رئاسة الحرمين هوية بصرية جديدة لخدمة ضيوف الرحمن

الهوية الجديدة لرئاسة الحرمين تحمل في طياتها رسائل ضمنية مفادها التطوير والتحسين والابتكار، ولها بعد معنوي عالي التأثير على الانتماء الوطني والوظيفي، توقفت طويلاً عند تصريح معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس عندما تحدث عن الإعلان عن الهوية البصرية الجديدة بأن من صمم هذه الهوية هم أبناء الوطن ممن يعملون في رئاسة الحرمين الشريفين وتلك والله كلمات تدعو للفخر بشباب الوطن الغالي والإيمان العميق بقدراتهم وإمكاناتهم من قبل القيادات التي تمكن لهم مواقع يخدمون الوطن والدين من خلالها.

وقد عايشت عن قرب خلال فترة زمنية قصيرة العمل والحراك الدؤوب في رحاب المسجد النبوي وبالتحديد في وكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي في الأقسام النسائية وتأكدت فعليًا من مقولة ليس من سمع كمن رأى، ولأمانة الكلمة أكتب بمداد الصدق والاعتزاز والفخر بقيادتنا الحكيمة التي قدمت كل الدعم السخي لخدمة ضيوف الرحمن وهيأت الأسباب لتمكين من يقومون بمهمة هي الأعظم والأجل في خدمة الحرمين الشريفين ومن يقدمون الخدمات الجليلة لقاصدي البيت الحرام والمسجد النبوي بأعلى معايير للجودة والتميز في الأداء والحرص المستمر على تقييم جودة الخدمات والعمل بمنهجية التطوير والتحسين المستمر، وجدت العلم النظري الذي كنت أدرب عليه في رحاب الجامعات وإدارات التعليم والمدارس وما تتلمذت عليه من معايير التميز المؤسسي يتحول أمام عيني لحقيقة مع اعتراف بنواحي القصور والضعف البشري التي تعتري كل عمل.

محطات سأتوقف عندها ومن أهمها المبادرات النوعية الخمس عشرة المعتمدة من إمارة منطقة المدينة المنورة في موسم الحج لعام 1444هـ ومن مسمياتها تستحضر قوة المبادرات وجودتها ومضمونها المختلف والمتجدد وهي: (بصمة وجود، بسمة حاج، ترشيد، زادك في الحج، المدينة خير لهم، عين من رحاب المدينة، بلسم، طهور إن شاء الله، صيانة فكر، يغضون أصواتهم، نشر الهداية، اسألي ونحن نجيب، رعاية، تطهير، وقولوا للناس حسنا).. لكل مبادرة مجموعة من البرامج تحكي قصص نجاح للمرأة السعودية التي ترجمت رؤية الوطن في مشاركتها لتحقيق أهدافها وتطلعات القيادة الحكيمة في استثمار كافة الموارد البشرية في سبيل الوصول للأهداف المنشود وفق خطط إستراتيجية محكمة الجودة وخطط تشغيلية موثقة ومدعومة بمؤشرات أداء دقيقية وفق معايير للحوكمة الرشيدة.. فالعمل بمنهجية علمية وبخطط كتبت من قبل خبراء مختصين في علم التخطيط ومؤمنين بأهميته في بيئات العمل لابد أن يؤتي ثماره على أرض الواقع.

وتوقفت أيضاً في محطة أخرى وهي معرض عطاء وإثراء 2 والذي أقيم ونظم في رحاب المسجد النبوي من قبل الوكالة المساعدة للشؤون الإعلامية والعلاقات والمعارض النسائية والذي كان يهدف للتعريف بالخدمات المقدمة لقاصدي المسجد النبوي وتسليط الضوء على أبرز المنجزات والجهود النسائية وبعدة لغات لإثراء تجربة الزائرات رقمياً وباستخدام الشاشات التفاعلية وتقنية الواقع الافتراضي.

كانت تجربة فريدة من نوعها، فشاهدت بأم عيني كيف تتحدث كل امرأة موجودة في المكان وتمثل وكالة من الوكالات وتقدم خلاصة فكرها وما تقدمه الدولة رعاها الله في خدمة ضيوف الرحمن، وشاهدت فتيات في مقتبل العمر يمارسن دورهن الإعلامي لتوثيق الحدث وأخذ انطباعات الزائرات وقاصدات المسجد النبوي، وكنت أرى بريقاً في أعينهن أستشعر من خلاله أننا مقبلون بحول الله على أيام إنجازات تتوالى وأن همة الشباب لا بد أن تختلط بخبرة الكبار وفي اتحادنا قوة لنا ولوطننا وفي اجتماع قلوبنا وتصفية نفوسنا وتهيئتها للعمل في أقدس وأطهر مكان يجعل البركة تحل في عملنا وفي إنجازنا، استحضرت أجواء الورشة التي أقيمت في رحاب المسجد النبوي للتشاور في حلقة النقاش عن جودة الخدمات المقدمة لقاصدات المسجد النبوي وسبل تطويرها حين قلت كلماتي ارتجالا لنستحضر أننا بالقرب من مثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعمالنا تعرض عليه واستحضار النية دوماً هو المطية التي من خلالها نحقق ما نصبو إليه.

ختاماً وقفة عند تمكين المرأة السعودية في شؤون الحرمين بتكليف ثماني مساعدات لمعالي الرئيس العام لشؤون الحرمين وذلك وفق مستهدفات رؤية 2030، وتحقيقا لتطلعات القيادة الرشيدة بتوفير أفضل الخدمات وتوفير بيئة عمل مناسبة تتناسب مع ما تشهده المملكة من تطور وازدهار في سلسلة من القرارات التي تعد الأضخم في تاريخ رئاسة الحرمين لتمكين المرأة وهذا التمكين وفق ما جاء في الكتاب والسنة وبما يتناسب مع ظروف النساء ويحقق توجهات المملكة في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال كما صرح بذلك معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين والذي أكد على أهمية زيادة الإنتاجية في العمل المؤسسي للرئاسة.