كتاب

مدارس الحياة

لأن المدارس كثيرة، والمدرسين كُثر، والطلاب أكثر وأكثر، تظل الحياة هي المدرسة الأكبر لنا، ولا تتوقف عند مرحلة أو عند الحصول على شهادة معينة، بل نستمر تلاميذ بها يوماً بعد يوم، تارات نتعلم وننجح، وتارات نتعلم ونفشل، وتارات أخرى نتعثر ثم نواصل مسيرتنا، ولا يمكن أن يأتي يوم ونتوقف إلا بعد توقُّف أنفاسنا، وأجمل ما في مدارس الحياة أننا نتعلم فيها كل يوم ما هو مفيد، وأيضاً ما هو مؤلم وشاق، ولا يمكن أن نُتقن كل فنونها، بل هو تعليم مستمر.

مدارس الحياة، لا يمكننا أن نكبر عليها مهما ظننا غير ذلك، وأيضاً لا يمكننا الانفصال عنها، ومهما بلغنا فيها لا يمكن أن نصل إلى درجة الأستاذ، لأننا سوف نجد فيها من يتفوق علينا في جوانبها المختلفة، فالصغير بها يتعلم ويتفوق على أستاذه، والكبير بها يعلم ويتعلم من تلاميذه، مهما بلغ من العلم والمعرفة، وصدقا نحن لنا دور في صنع مناهجنا بها وطريقة التعلم، فمنا يتعلم من أول مرة، ومنا من يتعلم من ثاني أو ثالث مرة، ومنا من يتجاهل دروسها ثم تأتيه بصورة ومراحل صعبة، يبذل جهداً أكبر لكي يتقن دروسها.


تعلمنا في مدارس الحياة، أن الأيام دول بين الناس، شراً فعلت أو خير، سترُدّه الحياةُ لك يوماً ما، هناك أشخاص كثيرون توقعنا أننا لا نستطيع أن نعيش من غيرهم، لكنهم اختفوا وتلاشوا، وأشخاص كثيرون لم نكن نحسب لهم حساباً لكنهم أصبحوا في الصفوف الأمامية في حياتنا، وآخرون خانوا وغدروا وأنكروا المعروف لم نكن نتوقع منهم ذلك.

قد يعتقد الكثيرون أن التعلم مُقتصر على المدارس والجامعات فحسب، لكن الحقيقة أن هناك دروساً لا يمكن أن نتعلمها إلا من مدارس الحياة والأيام، ودروس الحياة لا تنتهي، وقد تكون أليمة، لكنها دوماً هي الأفضل والأنجح، لأنها تمثل جرعات حيوية تساعدك على النهوض من كبوتك وغفلتك والوقوف على قدميك، ولا نسمع عنها غالباً إلا ممن صُدم بأمر معين أو مُني بخسارةٍ مؤلمة وتعلّم درساً كبيراً، أو ممن خبروا الحياة بحلوها ومرّها، واستخلصوا عصارة ذلك ألماً وحسرة، وذاقوا مرارة النكران والجحود والهجران من القريب قبل البعيد، وأرادوا أن يسدوا نصيحة لأبنائهم أو أحفادهم فيقولون لهم الحياة مدرسة!!.


يقول الشاعر عبدالله البردوني:

ماذا يريد المرء ما يشفيه

يحسو روا الدنيا ولا يرويه

ويسير في نور الحياة وقلبه

ينساب بين ظلاله والتيه

والمرء لا تشفيه إلا نفسه

حاشا الحياة بأنها تشقيه

ما أجهل الإنسان يضني بعضه

بعضاً ويشكو كل ما يضنيه

ولكم يسيء المرء ما قد سره

قبلا ويضحكه الذي يبكيه

ما أبلغ الدنيا وأبلغ درسها

وأجلها وأجل ما تلقيه

ومن الحياة مدارس وملاعب

أي الفنون يريد أن تحويه!!

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!