كتاب

الصحة النفسية في الصيف

يبدو أنّ ارتفاعَ حرارةِ الطقس ورطوبةَ الجوّ في فصلِ الصّيف، مع قلّة شُرب الماء، وامتدادِ ساعاتِ العمل اليومي، من أسبابِ تضجّر وتعكّر مزاجِ كثيرٍ من الناس، نظرًا لإرهاق الحرّ وفرطِ التعرّق، ممّا يضطرّهم إلى قضاءِ مُعظم أوقاتِهم داخل المنزل، وبهذا النّمط تضطربُ حالاتُهم النّفسية.

ومن الواضحِ أنّ لاضطرابِ السّاعة الحيوية، واختلالِ نمط النوم، فضلاً عن الأزمات الماليةِ، وضعفِ القدرةِ المادّية على السّفر والاستمتاعِ بالترفيه، أثراً في ازدياد الشُّعور بالكآبةِ والإحباط، مما ينعكسُ على صُعوبةِ الالتزامِ بنمطِ حياةٍ وغذاءٍ صحّييْن.


تأتي ضغوطاتُ الطّقس الحارّ والتغيّرات الاجتماعيةِ خلال فصلِ الصّيف، لتضيفَ إلى مشاعرِ القلق، وارتفاعِ حدّة الغضبِ والتملمُلِ، والتذمّر والعُدوانيّة السُّلوكية، والتسابقِ المحمومِ على الغَلَبةِ والاستحواذ، مدفوعٍ بالأنانيّة العمياءِ وتضخّمِ الأنا.

تكمنُ معضلةٌ كبيرة في هذه المُشكلات، فمَعها قد يتجنّب بعضُهم الاختلاطَ بالناس، كردّة فعلٍ على خيبةِ آماله، وإصابتهِ باضطراباتِ مِزاجٍ عويصة، ووقوعِه مضطراً في فخّ الاعتزالِ الاجتماعي، إلّا أنّ هذا الاعتزال قد يُفيده بصورةٍ مؤقّتة، لكن ليس كنمطٍ مُعتمدٍ للحياة، فالعُزلة – بالرّغم من فوائدِها المُثريةِ للنّفس – لا تصلُح علاجاً لبعضِ الناس، فهي تستدعي القدرةَ على الاستغناءِ والتخلّي، والاكتفاءِ بالنّفس والامتلاءِ بالذّات وتجربةِ التأمّل، وممارسةِ القراءةِ المتمعّنة والاطّلاع المتنوّع، وهو ما يفتقرُ إليه كثيرٌ من الناس.


وفي سياقِ الحديثِ عن القراءة، فهي تُعيدُ التّوازنَ النفسي، وتشحنُ الفكرَ بطاقةٍ معرفيةٍ لمواجهةِ اليأس، وهي أسلوبُ حياةٍ روحيةٍ، وأداةُ ضبطِ الانفعالاتِ وشحذِها، ووسيلةُ حفاظٍ على فعاليةِ العقل، بتأثيرِها الإيجابي على مناطق في المُخ مرتبطةٍ بالّلغةِ والإحساس، والمُساعدةِ على وقاية كِبار العُمر من الإصابةِ بالخَرَف. يقولُ الكاتبُ (جون غرين): «إنّ القراءةَ تُجبركَ على أن تكونَ هادئاً في عالمٍ لم يعُد يسمحُ بذلك».

أمّا كيف يُمكنُ تقليل خطرِ الإصابةِ باكتئابِ الصّيف؟!.. فبُممارسةِ التأمّلِ والتّمارين الرّياضيّة والشّعائرِ التعبّدية، وتناولِ الطّعامِ المُتوازن وعلاجِ نقصِ الفيتامينات، وسماعِ الموسيقى والتعرّض للفُنونِ الجميلة، ومُمارسةِ الهواياتِ وتعلّم مهاراتٍ جديدة، إضافة إلى الحدّ من استخدامِ منصّات التواصلِ الاجتماعي، واستبدالِها بصداقاتٍ حقيقيةٍ نوعيّة قويّة، والحرصِ على ضبطِ نمط النّوم وإعطائِه الأوّلوية، فالحرمانُ من عددِ ساعاتِ النّوم المطلوبةِ يوميّاً، له أثرٌ كبيرٌ في انحسارِ الطاقةِ والإصابةِ باضطرابِ المِزاج.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!