كتاب

رئيسة نادي وِجّ

أعادني خبر تعيين أوّل سيّدة سعودية، هي الأستاذة حنان القرشي، في منصب رئيس نادي وِجّ الرياضي بمدينة الطائف، إلى ذكريات الطفولة التي عِشْتُها سعيداً في تلك المدينة التي غابت كثيراً عن مشهد التطوّر والتوسّع خصوصاً في المجالات السياحية والزراعية والثقافية رغم أنّها كانت الرائدة قبل عشرات السنين في هذه المجالات.

ففي مرحلة دراستي الابتدائية كُنْتُ أسكن في منزلٍ مُشْرِفٍ على وادي وِجّ الذي تَسَمّى النادي به، وكُنْتُ مع أقراني وفي غير أوقات هطول الأمطار وسيلان الوادي نلعب فيه كرة القدم، طبعاً قبل إنشاء مجرى سيل تحته وسفلتة سطحه.


بل أنّ كلّ المدارس القريبة من الوادي تُدرّس حصصها الرياضية فيه، فترى مُدرّسي الرياضة يتقدّمون طوابير من التلاميذ الصغار الذين يمشون من مدارسهم باتّجاه الوادي، وهم يلبسون الزيّ الرياضي المُوحّد.

والطائف قدّم للكرة السعودية العديد من نجوم الكرة في الماضي، ولكن عدم وجود جامعات فيه آنذاك قد جعل كرة القدم رياضة على هامش التاريخ، أمّا الآن ومع وجود جامعة الطائف والعديد من الكلّيات التي تحول دون هجرة شباب الطائف للمدن الأخرى لغرض الدراسة، وتضمن بقاءهم فيه، فلا شكّ أنّ نادي وِجّ العريق يستحقّ التطوير ليكون ممثّل الطائف في المسابقات المحلية، وربّما الآسيوية والعالمية.


وأتمنّى من وزارة الرياضة وأعيان الطائف دعم رئيسة النادي لتحقيق هدفها الذي هو الوصول بالنادي للدرجة الأولى ودوري روشن للمحترفين، وليس عيباً أن ترأس امرأة نادياً للرجال، ولعلّها تفلح فيما فشِلَ فيه الرجال، وهي امرأة واثقة من قدراتها على تخطّي الصعاب، ومن وُلِدَت وترعرت وتسلّقت جبال الطائف الشاهقة الارتفاع بلا خوف ولا وجل قادرة على تسلّق جبال التحدّي الكروية الوعِرة، وهناك الكثير من المواهب الوطنية الصغيرة في كرة القدم تنتظر من يكتشفها في الطائف، وبرافو لهذه الحنان القرشية، وشمس الطائف اللطيفة ما زالت تطلع وتسطع، وعساها تطلع وتسطع ذات يومٍ قريب على نادٍ قويّ يُصفّقُ ويُهتفُ له ويُشجّع من قبل الملايين على قمم جبال الشفا والهدا، وسهول الردّف ولِيّة وحويّة.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض