كتاب
وي 2
تاريخ النشر: 14 مارس 2023 00:03 KSA
هي كلمة عربية فصحى بمعنى التعجب، وتستخدم في اللهجة العامية في الحجاز بنفس المعنى.. وموضعنا اليوم يتطرق لغرائب تزامن أو مصادفات بعض الاكتشافات المهمة التي كان لها التأثير الكبير على عالمنا.. وفي بعض الأحيان يصعب علينا أن نتقبَّل أن يكون توارد تلك الأفكار أو الاكتشافات بالصدفة.. سأبدأ من عالم الطيران، ففي عام 1930 قام ضابط القوات الملكية البريطانية «فرانك ويتل» بتقديم فكرة المحرك النفاث كبديل للمحرك المكبسي المروحي.. وبالرغم أن المحرك كان أبسط من المحركات الموجودة آنذاك، لم تنل الفكرة على استحسان الجهات المعنية في القطاعين الخاص والعام في إنجلترا.. ولكن بعدها بسنوات قليلة قام المهندس الألماني «هانز فان أوهين» بتقديم فكرة المحرك النفاث في ألمانيا، وبدأ عام 1939 بتصنيعه بشكل كبير من قبل شركة «هينكل».. وهنا جاءت الصحوة الإنجليزية، فتبنَّت شركة رولز رويس الفكرة، وتم تطبيقها على مجموعة طائرات عسكرية وأهمها «الجلوستر متيور» عام 1944. وللعلم فكانت براءة اختراع المحرك النفاث موثقة أيضاً من المخترع الإيطالي «سيكوندو كامبيني» عام 1940. وهناك المزيد من القصص من عالم الطيران، ففي عام 1969 قامت بريطانيا وفرنسا بإنتاج طائرة «الكونكورد» المدنية الفريدة؛ التي كانت تطير بسرعة تُعادل ضعف سرعة الصوت.. وكانت أمريكا تسعى لمنافستها بإنتاج طائرة البوينج 2707 التجارية الأسرع من الصوت، ولكنها لم تنجح. وتفاجأ العالم بظهور طائرة «التوبولوف 144» المدنية الروسية التي طارت بنفس أداء طائرة الكونكورد في نفس الفترة. ولكن الأغرب من الأداء كان شكلها، فكانت عبارة عن نسخة من الطائرة البريطانية الفرنسية.. وأطلق رُوَّاد قطاع الطيران اسم «كونكوردسكى» بسبب التشابه الكبير مع الكونكورد.
وفي عالم الفضاء أيضاً نجد التشابه الغريب، فبعدما طار المكوك الفضائي «كولومبيا» لأول مرة بتاريخ 1981 ظهر المكوك السوفيتي باسم «بوران» عام 1985، وكان يُشبه المكوك الأمريكي لدرجة أنه من الصعب التفرقة بينهما، بالرغم أن الروسي كان أكبر حجما، وكان يعتمد على القيادة الآلية بالكامل بدون رواد فضاء، وقد طار مرة واحدة فقط، ثم دمّر في حادثة غريبة على الأرض عام 2002.
وموضوعنا لا يقتصر على عالم الطيران فحسب، ففي عالم الرياضيات نجد التزامن الغريب عندما اخترع العالم الإنجليزي «اسحق نيوتن» علم التفاضل والتكامل عام 1670، ثم قدَّم بعده العالم الألماني «وليام ليبنتز» نفس العلم عام 1684. وفي عالم العلوم قدم العالم الإيطالي الفذ «جاليليو» مبدأ سقوط الأجسام ذات الكتل المختلفة بنفس التسارع عام 1588، وقدم نفس المبدأ العالم الهولندي «سيمون ستيفين» عام 1586.. والقائمة طويلة ومحيّرة في العديد من المجالات. فضلا أنظر في تعدُّد الفائزين بجوائز نوبل في نفس المواضيع عبر السنين.
أكيد أن بعض ما جاء أعلاه كان بالصدفة، أو بسبب تراكم التحديات التي تطلَّبت بعض من الحلول المتشابهة في ظل الأفكار السائدة في العصور المختلفة.. ولكن بعضها كان أيضاً عبارة عن سرقات، وخصوصاً في ظل تطور الجاسوسية التجارية التي تنمو بطرق لا يعلم بها إلا الله.
* أمنيـــــــة:
سبحان الله أن سرعة انتشار الأفكار اليوم تتنامى بوتيرة تفوق الخيال، وأكيد أنها ستزيد من حدة «الفراخة» في طمس الأفكار، ونسب النجاح إلى بعض من لا يستحقه.
أتمنى أن يتم تقويم وتصحيح سلب الحقوق الفكرية بعدلٍ وحكمة بما يرضى الله عز وجل، وهو من وراء القصد.
وفي عالم الفضاء أيضاً نجد التشابه الغريب، فبعدما طار المكوك الفضائي «كولومبيا» لأول مرة بتاريخ 1981 ظهر المكوك السوفيتي باسم «بوران» عام 1985، وكان يُشبه المكوك الأمريكي لدرجة أنه من الصعب التفرقة بينهما، بالرغم أن الروسي كان أكبر حجما، وكان يعتمد على القيادة الآلية بالكامل بدون رواد فضاء، وقد طار مرة واحدة فقط، ثم دمّر في حادثة غريبة على الأرض عام 2002.
وموضوعنا لا يقتصر على عالم الطيران فحسب، ففي عالم الرياضيات نجد التزامن الغريب عندما اخترع العالم الإنجليزي «اسحق نيوتن» علم التفاضل والتكامل عام 1670، ثم قدَّم بعده العالم الألماني «وليام ليبنتز» نفس العلم عام 1684. وفي عالم العلوم قدم العالم الإيطالي الفذ «جاليليو» مبدأ سقوط الأجسام ذات الكتل المختلفة بنفس التسارع عام 1588، وقدم نفس المبدأ العالم الهولندي «سيمون ستيفين» عام 1586.. والقائمة طويلة ومحيّرة في العديد من المجالات. فضلا أنظر في تعدُّد الفائزين بجوائز نوبل في نفس المواضيع عبر السنين.
أكيد أن بعض ما جاء أعلاه كان بالصدفة، أو بسبب تراكم التحديات التي تطلَّبت بعض من الحلول المتشابهة في ظل الأفكار السائدة في العصور المختلفة.. ولكن بعضها كان أيضاً عبارة عن سرقات، وخصوصاً في ظل تطور الجاسوسية التجارية التي تنمو بطرق لا يعلم بها إلا الله.
* أمنيـــــــة:
سبحان الله أن سرعة انتشار الأفكار اليوم تتنامى بوتيرة تفوق الخيال، وأكيد أنها ستزيد من حدة «الفراخة» في طمس الأفكار، ونسب النجاح إلى بعض من لا يستحقه.
أتمنى أن يتم تقويم وتصحيح سلب الحقوق الفكرية بعدلٍ وحكمة بما يرضى الله عز وجل، وهو من وراء القصد.