عيد الأضحى.. والأطفال!

ونقترب من أيام العيد الكبير، عيد الأضحى المبارك، وعند البعض يسمى عيد الخروف لكثرة ما يضحى فيه من الخراف تقرباً إلى الله، يأكلون من لحمها القليل ويوزعون الباقي من الذبائح على الأهل والجيران والمحتاجين وسكان الأربطة التي تأوي العجزة والأرامل، وقد أحسنت المملكة صنعاً بجمع الأضحيات التي لم تمسها الأيدي بأن تحفظها مبردة ومجمدة وترسلها هدية إلى العديد من البلدان التي تعاني من نقص ما في اليد.

ويأتي العيد مخيبًا لتوقعات الأطفال في حصولهم على عيديات وإكراميات وثياب جديدة مثل ما حصلوا عليه أيام عيد الفطر، كما يفتقدون حضور العديد من أفراد الأسرة والأقرباء الذين كانوا يملأون جيوبهم بالريالات وقطع السكاكر، فهؤلاء الكرماء اختاروا تمضية أيام العيد بعيداً عن مدينتهم، منهم من قصد المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومنهم من فضل التمتع بعروس البحر الأحمر، جدة الساحرة شواطئها والجميلة مقاصفها واللذيذة مطاعمها والمغرية أسواقها، التراثية منها والحديثة، ومنهم من اتجه صوب مرتفعات عسير أو خارجيًا صوب شواطئ مدينة نيون العصرية الممتدةً شواطئها من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط رابطة بين قارات العالم الثلاث آسيا وافريقيا واوروبا، ومنهم من اتجه صوب البلدان المجاورة ليتمتعوا بالماء والخضرة والوجه الحسن، ومنهم من يجد راحته ومتعته في أقصى الشرق كمنتجعات بالي وفي أقصى الغرب حيث ربوع المغرب الجميل بتضاريس أرضه والمتفوق برقة أهله وحفاوتهم بالقادم اليهم واذا كان القادم من بلاد الحرمين الشريفين فله المزيد من التكريم والترحيب.

وتبذل بلادنا هذه الأيام جهودًا جبارة إيمانًا بواجبها تجاه ربها سبحانه وتعالى وتجاه أمتها الإسلامية في تذليل الصعاب لحجاج بيت الله الحرام وتأديتهم لنسكهم بأمن وطمأنينة، والارتقاء الدائم بالخدمات المقدمة لهم، حيث وفرت لهم كل متطلبات المدن الحديثة من خدمات وسكن ومواصلات بين منى وبيت الله الحرام بتسيير حافلات حديثة وعربات قطار سكة الحديد المتوفرة فيه وسائل الراحة والسلامة.

تقبل الله من حجاج بيت الله الحرام صالح الأعمال ويسر لهم حجهم وأعادهم إلى ديارهم سالمين غانمين.