كتاب
الابتذال الرقمي
تاريخ النشر: 15 مايو 2023 00:17 KSA
تؤسفني ظاهرةُ الانفلات السلوكي في وسائل التواصل الاجتماعي، وانكشاف عوراتٍ فكرية وثقافية وعقلية وعنصريّة، من خلال مقاطع مصوّرة وتغريدات وتعليقاتٍ يندى لها جبين العاقل خجلاً، وتزيد من إحباط كثير من المُراقبين، حيث تُظهر منصّات الإعلام الحديث، إصابة كثيرين باختلالات معرفية، وأعراض اضطرابات شخصيّة عميقة، ومشكلات تتعلق بالاتّزان العقلي والعاطفي، مع احتمال معاناتهم من عُقد نفسيّة تستدعي الدّراسة والمُعالجة.
صحيح أنّ اتساعَ «مساحات» الحريّة الفردية وتبادل الآراء؛ والتعرّض لمختلف الثقافات أمورٌ مطلوبة محتومة في فضاء الإنترنت، بل ينبغي تشجيعها وتطويرها، لكن، ومع غياب أساسيات التربية الاجتماعية وافتقار التعليم لقواعد الحوار وأخلاقيّات النقاش، أضحت منصّات الإعلام الرّقمي رائدة في تكريسِ الجهل «والأدلجة»، واستقطاب الجماهير الهوجاء، وتعميق التخلّف المعرفي، ونشر الابتذال والبلادة. فتدفّق المعلومات بلا نهايةٍ عبر شبكة الإنترنت، يتسبّب لأحدهم في تكدّس الذاكرة، وميوعة المعرفة، وضبابيّة الفهم، كما أنّ تناول وجبات معلوماتية مُختلطة فاسدةٍ نوعيّاً، يتسبّب في سوء هضمٍ خطير، ينتهي بـ (قيءٍ) ثقافي و(إسهالٍ) فكري!.
يظنّ بعض الناس أنهم يزدادون وعياً وانفتاحاً وفهماً عن طريق تعرّضهم المُفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، لكنهم في واقع الأمر يزدادون صفاقةً وجهلاً وتعصّباً.
يقول (ستيفن هوكينج): «إنّ أكبر عدوّ للمعرفة ليس الجهل، بل توهّم المعرفة».
كان الأغبياءُ والحمقى والبُلهاء وأصحابُ العاهات الفكرية، قديماً، من المستور عليهم، فليس مشهوراً بين الناس أنّهم كذلك، إلى أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي شهيرةً وسهلة الاستخدام، وفي متناول أطراف أصابعهم، دون رادعٍ من ضميرٍ ولا وازعٍ من ذوق، أو ضابطٍ من تربيةٍ وأخلاق!.
تكمن الإشكاليةٌ في أنّ بعض قنوات الإعلام الحديث، تقتاتُ على الذين يُثيرون الّلغط بشكلٍ صارخٍ صادم، فأحدهم وقد صار مشهوراً حديثاً ومرغوباً جماهيرياً، ينبري لقضايا اجتماعيّة وفكريّة حسّاسة متخصّصة، من الحماقة تناولها بصورةٍ سطحيّة ساذجة مُتسرّعة، وله متابعون كُثر يُشجِّعونه ويُكرّسون وساوسهُ الذّهنية واضطراباته السلوكية الواضحة للعيان، إذ لا يهمّ كثيراً في هذا الجوّ المُضطرب أن تكون صاحب رسالةٍ، أو وعيٍ، أو لباقةٍ، أو فكرٍ، أو أدبٍ مُعتبر، بل يكفي أن تكون شخصاً مثيراً للجدل، أو التفاهة، أو حتى القرف!. إنّ بعضهم حمقى مُتملّقون، يُطبّلون دون موسيقى، ويرقصون وهم عُراة، ويتسفّلون دون خجل.. إنّها كوميديا مأساويّة.
صحيح أنّ اتساعَ «مساحات» الحريّة الفردية وتبادل الآراء؛ والتعرّض لمختلف الثقافات أمورٌ مطلوبة محتومة في فضاء الإنترنت، بل ينبغي تشجيعها وتطويرها، لكن، ومع غياب أساسيات التربية الاجتماعية وافتقار التعليم لقواعد الحوار وأخلاقيّات النقاش، أضحت منصّات الإعلام الرّقمي رائدة في تكريسِ الجهل «والأدلجة»، واستقطاب الجماهير الهوجاء، وتعميق التخلّف المعرفي، ونشر الابتذال والبلادة. فتدفّق المعلومات بلا نهايةٍ عبر شبكة الإنترنت، يتسبّب لأحدهم في تكدّس الذاكرة، وميوعة المعرفة، وضبابيّة الفهم، كما أنّ تناول وجبات معلوماتية مُختلطة فاسدةٍ نوعيّاً، يتسبّب في سوء هضمٍ خطير، ينتهي بـ (قيءٍ) ثقافي و(إسهالٍ) فكري!.
يظنّ بعض الناس أنهم يزدادون وعياً وانفتاحاً وفهماً عن طريق تعرّضهم المُفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، لكنهم في واقع الأمر يزدادون صفاقةً وجهلاً وتعصّباً.
يقول (ستيفن هوكينج): «إنّ أكبر عدوّ للمعرفة ليس الجهل، بل توهّم المعرفة».
كان الأغبياءُ والحمقى والبُلهاء وأصحابُ العاهات الفكرية، قديماً، من المستور عليهم، فليس مشهوراً بين الناس أنّهم كذلك، إلى أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي شهيرةً وسهلة الاستخدام، وفي متناول أطراف أصابعهم، دون رادعٍ من ضميرٍ ولا وازعٍ من ذوق، أو ضابطٍ من تربيةٍ وأخلاق!.
تكمن الإشكاليةٌ في أنّ بعض قنوات الإعلام الحديث، تقتاتُ على الذين يُثيرون الّلغط بشكلٍ صارخٍ صادم، فأحدهم وقد صار مشهوراً حديثاً ومرغوباً جماهيرياً، ينبري لقضايا اجتماعيّة وفكريّة حسّاسة متخصّصة، من الحماقة تناولها بصورةٍ سطحيّة ساذجة مُتسرّعة، وله متابعون كُثر يُشجِّعونه ويُكرّسون وساوسهُ الذّهنية واضطراباته السلوكية الواضحة للعيان، إذ لا يهمّ كثيراً في هذا الجوّ المُضطرب أن تكون صاحب رسالةٍ، أو وعيٍ، أو لباقةٍ، أو فكرٍ، أو أدبٍ مُعتبر، بل يكفي أن تكون شخصاً مثيراً للجدل، أو التفاهة، أو حتى القرف!. إنّ بعضهم حمقى مُتملّقون، يُطبّلون دون موسيقى، ويرقصون وهم عُراة، ويتسفّلون دون خجل.. إنّها كوميديا مأساويّة.