كتاب
ندامة الكسعي
تاريخ النشر: 05 مارس 2023 23:19 KSA
قصة الكسعي جرت مثلاً لكثير من الشعراء، منهم الفرزدق في بيت شعره الشهير عقب تطليقه لزوجته (نُوار) التي كان يحبها؛ فأنشد قائلاً:
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسعِيّ لما
غدت مِنّيِ مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وَكانَتْ جَنّتي، فَخَرَجْتُ منها
كآدم حِينَ لَجّ بِهِ الضِّرَارُ
ماهي قصة الكُسعي؟
يحكى أن «الكُسعي» كان يهوى صيد الظباء، فخطط لاقتناء قوس ما عرفت العرب مثل قوته ومرونته من قبل.. وكان أن حمل الكسعي فسيلة فتية من نبتة نفيسة سيكون للعود المستخرج من ساقها بعد حين شأن عظيم في صنع أقوى قوس وأمضى سهم.. مضى في الصحراء إلى أن عثر على شق عميق في صخرة صماء، فغمر ذلك الشق بالتراب وزرع فيه تلك الفسيلة وأخذ يرويها كل يوم.. وبعد شهور شب العود وبات جاهزاً للقطع ليصبح اسمه قوس «الكُسعي»، وبعد أن تم تجهيز القوس من ذلك العود بدأ الكُسعي أول رحلة للصيد.. غربت شمس ذلك اليوم وحل الظلام وهو يختبئ خلف جذع نخلة باسقة بانتظار الصيد، سمع وقع حوافر الظباء بالقرب منه وها هي أشباحها تتراقص أم ناظريه وأطلق سهمه الأول نحو واحد من الظباء، اصطدم السهم بالصخر، أطلق سهماً ثانياً ولم تصب الفريسة، حاول بالثالثة والنتيجة كانت هي ذاتها..
استسلم الكسعي للنوم من شدة الحسرة، استيقظ صباحاً وإذا بثلاثة ظباء صرعى على الأرض!! لقد اخترقت السهام بطون الظباء الثلاثة من جهة لتخرج من الجهة الثانية وترتطم بالصخر مما أوحى للكسعي بأن السهام أخطأت الظباء وأصابت الصخر.. ومن ندمه قام بتحطيم قوسه وأخذ يعض أصابعه ندمًا على سرعة حكمه على القوس دون تبصر وحكمة.. ومنذ ذلك الحين، يقول الأعراب: لقد ندم فلان ندامة الكسعي..
وقصة ندم الفرزدق كالتالي: اجتمع شعراء النقائض الثلاثة (جرير والفرزدق والأخطل) عند الخليفة عبدالملك بن مروان الذي أخرج كيساً به 1500 درهم وقال: أيكم يقول بيتًا يغلب فيه الآخرين فله الكيس، بدأ الفرزدق قائلا:
أنا القطران والشعراء جربى
وفي القطران للجرحى شفاءُ
ثم أنشد الأخطل:
فإن تك زقّ زاملةٍ فأنني
أنا الطاعون ليس له دواءُ
فقل جرير:
أنا الموت الذي أتى عليكم
فليس لهارب مني نجاةُ
فقال الخليفة: قد غلبكما جرير، فعز ذلك على الفرزدق أن يغلبه جرير فقال: يا أمير المؤمنين زوجتي طالق إن لم أغلبه هذه المرة؛ فنصحه الخليفة بأن يحتفظ بزوجته، إلا أنه أصر، فقال له الخليفة أنت وشأنك.. فقال الفرزدق:
إني أنا الموت الذي هو واقع بك
فأنظر كيف أنت مزاوله
فرد جرير:
أنا الدهر والدهر غالب
فجئني بمثل الدهر شيئاً يطاوله
فقال الخليفة قد غلبك ثانية يا فرزدق فماذا تقول؟ قال: أنفذ شرطي، فندم على طلاقها وقال بيت الشعر الشهير.
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسعِيّ لما
غدت مِنّيِ مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وَكانَتْ جَنّتي، فَخَرَجْتُ منها
كآدم حِينَ لَجّ بِهِ الضِّرَارُ
ماهي قصة الكُسعي؟
يحكى أن «الكُسعي» كان يهوى صيد الظباء، فخطط لاقتناء قوس ما عرفت العرب مثل قوته ومرونته من قبل.. وكان أن حمل الكسعي فسيلة فتية من نبتة نفيسة سيكون للعود المستخرج من ساقها بعد حين شأن عظيم في صنع أقوى قوس وأمضى سهم.. مضى في الصحراء إلى أن عثر على شق عميق في صخرة صماء، فغمر ذلك الشق بالتراب وزرع فيه تلك الفسيلة وأخذ يرويها كل يوم.. وبعد شهور شب العود وبات جاهزاً للقطع ليصبح اسمه قوس «الكُسعي»، وبعد أن تم تجهيز القوس من ذلك العود بدأ الكُسعي أول رحلة للصيد.. غربت شمس ذلك اليوم وحل الظلام وهو يختبئ خلف جذع نخلة باسقة بانتظار الصيد، سمع وقع حوافر الظباء بالقرب منه وها هي أشباحها تتراقص أم ناظريه وأطلق سهمه الأول نحو واحد من الظباء، اصطدم السهم بالصخر، أطلق سهماً ثانياً ولم تصب الفريسة، حاول بالثالثة والنتيجة كانت هي ذاتها..
استسلم الكسعي للنوم من شدة الحسرة، استيقظ صباحاً وإذا بثلاثة ظباء صرعى على الأرض!! لقد اخترقت السهام بطون الظباء الثلاثة من جهة لتخرج من الجهة الثانية وترتطم بالصخر مما أوحى للكسعي بأن السهام أخطأت الظباء وأصابت الصخر.. ومن ندمه قام بتحطيم قوسه وأخذ يعض أصابعه ندمًا على سرعة حكمه على القوس دون تبصر وحكمة.. ومنذ ذلك الحين، يقول الأعراب: لقد ندم فلان ندامة الكسعي..
وقصة ندم الفرزدق كالتالي: اجتمع شعراء النقائض الثلاثة (جرير والفرزدق والأخطل) عند الخليفة عبدالملك بن مروان الذي أخرج كيساً به 1500 درهم وقال: أيكم يقول بيتًا يغلب فيه الآخرين فله الكيس، بدأ الفرزدق قائلا:
أنا القطران والشعراء جربى
وفي القطران للجرحى شفاءُ
ثم أنشد الأخطل:
فإن تك زقّ زاملةٍ فأنني
أنا الطاعون ليس له دواءُ
فقل جرير:
أنا الموت الذي أتى عليكم
فليس لهارب مني نجاةُ
فقال الخليفة: قد غلبكما جرير، فعز ذلك على الفرزدق أن يغلبه جرير فقال: يا أمير المؤمنين زوجتي طالق إن لم أغلبه هذه المرة؛ فنصحه الخليفة بأن يحتفظ بزوجته، إلا أنه أصر، فقال له الخليفة أنت وشأنك.. فقال الفرزدق:
إني أنا الموت الذي هو واقع بك
فأنظر كيف أنت مزاوله
فرد جرير:
أنا الدهر والدهر غالب
فجئني بمثل الدهر شيئاً يطاوله
فقال الخليفة قد غلبك ثانية يا فرزدق فماذا تقول؟ قال: أنفذ شرطي، فندم على طلاقها وقال بيت الشعر الشهير.