كتاب

لو كنتَ مكاني لأشفقتَ على نزار قباني!

كنت بصدد البحث عن أبيات «محلّقة» لحلقة «#ياهلا_بالعرفج» الأربعائية في الثامنة مساءً على قناة «روتانا خليجية»، وحين وقع الاختيار على الأبيات المحددة، وطالها نصيبها من الحذف أو التهذيب، لم ألاحظ أن الأمر تطور -بقدرة قادر- إلى مقال لم أستطع التوقف عن إتمامه، فلم تكن بدايته معلومة لأعرف إلى أين سيذهب؟ أو في أي محطة سيقف؟ أو الوجهة التي سينتهي إليها؟!

والضحية الافتراضية أو التجربة العبثية لهذا التحول كان نزار قباني -الله يرحمه إن شاء الله-، بجريرة الأبيات التي يقول فيها:


إني كمصباح الطريق.. صديقي

أبكي.. ولا أحد يرى دمعاتي..والحب.. أصبح كله متشابها


كتشابه الأوراق في الغابات..

أنا عاجز عن عشق أية نملة

أو غيمة.. عن عشقِ أي حصاة(مارست ألف عباد وعبادة

فوجدت أفضلها عبادة ذاتي)

أعترف أنني حذفت البيت الثاني:

الـ.ِ... كان مسكنًا جربته

لم ينهِ أحزاني ولا أزماتي

لأن الميت -حتى قباني- له حرمة، وكل الشهوات والأمراض النفسية والعضوية تفنى مع الجسد الفاني!

أما البيت الأخير فربما تُسعفه «وقاحة المجاز» حين تُركّز على النرجسية الشاعرية المفرطة في الشطر الثاني من قول الشاعر:

مارست ألف عبادة وعبادة

فوجدت أفضلها عبادة ذاتي

حسناً: لماذا لا نمارس نحن أيضاً التزوير كما حدث في ديوان «طفولة النهد» الذي اضطرب الناشر إلى تغيير اسمه إلى «طفولة نهر» حين انفجر كالنهر في وجه رجل كبير، ليبدو منظره «البايخ» كقابلة بكّاشة (أي داية حلنْقية) تحلف لكل زوار عنبر الولادة بأن المولود يُشبهه «الخالق الناطق» لتقبض من الجميع «الحلاوة» أو «الإكرامية» أو «البقشيش».

* التزوير الأول:

يمكن أن نقول:

مارست الف كتابة وكتابة

فوجدت أفضلها كتابة ذاتي* التزوير الثاني:

يمكن أن نقول فيه:

الشعر كان مسكنا جربته

لم ينهِ أحزاني ولا أزماتي

أرأيت -يا صديقي- مبرراً أخلاقياً أكثر وجاهة من احتساب الأجر في كفّ الأذى والشتم عن صاحب الحرمة «الميت» الذي ترك لنا الدنيا ورحل، ثم إن التزوير كان طفيفاً، حيث اقتصر على كلمتي «كتابة وشعر»، في إطار «النسق الشعري» -رغماً عن أرنبة أنف القراء والقارئات-!

حسناً، هل بقي شيء؟ هل ما خفي أعظم؟

أعظم ما خفي على القارئ في لعبة هذه «المقالة» أن الكاتب حين مارس التزوير الثقافي الذي أمامه أقدم على ذلك مع سبق الإصرار والترصّد، ليضعه أمام ثلاثة خيارات: إما أن يكون شاهد زور، أو يُصبح شريكاً في الجرم، أو محرضاً عليهما.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح