كتاب
الانتماءات الضيقة.. معاول هدم في جسد الوطن
تاريخ النشر: 21 مارس 2023 22:53 KSA
الانتماء يُقصد به الانتساب أو الانضمام إلى جهة أو مذهب أو حزب وغيرها؛ نتيجةَ قواطع مشتركة استدعت هذا الانتماء. والسؤال: هل الانتماء مذموم على إطلاقه؟، الانتماء ليس مذمومًا على إطلاقه متى ما كان لا يتعارض مع المصالح العليا للوطن، وما دام لا يؤثر سلبيًّا على المكوِّن الأساس الذي تقوم به الكلمة وتأتلف عليه القلوب وتقوى به الشوكة. لكن الحاصل اليوم أن الانتماءات أخذت بُعدًا آخر ونحتْ منحًى مغايرًا لا يصب في المصلحة العامة، دينيةً كانت أو وطنية أو اجتماعية وخلافها؛ ذلك أن هذه الانتماءات بدأت تتحول من الفضاءات الواسعة إلى الدوائر الضيقة، ومن المصالح العامة إلى المصالح الخاصة، لذلك يغدو الحديث عن هذه الانتماءات الضيقة جديرًا بالطرح؛ للفت الانتباه إليها والعمل على تهذيبها، وجعلها تسير في مسارها الأنقى الذي تخدم مخرجاتُه «اللُّحمةَ الوطنية»، وتعمل على تقوية الروابط بين أبناء الوطن الواحد. الانتماءات الضيقة لها أكثر من وجه ولها أكثر من ممارسة، ومن هذه الانتماءات الضيقة؛ ترك فضاء الإسلام الواسع، والمنهج النبوي الشامل، والتقوقع في ضيق المذهب أو الحزب أو الجماعة، ولا يعني هذا أن الانتماء للمذهب أمر غير مباح؛ وإنما يعني أن إلزام الفرد نفسه بمقتضيات المذهب بحيث لا يحيد عنها وكأنها هي الإسلام بكماله؛ أمر فيه تضييق على النفس، خصوصًا والمذاهب الإسلامية ما هي إلا اجتهادات فردية لا تُقارن بسعة الإسلام، ويزداد الانتماء تضييقًا حينما يرهن الفرد نفسه لجماعة صغرى، ربما أن لها أهدافها البعيدة عن قِيم الإسلام وغاياته، ومعلوم ما للانتماء لهذه الجماعات من انعكاسات سلبية على الفرد والوطن.
من الانتماءات الضيقة انتماء البعض المبالغ فيه للقبيلة والتحزب والتعنصر لها على حساب الوطن الكبير، ومعلوم أن القبيلة هي مجرد لبنة من لبنات الوطن، وحين يكون الانحياز لها على حساب الوطن، فهذا يمثل نقبًا في جدار الوحدة الوطنية، ويمثل التفافًا على قيم المواطنة وحق الوطن، وعليه فمهما علت القبيلة ومهما كانت سيرتها -مع أن المبالغات ملازمة لسِيَر القبائل- إلا أنه ينبغي ألا تتجاوز قدرها ومكانها، وينبغي للفرد أن يكون انتماؤه لوطنه، وتبقى القبيلة مجرد تعريف بالفرد، ولا يمكن أن تقوم مقام الوطن. من
الانتماءات الضيقة رهن بعض المثقفين أنفسهم لتيارات وأحزاب -داخلية أو خارجية- ذات نظرة قاصرة ووعي ضيق، وتركهم الفضاء الثقافي الواسع الذي يمتلك وعيا شاملا وغايات نبيلة ترقى بثقافة الفرد، وتسمو بتفكيره وسلوكه، وهو ما انعكس على المشهد الثقافي الذي شهد أخيراً سيلا من التراشقات والملاسنات؛ التي تعكس هشاشة تلك التيارات، وغياب قيمها. ومن الانتماءات الضيقة كذلك ما تفشى أخيرًا في الأوساط الرياضية، حينما طغت ألوان الأندية على لون المنتخب، وصار بعض الكُتاب والمحللين الرياضيين، بل والإداريين الرياضيين في مواقع المسؤولية، لا يُشغِل أقلامهم وألسنتهم وأذهانهم إلا المصالح الضيقة لأنديتهم، أما المنتخب فلم تعد له الأولوية، وهذا التأجيج للانتماء للأندية بدوره انعكس على اللاعبين أنفسهم؛ الذين لم يعد الانضمام للمنتخب مغريًا لهم كما كان لأسلافهم، ولم يعد عطاؤهم بقميص المنتخب مميزًا كما هو لأنديتهم. وعليه فهذه النماذج من الانتماءات الضيقة -وغيرها- ينبغي تداركها والتنبيه على خطرها، وبيان أنها تمثل معاول هدم في جسد الوطن، وخطرًا على الوحدة الوطنية.بوح:
رمضانُ هلَّ.. فهلَّتِ الأنوارُوتهلَّلتْ بقُدُومِهِ الأمْصَارُرباهُ فاقْبَلْ مِن عبادِكَ سعيَهُمْفَلَأَنتَ.. عَفْوٌ هاطِلٌ مِدْرَارُ#محسن تنويه: ألتقيكم -بإذن الله- أواخر شهر شوال القادم.
من الانتماءات الضيقة انتماء البعض المبالغ فيه للقبيلة والتحزب والتعنصر لها على حساب الوطن الكبير، ومعلوم أن القبيلة هي مجرد لبنة من لبنات الوطن، وحين يكون الانحياز لها على حساب الوطن، فهذا يمثل نقبًا في جدار الوحدة الوطنية، ويمثل التفافًا على قيم المواطنة وحق الوطن، وعليه فمهما علت القبيلة ومهما كانت سيرتها -مع أن المبالغات ملازمة لسِيَر القبائل- إلا أنه ينبغي ألا تتجاوز قدرها ومكانها، وينبغي للفرد أن يكون انتماؤه لوطنه، وتبقى القبيلة مجرد تعريف بالفرد، ولا يمكن أن تقوم مقام الوطن. من
الانتماءات الضيقة رهن بعض المثقفين أنفسهم لتيارات وأحزاب -داخلية أو خارجية- ذات نظرة قاصرة ووعي ضيق، وتركهم الفضاء الثقافي الواسع الذي يمتلك وعيا شاملا وغايات نبيلة ترقى بثقافة الفرد، وتسمو بتفكيره وسلوكه، وهو ما انعكس على المشهد الثقافي الذي شهد أخيراً سيلا من التراشقات والملاسنات؛ التي تعكس هشاشة تلك التيارات، وغياب قيمها. ومن الانتماءات الضيقة كذلك ما تفشى أخيرًا في الأوساط الرياضية، حينما طغت ألوان الأندية على لون المنتخب، وصار بعض الكُتاب والمحللين الرياضيين، بل والإداريين الرياضيين في مواقع المسؤولية، لا يُشغِل أقلامهم وألسنتهم وأذهانهم إلا المصالح الضيقة لأنديتهم، أما المنتخب فلم تعد له الأولوية، وهذا التأجيج للانتماء للأندية بدوره انعكس على اللاعبين أنفسهم؛ الذين لم يعد الانضمام للمنتخب مغريًا لهم كما كان لأسلافهم، ولم يعد عطاؤهم بقميص المنتخب مميزًا كما هو لأنديتهم. وعليه فهذه النماذج من الانتماءات الضيقة -وغيرها- ينبغي تداركها والتنبيه على خطرها، وبيان أنها تمثل معاول هدم في جسد الوطن، وخطرًا على الوحدة الوطنية.بوح:
رمضانُ هلَّ.. فهلَّتِ الأنوارُوتهلَّلتْ بقُدُومِهِ الأمْصَارُرباهُ فاقْبَلْ مِن عبادِكَ سعيَهُمْفَلَأَنتَ.. عَفْوٌ هاطِلٌ مِدْرَارُ#محسن تنويه: ألتقيكم -بإذن الله- أواخر شهر شوال القادم.