كتاب
جــــــــــــواز
تاريخ النشر: 12 يونيو 2023 22:43 KSA
العديد من قصص جوازات السفر أغرب من الخيال.. وكأنها من خارج كوكب الأرض، وموضوع هذا المقال يحكي بعضًا من طرائف قصص جوازات السفر خارج كوكبنا.. فقد حمل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان جواز سفره إلى الفضاء في 29 رمضان 1405، فكان أعلى وأسرع جواز سفر سعودي، لأنه تحرك على متن المكوك «ديسكفري» بسرعة حوالى 28000 كيلومتر في الساعة، على ارتفاع حوالى مليون وأربعمئة ألف قدم.. والسر في ضرورة حمل الجواز كان يكمن في بعض قضايا العودة إلى الأرض، وليس في الصعود.. مكوك الفضاء كان مصمما كطائرة ضخمة ذات أداء عال.. تقلع كالصاروخ، وتعود إلى الأرض كطائرة شراعية.. وخلال مرحلة الإقلاع، لو تعطلت محركاتها بشكل لا يسمح لها بالوصول إلى الفضاء الخارجي بسلامة، فكانت هناك إجراءات تسمح بالعودة والهبوط الاضطراري في إحدى المطارات من مجموعة مختارة في البرتغال، وإسبانيا، وفرنسا، وألمانيا، والمغرب الشقيق، ونيجيريا، وجامبيا، وغيرها.. طبعا بما أنها في دول مختلفة عن دولة الإطلاق، فكانت تعامل كطائرة تقوم برحلة، ويعامل روادها كطيارين وكركاب، ولذا كان من الضروري حمل الجوازات لجميع رواد المكوك طوال فترة عمله من عام 1981 إلى 2011.. وهناك قصة أغرب من هذه، ففي أغسطس 1991 أقلع رواد فضاء سوفييت إلى محطة الفضاء السوفيتية «مير»، وهي مشتقة من كلمة «أمير»، وأما في اللغة الروسية فمعناها السلام، وكانت أول محطة فضاء دولية اجتمع فيها أكثر من مئة رائد فضاء.. وأثناء الرحلة، انقلبت الدنيا في آخر أيام الاتحاد السوفيتي، وكانت هناك اضطرابات جوهرية على الأرض.. تغيرت أسماء بعض المدن الرئيسة مثل «ليننجراد» لتصبح «سان بطرسبرج»، والأهم من ذلك أن الدولة بأكملها تغيرت.. حيث «تفركش» الاتحاد السوفيتي ليصبح خمس عشرة دولة مختلفة، كلٌ لها سيادتها.. وجوازات سفرها المختلفة، الشاهد أن الرواد السوفييت تعرضوا لورطة كبيرة، فالنزول كان مقررًا لهم في جمهورية كازاخستان التي كانت إحدى أجزاء الاتحاد السوفيتي، ولكنها أصبحت دولة مستقلة.. والنزول فيها كان يتطلب جوازات سفر، لأن الرواد لم يحملوا الجنسية الكازاخستانية.. تسببت التغيرات الجذرية في «لغوصة» هائلة، وواجه الرواد بعض التساؤلات الصعبة ومنها: «طيب بابا فين».
وعلى صعيد آخر، فهناك جملة جميلة قالها الأمير سلطان بن سلمان عندما صعد إلى الفضاء عام 1985.. حيث قال: إن في اليوم الأول كان الرواد يتعرفون على بلدانهم من نوافذ مكوك الفضاء، وفي اليوم التالي أصبحوا يشيرون إلى القارات التي تقع فيها تلك البلدان، ثم بعد ذلك أصبحوا يشيرون إلى «كوكب واحد»، وسبحان الله أن رائدة الفضاء ريانة برناوي كررت العبارة بطريقتها الخاصة خلال الشهر الماضي، ولكن بنفس المعنى بعد مرور 39 سنة على رحلة الأمير سلطان، وهذه المبادئ الإنسانية الرائعة تنفي الحاجة إلى جوازات السفر.
* أمنيـــــة:
معلومة رائعة عن الفضاء تحتاج للتذكير، وهو أنه يجمع البشرية بطرق مختلفة، وكان من أساسيات العمل المشترك بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي الذي خفف بيئة الخصام بينهما بنهاية الحرب الباردة، وكما يشير إعلان شراب «الفيمتو» في إعلانه الشهير خلال الشهر الفضيل، فيمكننا القول: إن «الفضاء يجمعنا»، أتمنى أن نتذكر أهمية الأنشطة التي تجمع البشرية للاستفادة على الأرض، وفي البحر، والفضاء، بعيدًا عن رسميات السياسة، ومتطلبات جوازات السفر، بما يرضى الله عز وجل، وهو من وراء القصد.
وعلى صعيد آخر، فهناك جملة جميلة قالها الأمير سلطان بن سلمان عندما صعد إلى الفضاء عام 1985.. حيث قال: إن في اليوم الأول كان الرواد يتعرفون على بلدانهم من نوافذ مكوك الفضاء، وفي اليوم التالي أصبحوا يشيرون إلى القارات التي تقع فيها تلك البلدان، ثم بعد ذلك أصبحوا يشيرون إلى «كوكب واحد»، وسبحان الله أن رائدة الفضاء ريانة برناوي كررت العبارة بطريقتها الخاصة خلال الشهر الماضي، ولكن بنفس المعنى بعد مرور 39 سنة على رحلة الأمير سلطان، وهذه المبادئ الإنسانية الرائعة تنفي الحاجة إلى جوازات السفر.
* أمنيـــــة:
معلومة رائعة عن الفضاء تحتاج للتذكير، وهو أنه يجمع البشرية بطرق مختلفة، وكان من أساسيات العمل المشترك بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي الذي خفف بيئة الخصام بينهما بنهاية الحرب الباردة، وكما يشير إعلان شراب «الفيمتو» في إعلانه الشهير خلال الشهر الفضيل، فيمكننا القول: إن «الفضاء يجمعنا»، أتمنى أن نتذكر أهمية الأنشطة التي تجمع البشرية للاستفادة على الأرض، وفي البحر، والفضاء، بعيدًا عن رسميات السياسة، ومتطلبات جوازات السفر، بما يرضى الله عز وجل، وهو من وراء القصد.