كتاب

جمعية مراكز الأحياء.. الريادة والتطوير المطلوب

‏جمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة هي حلم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله، وإحدى المبادرات الداعمة لبرنامج صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة (بناء الإنسان وتنمية المكان) وقبل أكثر من عقد من الزمان، حيث يعمل سموه على تطويرها؛ لتحقيق التواصل الاجتماعي وتقوية العلاقات الأخوية بين أفراد الحي، وتوظيف طاقاتهم بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع؛ من خلال أهداف سامية من أهمها: نشر الوعي والأخلاق الفاضلة، والمساهمة في البناء الأسري، والحد من المشكلات الاجتماعية، وكذلك تعظيم البلد الحرام بين أفراد المجتمع وقاصدي البيت الحرام، واستثمار أوقات الشباب بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع. بل تقوم الجمعية بالتنسيق مع الجهات الخيرية وإمارة منطقة مكة المكرمة بالدعم المالي والعيني للمحتاجين، وكذلك هناك مبادرات لتكريم الحجاج والمعتمرين، وقد برهنت الجمعية من خلال مراكز الأحياء على نجاحها في تحقيق تلك الأهداف، وليس أدل على ذلك من فوزها (بجائزة مكة للتميز) في فرع التميز الاجتماعي، نظير جهودها وتعاونها مع الجهات المعنية، لمواجهة جائحة كورونا، ودعم المتضررين بالسلال الغذائية.

وهناك في الجمعية تسع مراكز رئيسية وأخرى فرعية، كما أن هناك 40 فرقة تطوعية تدعم المراكز، وقد بلغت الساعات التطوعية أكثر من 1.477.959 ساعة تطوعية، ويعمل بها أكثر من 18,781 متطوعاً في المجالات الصحية والاجتماعية والإغاثية.


وحقيقةً، أجد أن نشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع هو أكثر الأهداف تطبيقاً، حيث تتنافس المراكز في عمل اللقاءات والمحاضرات التوعوية من خلال الزوم، وموضوعات علمية وثقافية متنوعة، مثل مركز حي العوالي، ومركز حي المسفلة، ولقاءات على مدار الأسبوع، ولا نعلم الإجراءات الرسمية في اعتماد الفعاليات وسرعتها حتى عن الأندية الأدبية!! وأما مركز حي الزهراء، فقد تميَّز بفعاليات اجتماعية قيمة، منها على سبيل المثال: (تكريم ومؤانسة وقور)، وزيارات منزلية لكبار السن، وإدخال البهجة والسرور على نفوسهم، وتربية الأبناء على احترام الكبار وتوقيرهم.. وحلقات نقاش وأفكار لمساعدة المحتاجين، وهدفها التكافل الاجتماعي، حيث أطلقت مبادرة التاجر والمسؤولية الاجتماعية، وشعارها (نخدمكم بودٍّ وحب)، وهي أفكار للقطاع الخاص، وجعله داعماً للتنمية المستدامة لتحقيق رؤية 2030.

وكذلك مبادرات أسرية: وهي أبي ريحانة الحياة، وأختي شذا روحي، وأخي سندي في الحياة.. وجمعيها مبادرات تعزز تماسك الأسرة لحماية الشباب من الانحراف، ويرافق ذلك احتفالات ومعارض فنية تشكيلية، وحقيقةً، كل المراكز تقوم بأنشطة متنوعة لدعم المحتاجين، ومنها التبرع بالدم، كما في مركز حي العمرة.


‏هذه المراكز بهذا الزخم من العمل الاجتماعي تدعم عمل العمدة، ولكن مع ذلك هناك طموح لتنتقل هذه المراكز إلى أهداف وأنشطة أخرى، تُعزِّز من جودة الحياة للسكان، منها:

- ضرورة إعادة الأنشطة الاحتفالية للأحياء في الأعياد الدينية والوطنية بالشراكة مع أمانة العاصمة المقدسة وهيئة الترفيه؛ حيث في أيام العيد احتفل مركزا حي الجميزة والملاوي، وكانت بقية الأحياء يخيِّم عليها الظلام!! وفي الحفل يلتقي أفراد الحي ويتبادلون التهاني في حفلٍ بهيج تقام فيه فعاليات لاستقطاب شباب الحي. صحيح أن أمانة العاصمة أقامت حفلاً في حديقة الأراك بحي النسيم، ولكنه احتفال ربما يحضره أعداد محدودة من سكان ذلك الحي.

- أن يكون هناك تنسيق مع البلديات الفرعية ومراقبة احتياجات السكان، وترفع الشكاوى لأمانة العاصمة سواء لسفلتة شوارع الحي، أو لضرورة وجود تخطيط للمشاة للعبور في الطرقات، وخاصة تلك التي تتكرر فيها حوادث الدهس والتنسيق مع المرور والشرطة.

‏- متابعة مخالفي الإقامة والتبليغ عن الغسيل العشوائي للسيارات، بل وتصوير السيارات المخالفة لفرض الغرامات التي وضعتها الأمانة، حتى لا يتكرر التعامل معهم.

- أن تكون من ضمن برامج التوعية عبر الزوم؛ تثقيف المجتمع عن الجار وأهمية احترامه ومساعدته، بل عدم إزعاجه بأي وسيلة كانت، واحترام خصوصياته، ونشر قيم احترام الجار الذي أوصى بها جبريل عليه السلام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حتى ظن أنه سيُورّثه، ومنها عدم إيقاف السيارات أمام سور أو بوابات الجار مهما كان السبب.

- مراقبة الأحياء من أي سلوكيات مشبوهة، وتبليغ الجهات المختصة سواء 911 أو 995.

- ‏مشروع مراكز الأحياء، والذي يطبق في منطقة مكة المكرمة، يستحق الثناء والشكر، بل والتعميم على كافة مناطق المملكة ومدنها؛ لما له من أهمية في تماسك المجتمع وتآلفه، بل والمساهمة في تعزيز الأمن الاجتماعي.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح