كتاب

والفجر

ليس هناك عملٌ يبدأ به الرجل يومه الجديد.. أفضل من صلاة الفجر جماعةً في المسجد.

يتجافى جنبُه عن مضجعه، ويستيقظ من نومه الهانئ، فقط للذهاب للمسجد والصلاة، والنوم الهانئ أمسى مع موجات القلق والتوتّر التي تغشى الناس في هذا العصر؛ ثروة لا تُقدّر بملايين الريالات، فإن نبذ الرجل طواعيةً هذه الثروة التي يُنقِّبُ عنها الناسُ، كما يُنقِّب تُجّار المناجم عن الذهب، وذهب لأداء صلاة الفجر في المسجد، فلا شكّ أنّها هي الثروة العُظمى له.


كان أبي -رحمه الله- حافظًا للقرآن الكريم، يُوقظني لصلاة الفجر، تارةً بالرفق، وتارةً بالشدّة، قائلاً: إنّها مقياس لمدى حُبّي لله.

وإن كان فرع صلاة الفجر، وهي ركعتي السُنّة خيرٌ من الدنيا وما فيها، فما بالُ الأصل نفسها؟، إنّها خيرٌ أعمال الدنيا لخير أجور الآخرة.


ولو وقع الرجل في مشكلة دنيوية، أهوت به إلى قاعات المحاكم، لحاول جلْب شهود يشهدون لصالحه أمام القاضي، وصلاة الفجر يشهد على من حضروها الملائكة المتعاقبون، وليس هناك شهود أعدل منهم، ومُصدَّقُون عند قاضي السماء في محاكم الآخرة الأهمّ؛ التي تحكم إمّا بدخول الجنّة، أو التصلية في النيران.

وأثبت العلم الحديث أنّ وقت الفجر هو أفضل الأوقات للتنفّس العميق الذي يُحسِّن الصحة، بما في جوِّه من فائدة لكلّ المخلوقات، وهو الوقت الذي اختاره الله، واختيارات الله العليم بخلقه؛ لا تأتي بالشر، بل بالخير الكثير.

والذمّة التي يبحث عنها الرجل في مُديرٍ له يحميه من تقلّبات الوظيفة، هي موجودة في صلاة الفجر في المسجد، مع فارق أنّ من يضع الرجل في ذمّته ويحميه من كلّ التقلّبات الوظيفية وغيرها، هو ليس المُدير، بل الله الواحد القهّار.

ومُصلّو الفجر في المسجد هم السعداء، وغيرهم هم الأشقياء، ولو علم الأشقياء ما في قلوب السعداء لحاربوهم عليها، وللفجر عبقٌ زكيٌ، وصوتٌ عذبٌ يأتي من السماء، ليُعلن لمَن في الأرض أنّ الله حيّ، وأنّه أكبر، وأنّ الدنيا بأسرها مثل ليلة عابرة، بعدها سفرٌ طويل، وعرضٌ بعيد، ورحلة خلود، ومفاتيح الأمان فيها في خزائن الصلة بالله التي منها صلاة الفجر، حيث تُغرّد الطيور حُبّاً وذِكْراً لله.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض