كتاب

طارق علوي.. دروب الذكريات

سأكتب اليوم عن نموذج مضيء من هذه المدينة 'مكة المكرمة'، من مهبط الوحي ومنبع الرسالات السماوية، نشأ فيها وتربَّى في رحابها، هذه البلدة التي شهدت مولد الحبيب -صلى الله عليه وسلم- سيد الكائنات، وتنزلت آيات الوحي فيها، مشواره لم يكن مفروشاً بالورود، مثله مثل كثير من الأمثلة المضيئة في هذا الوطن الغالي، ففي تلك الحقبة والزمن الجميل عرفت المهذب طارق علوي، ألف بيننا إخاء كبير، وترسخت أواصر المحبة والألفة، وتوالت المناسبات التي جمعتنا.

عرفت فيه ود الصديق، وشهامة الأخ، وائتلفت حولنا دروب الذكريات، نوقع عليها خطانا المخضلة بالآمال الندية، ونحن نمضي مع الركب، نختلي أنوار الخير، ومبادئنا الوضيئة، وإنني على ثقة أن كثيراً من الزملاء يعرفون الجوانب المضيئة في حياة طارق علوي، ولكنه يختلف بحبه للجميع، وخلفه روحا شفافة، ونفس ألوفة، خصوصاً سعة صدره، والتي كانت سمة بارزة.


امتزجت شخصيته بِقِيَم مكة المكرمة، وتشرَّبَتْ عَبَقَها، حتى استقرَّت في وجدانه نسيجاً مُتَمَاهِياً مع ما جُبِلَتْ عليه نَفْسُه الزَّكِيَّة من صفاءٍ ونقاء، وحُسْنِ طويّة، نجاحات متلاحقة عديدة خاضها طارق في المهنة المكية 'الطوافة'، عمل فيها ما يزيد على ثلاثين عاماً عضو مكتب خدمة في مؤسسة حجاج الدول الإفريقية غير العربية، ثم نائب رئيس المكتب، وبعدها عضو مجلس الإدارة، حتى وصل لنائب رئيس مجلس الإدارة، كما كان رئيساً لتحرير مجلة الطوافة، التي كانت تصدرها مؤسسة حجاج الدول الإفريقية غير العربية، لفترة تزيد عن العشر سنوات، وإبان رئاسته لتحريرها كانت منبراً إعلامياً، لها دور اجتماعي وثقافي في المشهد المكي، فقد كان جهدها واضحاً في مادتها التحريرية وتغطيتها الشاملة لما يخص الحج وخدمة الحجيج، وبعد أن بدأت هذه المهنة تدخل العمل المؤسسي، وأصبحت شركة حجاج الدول الإفريقية غير العربية، أصبح رئيساً للجنة الدعم والإسناد، والده السيد محمود علوي -رحمه الله- من رجالات مكة، وكان يعمل بوزارة العدل إلى جانب مهنة الطوافة، فقد كان عضواً بمؤسسة حجاج الدول الإفريقية غير العربية، وأصبح رئيس مجلس إدارتها.

إنني أكتب هذه الكلمات المتواضعة تعبيراً عن مودة ربطت بيننا، وهو من أولئك القلة الذين لا يقل رصيدهم الإنساني.

أخبار ذات صلة

مُد يدك للمصافحة الذهبية
السعودية.. الريادة والدعم لسوريا وشعبها
المتيحيون الجدد!
المديرون.. أنواع وأشكال
;
أين برنامج (وظيفتك وبعثتك) من التطبيق؟!
علي بن خضران.. يد ثقافية سَلفتْ!
من يدير دفة الدبلوماسية العامة الأمريكية؟!
الرياض.. بيت العرب
;
جميل الحجيلان.. قصص ملهمة في أروقة الدبلوماسية
الجزيـــــــرة
إدارة الجماهير.. وإرضاؤهم
المملكة.. ودعم استقرار سوريا
;
ولي العهد.. أبرز القادة العرب المؤثرين
العمل بعمق
(الروبوت).. الخطر القادم/ الحالي
عشوائية مكاتب (الاستقدام)!