كتاب

الملل الإداري

لعل العمل في كثير من الأحيان يكون هو المتنفس الوحيد لنا من كل ضغوطات الحياة الاجتماعية، أو الحياة الخاصة بشكل عام، لكنه قد يُشعرنا بالروتين القاتل الذي يخلق ويجعل الملل يتسلل إلى حياتنا، وفي كل أعمالنا، وهذا أمر طبيعي كما يبدو للجميع، ولكن حقيقة الأمر أن الملل؛ نحن أحد أهم أسباب وجوده في حياتنا، رغم أننا نحاول أن نتجاهلها أحياناً، أو حتى نجيرها على بعض الظروف، أو حتى ربطها بنظام أو حتى بأشخاص أو سوى ذلك، إلا أن الملل يظل هو الملل رغم تغيُّر أشكاله.

البعض يشير إلى وجود الملل الإداري ويُرجِعه إلى بعض الأسباب مثل: معظم الناس يؤدون عملهم على أنه روتين وواجب مفروض عليهم، وأن هناك أشخاصاً يحصرون حياتهم على العمل فقط، ويُهمِّشون ممارسة الهوايات المختلفة، وقد يكون المجهود الذي يُبذل في العمل كبيراً، والعائد الشهري قليلاً، أو يكون عدم تقدير الإدارة والهيئة العليا لجهود العاملين هو الغالب، في حين أن دعمهم معنويًا يزيد من الإنجاز والإبداع، وأحيانًا تكون قدرات الموظف أعلى من المكانة الوظيفية التي يشغلها، فيشعر بالإحباط، أو عدم الحصول على ترقيات وعلاوات لفترات طويلة، أو انعدام النزاهة وأخلاقيات العمل في بيئة العمل، أو التمييز بين الموظفين وعدم المساواة بينهم.


هناك بعض العلامات التي تدل على أنك تشعر بالملل من وظيفتك، منها: الشعور بالملل الدائم من العمل رغم كل المستجدات.. عدم الرغبة في العمل سيجعلك تشعر بالملل من الوظيفة وستفقد المتعة في أداء المهام مهما تنوعت.. انخفاض إنتاجيتك في العمل وتفوُّق زملائك عليك مؤشر خطير لدخولك في الملل الوظيفي، وكذلك عندما تشعر بأن مهاراتك غير مستغلة رغم كل تلك السنوات من التدريب والدراسة والتأهيل وبناء المهارات، ولكنك ترى أنها لا تُستغل ولا تُستخدم أبدًا في عملك، هذا يتركك تعيش في دائرة الإحباط، وتشعر بأنك ستكون بحالٍ أفضل في مكانٍ آخر، فترى أنك في مكانك الحالي لا تتوفر لك الوسائل المناسبة لتمويل أحلامك، وتشعر بالملل أن وظيفة أحلامك غير موجودة، فتصبح غير متحمس لمنصبك في الوظيفة، ولا تهتم بما يفعلونه، وغير مبالٍ بالمواعيد، ممتعض من اجتماعات الإدارة، فتكون غير راضٍ عن وظيفتك وتشعر بالملل.

للقضاء على الملل الوظيفي وتحويل وظيفتك المملة إلى شيء ممتع في حياتك، عليك التركيز على الإيجابيات، فكر في أهمية وظيفتك لمن حولك ولنفسك ولمن تقوم بالوظيفة من أجلهم، بالتأكيد لا توجد وظيفة غير مفيدة على الإطلاق، انهض وقُم ببعض التمارين، حاول كل 20 دقيقة أن تتحرك من مكانك، تمشَي قليلاً، أو حضِّر لنفسك كوبًا من القهوة، انشر السعادة، ابتسم حتى لو لم تكن تريد ذلك، ستجد نفسك قد بدأتَ تشعر بالإيجابية والارتياح، ابدأ يومك بشكلٍ صحيح، وحاول أن تحصل على نوم جيد، وأن تمارس رياضة المشي قبل الذهاب للعمل، اكسر كل القوانين الروتينية التي تفرضها على نفسك بنفسك.


(إن تشابهت الأيام هكذا، فذلك يعني أن الناس توقفوا عن إدراك الأشياء الجميلة التي في حياتهم).

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!