كتاب
المتلاعبون بالعقول!!
تاريخ النشر: 16 يوليو 2023 22:48 KSA
في واحدة من مكتبات مدينة (سوري نتو) الساحلية الإيطالية، لفت نظري كتاب (المتلاعبون بالعقول) للباحث الأمريكي (هربرت شيللر)، صدر عام 1973م، وعلى الرغم من مرور عقود على إصداره؛ إلا أن الكثير مما ورد فيه من أفكار لا تزال موجودة.. الكتاب يتحدث عن التضليل بالرأي العام الأمريكي، ودور الإعلام في صناعة المواقف التي تريدها أمريكا.
يقدم الكتاب مجموعة من الأمثلة عن الأثر البالغ للدعاية، وقدرتها على تزييف الحقائق. صدر الكتاب في أهم فترات الدعاية الأمريكية خلال الحرب الباردة، وتداعيات الحرب الفيتنامية. الكتاب يعطي صورة عن أسس ومبادئ الاختراق الفكري التي كانت تقوم بها أمريكا في تلك الفترة. من المفارقات المفجعة التي تحدث عنها الكتاب، كيف تحوَّل حاملي الدكتوراة في الأدب الإنجليزي إلى مجرد محرري إعلانات لدى شركات الدعاية الأمريكية، والذي أطلق عليه الكاتب «قلب هرم القيم»، فبفعل سيطرة الشركات، تصبح القيم رهينة المال والدعاية، لذلك أصبح شارع (ماديسون) في مدينة نيويورك وجهة مفضلة لحملة الدكتوراة، بدل أقسام اللغة الإنجليزية في الجامعات لقلة رواتبها.
يشير الكتاب إلى تركيز صانعي الدعاية على إشاعة المصطلحات المضللة القادرة على اختراق عقل المتلقي بطريقة ماكرة، وذكر ما يُسمَّى «الحفاظ على العالم الحر»، وهي كلمة تصنع البهجة عند سامعها، غير أنها في الواقع جريمة تؤدي لقتله جوعاً أو تبعيته، بمعنى أن العالم الحر ما هو إلى «سياسة» استعملتها أمريكا لكبح وإحباط التباين الاجتماعي لدى الأمم الأخرى، وأنشأت لذلك وكالة لهذه المهمة بمسمى وكالة الاستعلامات الأمريكية عام 1953م.
انتقل الكاتب للحديث عن استطلاعات الرأي، وهي إحدى أهم وسائل قياس الرأي العام، والتي عليها اتهامات، خاصةً الاستطلاعات السياسية، تتمثل في أنها تضفي الشرعية على مرشحين وقضايا معينين، وتسحب الشرعية عن مرشحين آخرين وقضايا أخرى. وقدم الكاتب مثالاً لذلك بقوله: «عندما يسأل استطلاعاً لجالوب: (من يتعامل بصورة أفضل، مع الحرب الفيتنامية: (ريتشارد نيكسون أم هيوبرت همفري؟)، فإننا نكون قد تعرضنا للخديعة، ذلك أن الشواهد تؤكد عام 1968م، أن أياً من الرجلين لا يستطيع التعامل بجدية مع هذه الحرب، وهذا معناه أن طرح هذا السؤال؛ ما هو إلى خلط للأمور، وتحريف للواقع بالنسبة لأغلب السكان.
ذكر الكاتب أن هناك أساطير تُشكِّل أبعاد الفخاخ التضليلية التي تقلب الحقائق، منها التعددية الإعلامية، أو حرية الإعلام التي توهم الناس باستقلاليتها، في حين أنها تحكم باستبداد ناعم، ويوضح الكاتب حقيقة مهمة، وهي أن السؤال الحقيقي لا يتمثل فيما إذا كانت وسائل الإعلام مستقلة أم لا؟، وإنما يتمثل في كيف، وعن الهدف، والطريقة المترتبة في عمليات توجيه الرأي العام. وقال: إن وفرة الصحف ووسائل البث تخدم مصالح الحكومة الأمريكية والشركات الكبرى، بينما يظن المواطن أنها تُجسِّد حريته المطلقة.
الكتاب عميق في طرحه، ومليء بالمعلومات بين دفتيه؛ للذي يرغب في معرفة الكثير من الأفكار والمواقف والقرارات الأمريكية.
يقدم الكتاب مجموعة من الأمثلة عن الأثر البالغ للدعاية، وقدرتها على تزييف الحقائق. صدر الكتاب في أهم فترات الدعاية الأمريكية خلال الحرب الباردة، وتداعيات الحرب الفيتنامية. الكتاب يعطي صورة عن أسس ومبادئ الاختراق الفكري التي كانت تقوم بها أمريكا في تلك الفترة. من المفارقات المفجعة التي تحدث عنها الكتاب، كيف تحوَّل حاملي الدكتوراة في الأدب الإنجليزي إلى مجرد محرري إعلانات لدى شركات الدعاية الأمريكية، والذي أطلق عليه الكاتب «قلب هرم القيم»، فبفعل سيطرة الشركات، تصبح القيم رهينة المال والدعاية، لذلك أصبح شارع (ماديسون) في مدينة نيويورك وجهة مفضلة لحملة الدكتوراة، بدل أقسام اللغة الإنجليزية في الجامعات لقلة رواتبها.
يشير الكتاب إلى تركيز صانعي الدعاية على إشاعة المصطلحات المضللة القادرة على اختراق عقل المتلقي بطريقة ماكرة، وذكر ما يُسمَّى «الحفاظ على العالم الحر»، وهي كلمة تصنع البهجة عند سامعها، غير أنها في الواقع جريمة تؤدي لقتله جوعاً أو تبعيته، بمعنى أن العالم الحر ما هو إلى «سياسة» استعملتها أمريكا لكبح وإحباط التباين الاجتماعي لدى الأمم الأخرى، وأنشأت لذلك وكالة لهذه المهمة بمسمى وكالة الاستعلامات الأمريكية عام 1953م.
انتقل الكاتب للحديث عن استطلاعات الرأي، وهي إحدى أهم وسائل قياس الرأي العام، والتي عليها اتهامات، خاصةً الاستطلاعات السياسية، تتمثل في أنها تضفي الشرعية على مرشحين وقضايا معينين، وتسحب الشرعية عن مرشحين آخرين وقضايا أخرى. وقدم الكاتب مثالاً لذلك بقوله: «عندما يسأل استطلاعاً لجالوب: (من يتعامل بصورة أفضل، مع الحرب الفيتنامية: (ريتشارد نيكسون أم هيوبرت همفري؟)، فإننا نكون قد تعرضنا للخديعة، ذلك أن الشواهد تؤكد عام 1968م، أن أياً من الرجلين لا يستطيع التعامل بجدية مع هذه الحرب، وهذا معناه أن طرح هذا السؤال؛ ما هو إلى خلط للأمور، وتحريف للواقع بالنسبة لأغلب السكان.
ذكر الكاتب أن هناك أساطير تُشكِّل أبعاد الفخاخ التضليلية التي تقلب الحقائق، منها التعددية الإعلامية، أو حرية الإعلام التي توهم الناس باستقلاليتها، في حين أنها تحكم باستبداد ناعم، ويوضح الكاتب حقيقة مهمة، وهي أن السؤال الحقيقي لا يتمثل فيما إذا كانت وسائل الإعلام مستقلة أم لا؟، وإنما يتمثل في كيف، وعن الهدف، والطريقة المترتبة في عمليات توجيه الرأي العام. وقال: إن وفرة الصحف ووسائل البث تخدم مصالح الحكومة الأمريكية والشركات الكبرى، بينما يظن المواطن أنها تُجسِّد حريته المطلقة.
الكتاب عميق في طرحه، ومليء بالمعلومات بين دفتيه؛ للذي يرغب في معرفة الكثير من الأفكار والمواقف والقرارات الأمريكية.