كتاب

الشيبان هم (البركة)

* إن من أهم ما أفرزه زمن (قنوات التواصل) من بلاء، سيادة أسلوب (التعميم)، هكذا بكل بساطة دون إحصاء، ولا استقصاء، فأصبحت الحالات (الفردية) مقياسًا يسحب على المجتمع بأسره، حيث يبدأ صيادو (المياه العكرة) في ممارسة هوايتهم، فيجعلون من حبة تلك الحالات الفردية قبابًا، حيث لم تعد القبة كافية في زمن اللاهثين خلف الترند، والشهرة.

* إنهم يمارسون ذلك كل له أسلوبه المختلف في الإسقاط والتهويل، فهذا يهوِّل من حادثة (سطو) في وطن هو في مساحته (قارة)؛ ليقول انظروا كيف هو اختلال الأمن، وآخر (يستخف دمه) عبر إسقاطات كلماته، وأوصافه (المشبعة) سخرية واستهزاء من خلق الله، ويحسب أنه رغم كل ذلك (السقوط) أنه فاعل (مفيد)، وثالث، ورابع، وخامس... وقائمة غير الراشدين تطول.


* ولأن ليس لديهم بضاعة ذات قيمة في (أصلها)؛ فإنهم، وإن تظاهروا بالمفيد، وتدثروا بالجميل؛ فإنهم، ومن على ذات المنبر (يسقطون)، ولو بعد حين، خذوا مثالاً واحدًا ذلك الذي (يستكثر) على (الشيبان) دخول المولات، لا لشيء إلا لأنه يراهم في مرحلة عمرية (قيم أوفر)، فلا حق لهم في ذلك فمنازلهم (أوسع) لهم، فكيف لهم أن يلبسوا جميل الملابس، وأن يجلسوا في الكافيهات، التي لم تُعد لهم أصلاً، بل كيف لهم أن يزاحموا تلك الفئة التي (ملت منهم) في تلك الجلسات، وهم لم يعد لهم في (زينة) الحياة بقية.

* وحتى يكتمل المشهد فلا مانع من تقديم مبررات لكل ذلك التجني من (تحديد الكل)، وهي مبررات عندما تتأملها عزيزي القارئ فإنها ليست أكثر من تصرفات (فردية)، لا يمكن بحال أن تُسحب على عموم (الشيبان)، الذين بلغوا مبلغًا من (القناعة)، والرضا، والزهد، هم معها أكبر من أن يتطاول عليهم من نصب نفسه مصلحًا اجتماعيًا، ونسي من ذلك الإصلاح نفسه.


* ولكنه مرض الترند والشهرة، فمتى ما أردت الوصول بسرعة فكل ما عليك أن تسير عكس اتجاه سير المسلمات، وما تمليه أحكام الواجبات، وما ترسخ في الأذهان من جميل الأعراف، والتقاليد، والعادات، صوب سهامك نحوها، وتمتع ببريق الترند، والشهرة، واقنع نفسك بأنك من المؤثرين دون أن تهتم بأنك فيهم من أصحاب (الشمال).

* أما أنتم يا معشر (الشيبان) فلا أشك للحظة أن الغالب الأعم فيكم هم أولئك الذين يتبوأون (الصدارة) مكانة، وتقديرًا، واحترامًا، أنتم الماضي الكفاح، والحاضر الوقار والقدوة، والمستقبل القيمة والقامة، فلا يضيق لكم صدر ممن غرس محراثه في (سبخة) الشاذ عن القاعدة؛ وهدفه النيل من ذات القاعدة فعاد إليه الصدى بما حشره في زاوية ضيقة من: ليته سكت، أنتم (البركة).. وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!