كتاب
لاقينـــــــــي
تاريخ النشر: 22 مايو 2023 23:46 KSA
العديد من اللقاءات تعكس المعاني الإنسانية الجميلة بأبعادها المختلفة.. ولو تأملت في أغرب أنواعها ستجدها في أماكن غير متوقعة، وبالذات تلك التي تقع خارج كوكبنا بالكامل، وتحديدًا في الفضاء الخارجي.
بتوفيق الله شهد العالم انطلاق رحلة فضاء تاريخية وهي رحلة «أكسيوم إي إكس 2» على متن مركبة «دراجون» بمعنى «التنين» للقاء محطة الفضاء الدولية، والرحلة مهمة للوطن لأنها ستحمل أول رائدة فضاء سعودية، وأول عربية وهي العالمة ريانة برناوي، وستحمل أيضًا الرائد السعودي الطيار علي القرني إلى محطة الفضاء الدولية في رحلتهم العلمية الرائدة، وتكون هذه الخطوة بداية منظومة أنشطة فضائية مستدامة بتوفيق الله؛ لإجراء حوالى عشرين تجربة علمية رائدة، ولدعم خصخصة المحطات الدولية لتعمل على أسس تجارية.
وسيكونا إن شاء الله أول رواد سعوديين على محطة الفضاء الدولية، والوصول إلى الفضاء الخارجي، ثم اللقاء بين مركبة الرائدين السعوديين والمحطة يحتوى على العديد من التفاصيل المذهلة التي تستحق التأمل: تعريف الفضاء الخارجي هو الارتفاع الذي يبدأ من على ارتفاع مئة كيلومتر وما فوق ذلك.. ومحطة الفضاء الدولية الهائلة التي يبلغ حجمها ما يعادل ملعب كرة قدم تقريبًا تطير حول الكرة الأرضية بسرعة حوالى 28 ألف كيلومتر في الساعة.. تخيل أي جسم بحجم ملعب كرة قدم يطير بهذه السرعة الهائلة.. بل ويطير على ارتفاع يبلغ أربع مئة كيلومتر تقريبًا.. يعني ما يعادل تقريبًا المسافة من شمال جدة إلى حدود المدينة المنورة الغالية.. وسينطلق صاروخ من طراز «فالكون 9» حاملاً مركبة الرواد بسرعة هائلة وبتسارع يسمح لها بالوصول إلى سرعة المحطة لتصل إلى هيكلها العملاق.
ولو حسبناها بالقلم والورقة فالمفروض أن يصل روادنا إلى محطة الفضاء الدولية خلال فترة أقل من ربع ساعة، ولكن المتوقع أن تستغرق الرحلة فعليًا للوصول إلى المحطة حوالى عشرين ساعة أو ربما أكثر قليلاً.. قد تبدو وكأنها معضلة فكرية، ولكن السبب يعود إلى تعقيدات اللقاء في الفضاء.. والصاروخ لن ينطلق إلى الأعلى إلا لدقائق معدودات، وبعدها سيتجه إلى الشمال الشرقي ليكسب المزيد من السرعة، وليلحق بمحطة الفضاء الدولية التي تتحرك في مدارها الشمالي الشرقي.. وهنا تبدأ بعض الحقائق غير المتوقعة، فالمركبات التي تسكن في المدارات المنخفضة حول الأرض يجب أن تسير بسرعات أعلى من تلك التي تسبح في المدارات المرتفعة.. فضلاً لاحظ أن القمر الذي يبعد عن الأرض بمسافة حوالى أربعمئة ألف كيلومتر يدور حول الأرض في فترة تبلغ حوالى 28 يومًا، بينما تدور محطة الفضاء حول الأرض في مدارها المنخفض مرة كل تسعين دقيقة.. الشاهد أن الوصول للمحطة سيتطلب بتوفيق الله مجموعة مناورات معقدة، تبدأ بالطيران تحت مدار المحطة، ثم تصعد لها رويدًا إلى أن «تصفر» السرعة والارتفاع بينهما لترسو في نقطة بحجم التميس على هيكل المحطة.
* أمنيــــــــة:
هناك ما هو أهم وأبسط من اللقاء الفضائي، وهو مبدأ نجده على الأرض يوميًا.. مبدأ «لاقيني ولا تغديني» ويتلخص في جبر خواطر البشر.. ما أكثر من تنكسر خواطرهم يوميًا بدون أية أسباب وجيهة، وما أسهل تطبيق التصرفات التي تطيب الخواطر، بالذات للضعفاء، أتمنى أن ندرك جمال اللقاء في الفضاء الذي سيحققه روادنا خلال هذا الأسبوع، وأن نتذكر أيضًا روائع مبدأ «لاقيني» على الأرض بتوفيق الله، وهو من وراء القصد.
بتوفيق الله شهد العالم انطلاق رحلة فضاء تاريخية وهي رحلة «أكسيوم إي إكس 2» على متن مركبة «دراجون» بمعنى «التنين» للقاء محطة الفضاء الدولية، والرحلة مهمة للوطن لأنها ستحمل أول رائدة فضاء سعودية، وأول عربية وهي العالمة ريانة برناوي، وستحمل أيضًا الرائد السعودي الطيار علي القرني إلى محطة الفضاء الدولية في رحلتهم العلمية الرائدة، وتكون هذه الخطوة بداية منظومة أنشطة فضائية مستدامة بتوفيق الله؛ لإجراء حوالى عشرين تجربة علمية رائدة، ولدعم خصخصة المحطات الدولية لتعمل على أسس تجارية.
وسيكونا إن شاء الله أول رواد سعوديين على محطة الفضاء الدولية، والوصول إلى الفضاء الخارجي، ثم اللقاء بين مركبة الرائدين السعوديين والمحطة يحتوى على العديد من التفاصيل المذهلة التي تستحق التأمل: تعريف الفضاء الخارجي هو الارتفاع الذي يبدأ من على ارتفاع مئة كيلومتر وما فوق ذلك.. ومحطة الفضاء الدولية الهائلة التي يبلغ حجمها ما يعادل ملعب كرة قدم تقريبًا تطير حول الكرة الأرضية بسرعة حوالى 28 ألف كيلومتر في الساعة.. تخيل أي جسم بحجم ملعب كرة قدم يطير بهذه السرعة الهائلة.. بل ويطير على ارتفاع يبلغ أربع مئة كيلومتر تقريبًا.. يعني ما يعادل تقريبًا المسافة من شمال جدة إلى حدود المدينة المنورة الغالية.. وسينطلق صاروخ من طراز «فالكون 9» حاملاً مركبة الرواد بسرعة هائلة وبتسارع يسمح لها بالوصول إلى سرعة المحطة لتصل إلى هيكلها العملاق.
ولو حسبناها بالقلم والورقة فالمفروض أن يصل روادنا إلى محطة الفضاء الدولية خلال فترة أقل من ربع ساعة، ولكن المتوقع أن تستغرق الرحلة فعليًا للوصول إلى المحطة حوالى عشرين ساعة أو ربما أكثر قليلاً.. قد تبدو وكأنها معضلة فكرية، ولكن السبب يعود إلى تعقيدات اللقاء في الفضاء.. والصاروخ لن ينطلق إلى الأعلى إلا لدقائق معدودات، وبعدها سيتجه إلى الشمال الشرقي ليكسب المزيد من السرعة، وليلحق بمحطة الفضاء الدولية التي تتحرك في مدارها الشمالي الشرقي.. وهنا تبدأ بعض الحقائق غير المتوقعة، فالمركبات التي تسكن في المدارات المنخفضة حول الأرض يجب أن تسير بسرعات أعلى من تلك التي تسبح في المدارات المرتفعة.. فضلاً لاحظ أن القمر الذي يبعد عن الأرض بمسافة حوالى أربعمئة ألف كيلومتر يدور حول الأرض في فترة تبلغ حوالى 28 يومًا، بينما تدور محطة الفضاء حول الأرض في مدارها المنخفض مرة كل تسعين دقيقة.. الشاهد أن الوصول للمحطة سيتطلب بتوفيق الله مجموعة مناورات معقدة، تبدأ بالطيران تحت مدار المحطة، ثم تصعد لها رويدًا إلى أن «تصفر» السرعة والارتفاع بينهما لترسو في نقطة بحجم التميس على هيكل المحطة.
* أمنيــــــــة:
هناك ما هو أهم وأبسط من اللقاء الفضائي، وهو مبدأ نجده على الأرض يوميًا.. مبدأ «لاقيني ولا تغديني» ويتلخص في جبر خواطر البشر.. ما أكثر من تنكسر خواطرهم يوميًا بدون أية أسباب وجيهة، وما أسهل تطبيق التصرفات التي تطيب الخواطر، بالذات للضعفاء، أتمنى أن ندرك جمال اللقاء في الفضاء الذي سيحققه روادنا خلال هذا الأسبوع، وأن نتذكر أيضًا روائع مبدأ «لاقيني» على الأرض بتوفيق الله، وهو من وراء القصد.