كتاب
ذهبوا مع الذهب
تاريخ النشر: 27 أبريل 2023 22:41 KSA
ما أشبه اليوم بالبارحة، فما يجري اليوم في البلد الشقيق السودان من اقتتال يعيد الذاكرة إلى آخر أيام السلطنة العثمانية والحوار المتوتر والعصبي بين إنجلترا والدولة العثمانية، وبين اليهود والدولة العثمانية، لم ييأس تيودور هرتزل من أن يقابل السلطان عبدالحميد الثاني سلطان المسلمين في ذاك الوقت، عارضاً عليه عرضاً عجيباً.
يقول تيودور هرتزل في مذكراته: أنه ذهب بنفسه إلى السلطان عبدالحميد الثاني وحاول مرة وثانية وثالثة أن يقابله، حتى نجح في الآخر في مقابلته وفيها عرض تقديم مئة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبية رشوة خاصة للسلطان عبدالحميد الثاني، والعرض الثاني سداد جميع ديون الدولة العثمانية البالغة ثلاثة وثلاثين مليون ليرة إنجليزية ذهبية والعرض الثالث بناء أسطول لحماية الإمبراطورية العثمانية بتكاليف قدرها مئة وعشرون مليون فرنك ذهبي.. والعرض الرابع: تقديم قرض بخمسة وثلاثين مليون ليرة ذهبية دون فوائد لإنعاش مالية الدولة.. والعرض الخامس: بناء جامعة عثمانية إسلامية في القدس.. والعرض السادس: تهدئة الأوضاع في الغرب حول قضية اضطهاد العثمانيين للأرمن والتي أثيرت في فرنسا وإنجلترا، -فرنسا وإنجلترا ادعتا أن الدولة العثمانية اضطهدت الأرمن، والحق أن الأرمن النصارى ثاروا على الدولة العثمانية التي تملك تلك البلاد في ذلك الوقت-، لكن أشيع في فرنسا وإنجلترا أن الدولة العثمانية تضطهد الأرمن؛ حتى يكون هذا ذريعة لدخول الجيوش الإنجليزية والفرنسية لاحتلال الدولة العثمانية بهدف الدفاع عن الأرمن النصارى، فعرض تيودور هرتزل على السلطان أنه سيهدئ قضية الأرمن في إنجلترا وفرنسا وأنه على ذلك قادر.
ستة عروض ضخمة يسيل لها لعاب أي حاكم من حكام الأرض في ذلك الوقت، نظر السلطان عبدالحميد من أعلى إلى كل هذه العروض وقال: على تيودور هرتزل ألا يتقدم خطوة واحدة أخرى في هذا الشأن، لا أستطيع بيع بوصة واحدة من البلد؛ لأنه ليس ملكي بل ملك شعبي، لقد أوجد هذه الإمبراطورية وغذاها بدمه، وسنغطيها مرة أخرى بدمائنا قبل أن نسمح بتمزيقها، يستطيع اليهود أن يوفروا ملايينهم حين تقسم الإمبراطورية، قد يأخذون فلسطين مقابل لا شيء، لكن لن تقسم إلا على جثثنا؛ لأنني لن أسمح أبداً بتشريحنا ونحن أحياء.
عندها فقد الصهيوني هرتزل الأمل في تمرير مخطط هجرة اليهود إلى فلسطين واقامة دولة يهودية فوق فلسطين عمد إلى القضاء على السلطنة بحرمانها من ممتلكاتها خارج الأناضول وفتح أبواب المشرق لبريطانيا العظمى وفرنسا لتقاسم العالم العربي أراضيها فإن نصيب بريطانيا فلسطين وشرق الأردن والعراق ومصر والسودان وفرنسا سورية ولبنان الأمر الذي أتاح لليهود الهجرة إلى فلسطين وبناء المستعمرات وإجبار غالبية الفلسطينيين الرحيل إلى دول الجوار بالترغيب والترهيب وشن حروب عربية يهودية كانت الغلبة لليهود المتفوقين عدة وآخرها حرب يونية 1967 التي احتلت الدولة اليهودية كامل التراب الفلسطيني بما فيها القدس ثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.
اليوم دارت الدائرة على السودان، البلد العربي الشقيق بوابة أفريقيا على أوروبا، الغنية بالثروات الطبيعية وأهمها الذهب والالماس والبلاتين ومعادن عديدة يسيل للحصول عليها لعاب القوى الكبرى المتقاسمة فيما بينها ثروات العالم، عدا عن كونها سلة غذاء عالمية تماثل أوكرانيا في ثرواتها الطبيعية.
يقول تيودور هرتزل في مذكراته: أنه ذهب بنفسه إلى السلطان عبدالحميد الثاني وحاول مرة وثانية وثالثة أن يقابله، حتى نجح في الآخر في مقابلته وفيها عرض تقديم مئة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبية رشوة خاصة للسلطان عبدالحميد الثاني، والعرض الثاني سداد جميع ديون الدولة العثمانية البالغة ثلاثة وثلاثين مليون ليرة إنجليزية ذهبية والعرض الثالث بناء أسطول لحماية الإمبراطورية العثمانية بتكاليف قدرها مئة وعشرون مليون فرنك ذهبي.. والعرض الرابع: تقديم قرض بخمسة وثلاثين مليون ليرة ذهبية دون فوائد لإنعاش مالية الدولة.. والعرض الخامس: بناء جامعة عثمانية إسلامية في القدس.. والعرض السادس: تهدئة الأوضاع في الغرب حول قضية اضطهاد العثمانيين للأرمن والتي أثيرت في فرنسا وإنجلترا، -فرنسا وإنجلترا ادعتا أن الدولة العثمانية اضطهدت الأرمن، والحق أن الأرمن النصارى ثاروا على الدولة العثمانية التي تملك تلك البلاد في ذلك الوقت-، لكن أشيع في فرنسا وإنجلترا أن الدولة العثمانية تضطهد الأرمن؛ حتى يكون هذا ذريعة لدخول الجيوش الإنجليزية والفرنسية لاحتلال الدولة العثمانية بهدف الدفاع عن الأرمن النصارى، فعرض تيودور هرتزل على السلطان أنه سيهدئ قضية الأرمن في إنجلترا وفرنسا وأنه على ذلك قادر.
ستة عروض ضخمة يسيل لها لعاب أي حاكم من حكام الأرض في ذلك الوقت، نظر السلطان عبدالحميد من أعلى إلى كل هذه العروض وقال: على تيودور هرتزل ألا يتقدم خطوة واحدة أخرى في هذا الشأن، لا أستطيع بيع بوصة واحدة من البلد؛ لأنه ليس ملكي بل ملك شعبي، لقد أوجد هذه الإمبراطورية وغذاها بدمه، وسنغطيها مرة أخرى بدمائنا قبل أن نسمح بتمزيقها، يستطيع اليهود أن يوفروا ملايينهم حين تقسم الإمبراطورية، قد يأخذون فلسطين مقابل لا شيء، لكن لن تقسم إلا على جثثنا؛ لأنني لن أسمح أبداً بتشريحنا ونحن أحياء.
عندها فقد الصهيوني هرتزل الأمل في تمرير مخطط هجرة اليهود إلى فلسطين واقامة دولة يهودية فوق فلسطين عمد إلى القضاء على السلطنة بحرمانها من ممتلكاتها خارج الأناضول وفتح أبواب المشرق لبريطانيا العظمى وفرنسا لتقاسم العالم العربي أراضيها فإن نصيب بريطانيا فلسطين وشرق الأردن والعراق ومصر والسودان وفرنسا سورية ولبنان الأمر الذي أتاح لليهود الهجرة إلى فلسطين وبناء المستعمرات وإجبار غالبية الفلسطينيين الرحيل إلى دول الجوار بالترغيب والترهيب وشن حروب عربية يهودية كانت الغلبة لليهود المتفوقين عدة وآخرها حرب يونية 1967 التي احتلت الدولة اليهودية كامل التراب الفلسطيني بما فيها القدس ثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.
اليوم دارت الدائرة على السودان، البلد العربي الشقيق بوابة أفريقيا على أوروبا، الغنية بالثروات الطبيعية وأهمها الذهب والالماس والبلاتين ومعادن عديدة يسيل للحصول عليها لعاب القوى الكبرى المتقاسمة فيما بينها ثروات العالم، عدا عن كونها سلة غذاء عالمية تماثل أوكرانيا في ثرواتها الطبيعية.