كتاب
عبدالمحسن القحطاني: بدويٌّ لم تخذله أحلامه (4)
تاريخ النشر: 13 يونيو 2023 23:56 KSA
أيُّ تحوُّل -مهما كان- سيكون له أثره في حياة الفرد، ولن يكون التحوّل تحوّلًا ما لم يحدث أثرٌ قويّ له بداياته، وغاياته، ونتائجه.. وعبدالمحسن القحطاني ليس بدعًا من ذلك كله، فلديه تحوّلات جوهريّة، ونقاط فارقة، ولعلّ أبرزها وأوّلها ذلك اليُتم، حيث وفاة والدته وهو لم يتجاوز بعد ستة أشهر، حتى عدَّها، هو، (النقطة الفارقة)؛ لهذا نجده يقول: 'فكم تمنيت لحظتها حضور ذلك الإحساس المتدثِّر بروح المرأة الذي افتقدته مبكرًا، فتزوجت وأنا في المعهد العلمي قبل أن أتخرّج لحاجتي إلى روح المرأة ودفئها'.
فإذا كان اليتم هو النقطة الفارقة في حياة القحطاني، فهناك نقطة أخرى لا تقلّ عن الأولى، تتمثّل في ذلك (المطوّع) الذي بسببه -بعد الله- أصبح قادرًا على فكِّ الحروف، ورسم الكلمات، فكان -بحقٍّ- صاحب تأثير قويّ في حياته.. إنّه حسب القحطاني: 'لم يكن يضربني؛ لأنّي كنت متفوّقًا'.
ثم تأتي مرحلة أخرى تكاد ترتبط بالمرحلة السابقة، وتقوِّي من أثرها، وتعضّد من نتائجها؛ إنّها مرحلة الدّراسة الابتدائيّة، وقد عبّر عنها بالقول: 'أحسست فيها أنني أُعامل معاملة خاصة، كنت أحيانًا أتأخّر في الحضور ولا أُضرب، كان المدير يعرف قيمتي في ذلك الوقت'.
فحياة اليتم، ودور المطوّع، وأثر المدرسة الابتدائيّة -كلها في الجملة- أثّرت أيّما تأثير في تكوين هذا الإنسان، إلى حيث يتبارى معه زمن المرحلة بكل معطياتها وتحوّلاتها وتداعياتها منذ نشأته الأولى، يوم أن صرخَ ساعة المولد، في بيت شَعَر يكسوه الفقر، والعوز، ويتدثّره مرض الطاعون، حينما ماتت (الأم)، و(العمّة)، و(الخالة)، ومنها إلى غربة أب طلبًا للقمة سائغة، أو كسوة تواري أطفالًا يسبق عويلهم ثكنات تلك الخيمة، حينما تسكن الصحراء من كل شيء سوى صرخات اليتم!
****
يعترف القحطاني بأنّه لم يدرس سوى اللغة العربيّة في كل مراحله الدراسيّة، إلى أن تخرّج في الجامعة حاملاً لقب (شيخ)، ولا ينكر أنّ رغباته التعليميّة لم تكن كما رسمها له الواقع، فقد كانت رغبته تقوم على دراسة الرّياضيات التي كان متفوّقًا فيها، ولكن بعد حصوله على الشهادة الابتدائيّة، وأخذه إلى الشيخ ابن باز -بصحبة والده- بدت لديه الرغبة في مواصلة هذا التّأسيس المعرفي.
وفي هذا السياق، يحدّثُنا القحطاني عن أبرز الأساتذة الذين دَرَسَ على أيديهم، معتبرًا الشيخ ناصر الشاذلي الذي كان يدرسه التفسير أبرزهم، وكذلك عبدالله الشاذلي الذي علمهم كتاب زاد المستقنع في الفقه، والدكتور عبدالقدوس أبو صالح، والدكتور محمد كامل الفقي، ومحمد عبدالمنعم خفاجة؛ فضلًا عن أساتذة كان لهم أثرهم في حياته العلميّة وتأسيسه المعرفي.
وللحديث تتمة..
فإذا كان اليتم هو النقطة الفارقة في حياة القحطاني، فهناك نقطة أخرى لا تقلّ عن الأولى، تتمثّل في ذلك (المطوّع) الذي بسببه -بعد الله- أصبح قادرًا على فكِّ الحروف، ورسم الكلمات، فكان -بحقٍّ- صاحب تأثير قويّ في حياته.. إنّه حسب القحطاني: 'لم يكن يضربني؛ لأنّي كنت متفوّقًا'.
ثم تأتي مرحلة أخرى تكاد ترتبط بالمرحلة السابقة، وتقوِّي من أثرها، وتعضّد من نتائجها؛ إنّها مرحلة الدّراسة الابتدائيّة، وقد عبّر عنها بالقول: 'أحسست فيها أنني أُعامل معاملة خاصة، كنت أحيانًا أتأخّر في الحضور ولا أُضرب، كان المدير يعرف قيمتي في ذلك الوقت'.
فحياة اليتم، ودور المطوّع، وأثر المدرسة الابتدائيّة -كلها في الجملة- أثّرت أيّما تأثير في تكوين هذا الإنسان، إلى حيث يتبارى معه زمن المرحلة بكل معطياتها وتحوّلاتها وتداعياتها منذ نشأته الأولى، يوم أن صرخَ ساعة المولد، في بيت شَعَر يكسوه الفقر، والعوز، ويتدثّره مرض الطاعون، حينما ماتت (الأم)، و(العمّة)، و(الخالة)، ومنها إلى غربة أب طلبًا للقمة سائغة، أو كسوة تواري أطفالًا يسبق عويلهم ثكنات تلك الخيمة، حينما تسكن الصحراء من كل شيء سوى صرخات اليتم!
****
يعترف القحطاني بأنّه لم يدرس سوى اللغة العربيّة في كل مراحله الدراسيّة، إلى أن تخرّج في الجامعة حاملاً لقب (شيخ)، ولا ينكر أنّ رغباته التعليميّة لم تكن كما رسمها له الواقع، فقد كانت رغبته تقوم على دراسة الرّياضيات التي كان متفوّقًا فيها، ولكن بعد حصوله على الشهادة الابتدائيّة، وأخذه إلى الشيخ ابن باز -بصحبة والده- بدت لديه الرغبة في مواصلة هذا التّأسيس المعرفي.
وفي هذا السياق، يحدّثُنا القحطاني عن أبرز الأساتذة الذين دَرَسَ على أيديهم، معتبرًا الشيخ ناصر الشاذلي الذي كان يدرسه التفسير أبرزهم، وكذلك عبدالله الشاذلي الذي علمهم كتاب زاد المستقنع في الفقه، والدكتور عبدالقدوس أبو صالح، والدكتور محمد كامل الفقي، ومحمد عبدالمنعم خفاجة؛ فضلًا عن أساتذة كان لهم أثرهم في حياته العلميّة وتأسيسه المعرفي.
وللحديث تتمة..