كتاب
سعيدون وحزينون في العيد!!
تاريخ النشر: 16 أبريل 2023 23:45 KSA
عمّا قريب سوف ننشغل بقدوم العيد، وسوف نتحرّى هلاله، كما قال ابن الرومي:
ولمّا انقضى شهـرُ الصيام بفضلهِ
تجلّى هلالُ العيدِ من جانبِ الغربِ
كحاجـبِ شيخٍ شابَ من طُولِ عُمْرِه
يشيرُ لنا بالرمز للأكْلِ والشُّرْبِ
ومن النّاس من سوف يُسعدُ بالعيد ويُرحّب به كما قال ابن المعتزّ:
أهلاً بفِطْرٍ قد أضاء هـلالُه
فالآنَ فاغْدُ على الصِّحاب وبَكِّرِ
وانظرْ إليه كزورقٍ من فِضَّةٍ
قد أثقلتْهُ حمولةٌ من عَنْبَرِ
ومنهم من أصابه الحزن قبل العيد، وكما خرج بالحزن من قبله دخل به إليه، وهذا ليس من باب التشاؤم بل هو الواقع المٌعاش، إذ هناك الكثير ممّن وقعوا بين هذه المشاعر المُضادّة في العيد.
فهناك المرضى الذين اُبْتُلِيوا بالأسقام المختلفة، العادية منها والخطيرة، وربّما يقضون أيّام العيد في المستشفيات مُضطجعين على الأسِرّة البيضاء، يتناولون الأدوية والعلاجات الكيماوية بدلاً من حلوى ولحوم ومشروبات مناسبات العيد.
وهناك المدينين الذين ربّما يقضون العيد خلف قضبان السجون عقوبةً لتخلّفهم عن سداد الديون، أو أوقِفَت خدماتهم، فتتجافى جنوبهم عن النوم من كثرة التفكير.
وهناك الفقراء وذوي الدخل القليل الذين لم يقدروا على شراء ملابس جديدة ولو لأطفالهم فضلاً عن الذهاب أو إقامة احتفالات العيد ولهوه وترفيهه التي مفتاحها هو المال ولا شيء غير المال.
وهناك المتنازعين على أوساخ الدنيا من الأقارب، والأرحام، والزملاء، والأصدقاء الأعدقاء، الذين استوطنت الخلافات بينهم وصعُبَ الإصلاح بينهم، فصار العيد مرحلة زمنية عابرة في حياتهم وليس مرحلة نوعية تتغيّر فيها الحياة للأفضل والأسعد بالاشتراك مع الأقربين.
وقد يقول هؤلاء الحزينون كما قال أبو فراس الحمداني:
يا عيدُ ما عُدْتَ بمحبوبِ
على مُعَنّى القلب مكروبِ
يا عيدُ قد عُدْتَ على ناظِرٍ
عن كُلِّ حُسْنٍ فيك محجوبِ
أمّا أنا فعليّ التزام إنساني أن أهنّئ أولئك السعيدين في العيد، وهؤلاء الحزينين فيه، على حدٍّ سواء، راجياً استمرار السعادة للسعيدين، وانحسار الحزن عن الحزينين، وكلّ عام والجميع والوطن بألف خير.
ولمّا انقضى شهـرُ الصيام بفضلهِ
تجلّى هلالُ العيدِ من جانبِ الغربِ
كحاجـبِ شيخٍ شابَ من طُولِ عُمْرِه
يشيرُ لنا بالرمز للأكْلِ والشُّرْبِ
ومن النّاس من سوف يُسعدُ بالعيد ويُرحّب به كما قال ابن المعتزّ:
أهلاً بفِطْرٍ قد أضاء هـلالُه
فالآنَ فاغْدُ على الصِّحاب وبَكِّرِ
وانظرْ إليه كزورقٍ من فِضَّةٍ
قد أثقلتْهُ حمولةٌ من عَنْبَرِ
ومنهم من أصابه الحزن قبل العيد، وكما خرج بالحزن من قبله دخل به إليه، وهذا ليس من باب التشاؤم بل هو الواقع المٌعاش، إذ هناك الكثير ممّن وقعوا بين هذه المشاعر المُضادّة في العيد.
فهناك المرضى الذين اُبْتُلِيوا بالأسقام المختلفة، العادية منها والخطيرة، وربّما يقضون أيّام العيد في المستشفيات مُضطجعين على الأسِرّة البيضاء، يتناولون الأدوية والعلاجات الكيماوية بدلاً من حلوى ولحوم ومشروبات مناسبات العيد.
وهناك المدينين الذين ربّما يقضون العيد خلف قضبان السجون عقوبةً لتخلّفهم عن سداد الديون، أو أوقِفَت خدماتهم، فتتجافى جنوبهم عن النوم من كثرة التفكير.
وهناك الفقراء وذوي الدخل القليل الذين لم يقدروا على شراء ملابس جديدة ولو لأطفالهم فضلاً عن الذهاب أو إقامة احتفالات العيد ولهوه وترفيهه التي مفتاحها هو المال ولا شيء غير المال.
وهناك المتنازعين على أوساخ الدنيا من الأقارب، والأرحام، والزملاء، والأصدقاء الأعدقاء، الذين استوطنت الخلافات بينهم وصعُبَ الإصلاح بينهم، فصار العيد مرحلة زمنية عابرة في حياتهم وليس مرحلة نوعية تتغيّر فيها الحياة للأفضل والأسعد بالاشتراك مع الأقربين.
وقد يقول هؤلاء الحزينون كما قال أبو فراس الحمداني:
يا عيدُ ما عُدْتَ بمحبوبِ
على مُعَنّى القلب مكروبِ
يا عيدُ قد عُدْتَ على ناظِرٍ
عن كُلِّ حُسْنٍ فيك محجوبِ
أمّا أنا فعليّ التزام إنساني أن أهنّئ أولئك السعيدين في العيد، وهؤلاء الحزينين فيه، على حدٍّ سواء، راجياً استمرار السعادة للسعيدين، وانحسار الحزن عن الحزينين، وكلّ عام والجميع والوطن بألف خير.