معركة الفنان مطلق الذيابي مع العميد طارق عبدالحكيم
تاريخ النشر: 11 مايو 2011 04:54 KSA
الراحل الكبير مطلق مخلد الذيابي واحد من رواد الفن والأدب والإعلام في بلادنا، وهو صاحب عطاءات كبيرة في جميع المجالات التي خاضها في حياته، ويشهد له كل من عرفه وعاصره بمواهبه الفذة، وبإسهاماته المميزة التي قدمها خلال مسيرته العملية، ولقد أحسن نادي جدة الأدبي بتكريم هذا المبدع الكبير في حفل أقيم قبل أيام تم خلاله تسليط الضوء على مشوار الأستاذ الذيابي وأعماله ومؤلفاته، وتحدث في الحفل عدد من الفنانين والإعلاميين منهم من عاصروه، وكان أكثر ما لفت انتباهي كلمة ابن الراحل (سعود الذيابي) وهو من الإعلاميين المميزين بإذاعة جدة، كانت كلمته جميلة معبّرة، وأمنيته الرائعة بأن يتم تكريم المبدعين في حياتهم، واستوقفتني جملة قالها الأخ سعود: (بعد رحيله أوقفنا كل أعمال الوالد الغنائية والموسيقية بناء على طلب من الأسرة ورفعنا إلى الشيخ ابن باز وقتها برقية مناشدة بمخاطبة وزارة الإعلام بعدم إذاعة أعمال الوالد الموسيقية والغنائية وعدم الإشارة إليه كفنان وهي برغبة من أخي والوالدة وبعض أبناء عمومتنا وقبيلتنا ولم تكن تلك رغبتي والمتمثّلة في نشر أعمال الوالد). ومع احترامي وتقديري لأسرة الراحل المبدع الكبير مطلق الذيابي، فهم بقرارهم هذا انتزعوا تاريخًا مشرّفًا من مبدعهم، وحذفوا من تاريخه سيرة جميلة، فالأستاذ مطلق لم يقدم -كفنان- إلا صورة مضيئة للفنان الأصيل، وهم بقرارهم هذا لم يستطيعوا أبدًا أن يلغوا هذا التاريخ، وسيبقى الأستاذ الذيابي فنانًا وأديبًا وإعلاميًا صاحب عطاءات مبدعة ومشرّفة في كل هذه المجالات. وقد تكون صفة الفنان هي الصفة الأكثر التصاقًا بسيرة الأستاذ الذيابي طوال حياته ومسيرته، فلا يُذكر اسم مطلق مخلد الذيابي إلاّ ونتذكّر فورًا لقب “سمير الوادي” الذي كان الاسم الفني للمبدع الكبير يرحمه الله، وهذا تكريم واحتفاء نادي أدبي جدة بالأستاذ الذيابي يشهد على إبداعه الكبير في المجال الفني الغنائي، فقدم النادي درعًا تذكاريًا باسم الراحل كتب عليه بالحرف: “الأستاذ الشاعر مطلق مخلد الذيابي إلى شاعر الحب وفنان الكلمة صوتًا ورسمًا وصاحب الصوت الشجي.. النادي الأدبي وأنت جزء من نسجيه ولا تزال يهدي إليك درعًا لتظل إنسانيتك حلوة وخطابك غنوة.. مع تحيات النادي الأدبي”، فأدب الذيابي ارتبط ارتباطا وثيقًا بفنه الأصيل، ولن يستطيع أي إنسان أن ينتزع إبداعًا من مبدع بعد رحيله، مهما كانت المبررات ومهما كانت صفة القرابة.
من ذكرياتي التي لا أنساها في مشوار الأديب الراحل الكبير مطلق مخلد الذيابي -يرحمه الله- معركته (الفنية) مع موسيقارنا العميد طارق عبدالحكيم -شفاه الله- حول الأغنية الرائعة قصيدة “تعلّق قلبي طفلة عربية” للشاعر امرئ القيس، فقد ثارت عليها معارك كلامية أثرت صحافتنا الفنية ذلك الوقت، وكانت معركة جميلة لأن طرفيها رائدان كبيران، كانت معركة مهذبة عقلانية، كل طرف احترم الآخر، فكان المستفيد من هذه المعركة الجميلة نحن المتلقين، استفدنا من فن جميل قدمه الأستاذان طارق ومطلق بأسلوب كل واحد منهما، وتعلمنا منهما كيف يكون الاختلاف الجميل المفيد الذي يثري ويعلّم.
للعلم أغنية “تعلّق قلبي” غناها أيضًا الراحل الكبير طلال مدّاح -يرحمه الله- بأسلوبه الخاص وكانت إضافة رائعة لفننا الأصيل.
شكرًا لأدبي جدة على هذه الخطوة المميزة بتكريم واحد من مبدعينا الكبار الذين يستحقون.
إحساس
حجازية العينين مكّية الحشى
عراقية الأطراف رومية الكفل..
تهامية الأبدان عبسية اللمى
خزاعية الأسنان درّية القبل..
تعلّق قلبي طفلة عربية
تنعّم بالديباج والحل والحلل..