعرّضت للتلف ولو على درجات، لكنّه الأسوأ على الإطلاق، ولهذا ركّزتُ عليه تركيزاً.. حلوة هذه الـ(تركيزا) أليس كذلك؟.
وحال الشارع يجرّني للحديث عن منطقة الرحيلي بشكل عام، إذ قد جمعت المتناقضات، فمن جهة لم يُقصِّر سُكّانُها فبنوا لأنفسهم فللاً رشيقة بعرق جبينهم أو بالقروض البنكية، ومن جهة أخرى حُرِمُوا من خدمات رشيقة بالمثل، فالشوارع سيئة.. يا قلب لا تحزن، وشبكة مياه الشُرْب غير مكتملة، وصهاريج المياه والمجاري بسائقيها الأجانب ما زالت تُرى بكثرة.. يا قلب لا تحزن، والمياه الجوفية تقتحم الفلل الرشيقة.. يا قلب لا تحزن، وتجارة التبغ والشيشة والمُعَسِّلات أكثر من تجارة الغذاء.. يا قلب لا تحزن، وهناك قصور شديد وواضح في كلّ الخدمات، فمتى قلوب سُكّانها ومن يمرّون عليها من السُيّاح دخولاً لجدّة أو خروجاً.. تفرح؟.
لا أعلم، وليصفح عنّي الصحابي الجليل لإقحامه في المقال، وليرقد في مضجعه آمِناً بحول الله إلى موعد البعث المحتوم، وأتمنّى إصلاح كلّ شارع شبيه بشارعه، وكلّ حيّ، وكلّ منطقة، ليس في جدّة وحدها بل في كلّ مُدننا، فهذا من المشروعات العاجلة والهامّة التي لا يُلام مسؤول إن منحها الأولوية المُطلقة.
لقد صار شارعه الذي يزيد طوله عن الكيلومترين خير مثال للشوارع التي تختفي من خريطة الشوارع، فلا يمكن تسميته بشارع ولا ينتمي لفصيلة الشوارع، فكلّ الأسفلت الذي كان فيه باستثناء كِسَفاً قليلة قد كُشِطَ من مكانه جرّاء الأمطار القليلة التي هطلت عليه، كيف؟ لا أعلم، والذي أعلمه هو أنّ الأسفلت قد يتضرّر من الأمطار لكن بهكذا ضرر؟ مستحيل، ما لم يكن قد (فسدت) مواصفاته وبناؤه وتكلفته عمّا هو صالح بأعراف النزاهة والهندسة.
وحتّى التراب الذي بقي.. صار مليئاً بالحُفر والمطبّات والاعوجاجات والمرتفعات والمنخفضات، وكأنه تضاريس فيها أودية وجبال، وأدعو الله ألّا تسوق عليه امرأة حامل بسيّارتها إذ حتماً سيحدق بها خطر الإجهاض لجنينها الغافل والبريء.
والشارع بالمناسبة ليس هو الوحيد على الساحة التالفة، بل هناك عشرات الشوارع في منطقة الرحيلي، ممّا تعرّضت للتلف ولو على درجات، لكنّه الأسوأ على الإطلاق، ولهذا ركّزتُ عليه تركيزاً.. حلوة هذه الـ(تركيزا) أليس كذلك؟.
وحال الشارع يجرّني للحديث عن منطقة الرحيلي بشكل عام، إذ قد جمعت المتناقضات، فمن جهة لم يُقصِّر سُكّانُها فبنوا لأنفسهم فللاً رشيقة بعرق جبينهم أو بالقروض البنكية، ومن جهة أخرى حُرِمُوا من خدمات رشيقة بالمثل، فالشوارع سيئة.. يا قلب لا تحزن، وشبكة مياه الشُرْب غير مكتملة، وصهاريج المياه والمجاري بسائقيها الأجانب ما زالت تُرى بكثرة.. يا قلب لا تحزن، والمياه الجوفية تقتحم الفلل الرشيقة.. يا قلب لا تحزن، وتجارة التبغ والشيشة والمُعَسِّلات أكثر من تجارة الغذاء.. يا قلب لا تحزن، وهناك قصور شديد وواضح في كلّ الخدمات، فمتى قلوب سُكّانها ومن يمرّون عليها من السُيّاح دخولاً لجدّة أو خروجاً.. تفرح؟.
لا أعلم، وليصفح عنّي الصحابي الجليل لإقحامه في المقال، وليرقد في مضجعه آمِناً بحول الله إلى موعد البعث المحتوم، وأتمنّى إصلاح كلّ شارع شبيه بشارعه، وكلّ حيّ، وكلّ منطقة، ليس في جدّة وحدها بل في كلّ مُدننا، فهذا من المشروعات العاجلة والهامّة التي لا يُلام مسؤول إن منحها الأولوية المُطلقة.